هناك من الأمور والتناقضات التي تتسبب بالفعل في انتشار حالة من الاستياء والغضب بين أفراد المجتمع، ويتم إطلاقها دون مراعاة لأي اعتبارات اجتماعية.
ففي الوقت الذي ترتفع فيه معدلات التضخم نتيجة ارتفاع سعر العملة الدولارية الأمريكية، ويشعر بآثارها جميع الطبقات على السواء، فقيرة أو متوسطة، وأيضًا الغنية، تخرج إحدى الشركات المتخصصة في بيع الذهب والماس معلنة عن عرض لبيع فستان من الذهب الخالص، تبلغ قيمته 15 مليون جنيه، وبطبيعة الحال أدى ذلك إلى إثارة جدل كبير على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وإذا كنا ننظر من زاوية أن من حق أي شركة أن تعلن عن المنتج الخاص بها، فإن علينا النظر من زاوية أخرى، حيث إن من المؤكد أن هناك توقيتًا لطرح وشكل الإعلان، وبما يتلاءم مع طبيعة السوق وظروفها، والطلب على السلعة.
وعلى ذلك، فليس هذا هو الوقت المناسب لعرض ذلك الفستان الذهبي، خاصة مع القفزات التي يشهدها المعدن الأصغر بصورة متتالية في الوقت الراهن، وبالتالي لا يشكل الإعلان عن الفستان سوى استفزاز للجميع.
وحتى إذا كان الإعلان يستهدف فئة محدودة جدًا في المجتمع، فإن ذلك لا يعني إغفال النسبة الغالبة، خاصة أنه تم طرحه على فيسبوك، الوسيلة الأكثر استخدامًا من جانب الجميع.
كما تزايد الاستفزاز، مع طرح الفستان الذهبي في أحد المهرجانات المتخصصة للذهب، التي نظمتها الشركة المعلنة بمدينة الزقازيق.
وفجر ذلك الإعلان الذهبي، المخاوف من الإعلانات التي تتضمن عرض السلع المستفزة، والتي لا تلائم احتياجات جميع أفراد الشعب، وتتزامن ويزداد عرضها مع قرب حلول الشهر الكريم.
فمن المعروف أن شهر رمضان، يعد موسمًا إعلانيًا مهمًا، ولذلك يجب استخدام أفكار إعلانية غير استفزازية للجمهور، وهناك حاجة من الآن لدراسة شكل ومضمون الإعلانات الرمضانية التي تلائم الشريحة الغالبة من المجتمع.
ومن الضروري أيضًا التركيز على عرض إعلانات السلع الأكثر استهلاكًا في الشهر الكريم، وبالأسعار المقبولة، وفقًا لقدرات أفراد الشعب، بحيث لا يكون التنافس الإعلاني هذا العام على عرض السلع الفاخرة، لكن للسلع ذات الجودة والأسعار المنخفضة، خاصة أن المستهلك يبحث حاليًا عن الأسعار المناسبة التي تقع في نطاق قدرته على الشراء.
أولستم تتقون معي أننا لسنا بحاجة إلى الإعلانات الاستفزازية التي تثير المجتمع ويرفض تقبلها، وضرورة أن تعكس الإعلانات الواقع الحقيقي الذي يعيش فيه.



