من المؤكد أن جميعنا استاء، والبعض أخذ يستنكر ما حدث، عند معرفة واقعة الشاب والفتاة اللذين تم ضبطهما في وضع مخل للآداب تحت أحد الكباري احتفالًا بالعام الجديد.
وفي الواقع، وقبل الاستطراد في أسباب تلك الواقعة ومسؤولية من، فقد أثار اشمئزازي ما توجه إليه المتطوعون من تصوير الواقعة، ولم يكتفوا بذلك بل تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع النيابة العامة إلى أن تهيب بالكافَّة منع ترويج مثل هذه المقاطع لما في ذلك من تكدير صفو المجتمع وسلمه وخدش حيائه، والتعدي على قِيَمه.
والسؤال الذي يطرح نفسه حاليًا في وقت التطور التكنولوجي: لماذا الترويج لذلك المقطع أوغيره من المقاطع الخادشة للحياء؟ وليس ذلك فقط، فالمطلوب عدم التشيير الفوري لكل ما يصل إلينا، لأن فيه الكثير من المعلومات المضللة، وبعضها يستهدف ضرب قيم وأخلاقيات مجتمعنا، فليس من المعقول أن نكون أداة لخفافيش الظلام لإلحاق الضرر بأسرنا ومجتمعنا ككل.
أما عن الواقعة وارتكاب الفعل المخل في الشارع، فهذا يطرح العديد من الأطروحات قبل الوقوف موقف الجلاد، حول من المسؤول عن حدوث ذلك؟ والواقع هناك مسؤولية على العديد من الجهات، وليس جهة واحدة قبل جلد أبنائنا ومحاسبتهم.
أولها الأسرة، فهي المسؤولة عن زرع القيم والأخلاقيات لدى الأبناء، كحماية لهم من تطورات العصر السريعة، خاصة أنهم جيل الإنترنت المتاح في أي وقت.
ولذا أصبح من الضروري حماية أولادنا من الانفتاح الذي أصبح بلا حدود أو قيود من العالم الخارجي عبر الإنترنت والمواقع الإباحية التي أصبحت شاشة مفتوحة أمام الكبير والصغير دون فلترة، وتنشر تلك الإباحية على أنها أمور عادية، وعكس ذلك هو التخلف عن ركب الحضارة والتقدم، وبالتالي لا بد من رقابة الأم والأب لما يشاهده الأبناء والتوعية بصورة متواصلة.
إلى جانب أهمية إعطاء الأبناء الوقت اللازم للتوجيه والإرشاد.. والذي للأسف أصبح مفقودًا في غالبية الأسر، نتيجة ظروف الحياة، وهي "الشماعة" التي يعلق عليها الأب أو الأم تقصيرهم في المكوث مع الأولاد والاقتراب منهم بصورة أكبر.
ثم يأتي دور المدرسة في حماية أبنائنا وتعليمهم بصورة تربوية الخطأ والصواب، وأن كل ما يتم إتاحته على المواقع الإباحية المختلفة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لا يتماشى مع قيمنا التي تربينا عنها، ولتكن العودة للاهتمام بالحصص المخصصة للدين وأن تعاليم الأديان كافة سواء الإسلامية أو القبطية، وغيرهما تنفي وتحرم تلك الأفعال التي تخرب أخلاقيات أجيالنا.
ولا يعد ذلك مطلبًا صعبًا، لأن رؤية وزارة التربية والتعليم الفني، قائمة على التربية التي تأتي دائما في المقام الأول، فالتعليم سهل لكن التربية والأخلاق والمبادئ هي الأصعب، والأهم.
كما يجب الانتباه إلى أن دور المدرسة في الحد من المشكلات السلوكية والانحرافات للطلبة، يتطلب توفير أفضل السبل لايجاد بيئة تعليمية آمنة، تنمي الشخصية الايجابية وتصحيح السلبيات، ما يضمن تخريج أجيال مسؤولة في مجتمع حضاري متقدم.
أولستم تتفقون معي، أنه قبل إلقاء اللوم على أبنائنا علينا أن نعترف بأخطائنا أولًا، وأننا مقصرون، وهناك الحاجة إلى رقابة مشددة مما يتم نشره على المواقع الخارجية، والتي تعمل ضد القيم والمبادئ التي تربينا عليها، ما جعل الأجيال في صراع بين مبادئ التربية وما يرونه على أرض الواقع.



