يتساءل الكثيرون عن الدبلوماسية وعلاقتها بالحياة اليومية (فن الإتيكيت الاجتماعي)، وهل الدبلوماسية تًعد حجر الأساس في جميع مجالات الحياة العملية، سواء الرسمية أو الاجتماعية؟ وهل الدبلوماسية تُعد من مقوِّمات النجاح والتميز لجميع أفراد المجتمع ومنها العائلة؟ وهل الدبلوماسية تختصر على الكادر الدبلوماسي في وزارة الخارجية وكبار الشخصيات في الدولة فقط؟
المعروف لدينا بأن فن الإتيكيت هو الفن الرفيع والسلوك المهذب والمشاعر الصادقة والتصرفات الموازنة بكل هدوء وهيبة والتي تُعد من كاريزما الشخص، بالإضافة إلى الهندام المعتدل اللطيف بعيدًا عن التصنع والابتذال في السلوكيات والإسراف بالملابس، وتقليد ما هو بعيد عن تعاليم دينيا الحنيف، ناهيك عن الثقافة العامة والمستوى الأكاديمي المعقول.
فن الإتيكيت هو بحر من المفاهيم المتنوِّعة والمهمة والجوهرية، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى العائلة أو المجتمع بمختلف أنواعه. وكما أنَّ البحر يحتوي على كمٍّ هائل ومتنوِّع من الحياة البحرية، كذلك فإنَّ فن الإتيكيت يُعد هو إطار ومرآة الحياة للشخص المسؤول أو الشخص العادي (للرجل أو المرأة).
واليوم سوف نتطرق إلى تفرعات فن الإتيكيت الاجتماعي الذي يمسُّ الحياة الاجتماعية للرجل والمرأة، ويُعد من نواة الحياة ونقطة الصفر التي تنطلق إلى القمة والوصول إلى كاريزما مثالية، حيث الجميع يحلم بها والظفر بأفضل المواقع الوظيفية.
ويُعرَّف فن الإتيكيت الاجتماعي بأنه هو الذوق الراقي والخُلق الرفيع، والنظام المدروس الدقيق، واحترام وتقدير الآخرين في كل جزئيات الحياة الاجتماعية اليومية، وهو مزيج من نظريات علم النفس وعلم الاجتماع ضمن بوتقة فن الدبلوماسية التي دائمًا تسعى إلى التطبيقات والسلوكيات المثالية والمعقولة في التعاملات اليومية، وخصوصًا في إتيكيت التعامل مع الآخرين وإدارة دفة الحديث واللقاءات الشخصية والرسمية واختيار الكلمة المناسبة، والحفاظ على قيمة الوقت والمواعيد. وأهم فروع الإتيكيت الاجتماعي هو:
أولًا: إتيكيت مهارات الاتصال والتواصل ويقسَّم إلى إتيكيت المجاملة والمصافحة والتعارف وتقديم البطاقة (الكارت) الشخصية، إتيكيت طبيعة الشكر وأنواعه وتقديم الهدايا، إتيكيت الابتسامة والضحك ومستوى نبرة الصوت، إتيكيت الاعتذار الشفوي والتحريري، إتيكيت النقد والنقد الذاتي والمصارحة، إتيكيت حضور العزاء والأفراح وأعياد الميلاد ومناسبات التخرج، إتيكيت اختيار وتقديم العطور والورود.
ثانيًا: إتيكيت العمل الرسمي والمحادثة ويقسَّم إلى: إتيكيت الالتزام الوظيفي بسرية العمل وحضور الاجتماعات، إتيكيت المحادثة بين المسؤول الأعلى والبقية بنفس المستوى، إتيكيت تجنب النفاق الوظيفي وحب الذات، إتيكيت تطوير المهارات الحكومية الفردية، إتيكيت احترام الوقت والاهتمام بالإنتاجية، إتيكيت المحافظة على التجديد سواء الهندام اليومي أو بالثقافة والمطالعة، إتيكيت حضور المناسبات الاجتماعية والرسمية بالوقت المناسب، إتيكيت استخدام الجمل الترحيبية وبشاشة وابتسامة الوجه دائمًا، إتيكيت المراسلات والمخاطبات الرسمية، إتيكيت المحافظة على الأجهزة الإلكترونية وعدم استخدامها للأغراض الشخصية.
ثالثًا: إتيكيت العلاقات العائلية والاجتماعية ويقسَّم إلى: إتيكيت المرأة في الحياة الزوجية، إتيكيت الرجل في الحياة الزوجية، إتيكيت التعامل مع أفراد العائلة، إتيكيت التعامل مع الوالدين، إتيكيت التعامل مع الجيران، إتيكيت التعامل مع السائق والعمالة المنزلية، إتيكيت الدعوات الشخصية في البيت، إتيكيت التعامل مع ذوي الإعاقة، إتيكيت تصميم الداخلي للمنزل.
رابعًا: إتيكيت التصرفات والمفردات اليومية ويقسَّم إلى: إتيكيت زيارة المريض، إتيكيت آداب المسجد، إتيكيت السلّم والمصعد الكهربائي، إتيكيت السفر والمطارات، إتيكيت التسوق ولغة الجسد ومستوى نبرة الصوت.
خامسًا: إتيكيت آداب المائدة والدعوات الاجتماعية ويقسَّم إلى: إتيكيت اختيار الملابس في الدعوات النهارية والليلية، إتيكيت حضور حفلات الشاي، إتيكيت الجلوس في المطاعم العامة والمقاهي، إتيكيت اختيار أنواع الموائد سواء المستطيلة أو الدائرية، إتيكيت توقيتات حضور المآدب والدعوات، إتيكيت اختيار الإكسسوارات، إتيكيت ألوان وتصميم الطاولات للدعوات، إتيكيت استخدام الملعقة والشوكة، إتيكيت حضور المرافقين كالأطفال والخادمة المنزلية، إتيكيت الصور الشخصية على موائد الأكل أو تصوير الطعام.
وهناك فروع أخرى صراحة كثيرة تدخل في مجال حياتنا اليومية والتي لا مجال لذكرها بمقالنا هذا متمنيًا من القرَّاء الكرام الاستفادة بما جاء في أعلاه.
دبلوماسي سابق وأكاديمي



