السفير الفلسطيني يطالب المجتمع الدولي بوقف الممارسات الإسرائيلية في احتفالية مؤسسة ياسر عرفات
اجدد المتحدثون في الاجتماع الرابع عشر لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، الذي استضافته جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، تأكيدهم على أن تبقى القضية الفلسطينية في صدارة اهتمام الدول العربية، وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في احترام قراراته وضمان تنفيذها، والتدخل الفوري لوقف جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا، بما يضمن وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب.
وأكدوا ضرورة مواصلة العمل الجاد لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن يكون 2023 عام الحسم السياسي لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإنهاء النقسام، مشددين على ضرورة إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة المراحل الصعبة المقبلة.
وأكد رئيس مجلس أمناء المؤسسة ممدوح العبادي، على أهمية هذه المؤسسة في تخليد ذكرى وتاريخ ياسر عرفات النضالي، مضيفا أن المنطقة تمر في مرحلة حساسة وخطيرة خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية وأن الشعب الفلسطيني أصبح في مواجهة حكومة إسرائيلية تمارس علناً محاولة تصفية القضية الفلسطينية حكومة عصابات تمارس البلطجة ولكن هناك إرادة فلسطينية، تواجه بثبات تستصرخ الأمة لدعمها.
وقال العبادي في كلمته، أن مؤسسة ياسر عرفات شهدت أحداثا خارجة عن إرادتها أدت لتغييب مجلس الإدارة واستقالة مؤسفة لرئيس مجلس الأمناء، معربا عن تقديره للرئيس محمود عباس لدعمه وتأييده لهذه المؤسسة.
من جانبه، طالب الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة دكتور سعيد أبو علي، المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لإنفاذ قراراته وفرض إراداته، بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي المتمادي بجميع أشكاله، وما يوجب على مجلس الأمن على نحو خاص مباشرة اختصاصه ومسؤولياته لتنفيذ قراراته ذات الصلة، وبلورة مسار للسلام، ينقذ ما اتفقت عليه الإرادة الدولية، خيار حل الدولتين، المهدد بالضياع النهائي، الهدف الرسمي المعلن للائتلاف الإسرائيلي الحاكم اليوم، وذلك بدءاً من الإعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مروراً بعقد مؤتمر دولي على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادة السلام العربية لإنهاء الاحتلال، وتمكين الدولة الفلسطينية من ممارسة حقها في السيادة والاستقلال.
وأكد أبوعلي، إن هذا الاجتماع الذي ينعقد في القاهرة عاصمة العروبة التي أحبت وأحبها ياسر عرفات، وفي رحاب بيت العرب جامعة الدول العربية التي احتضنت ورعت ثورة ومسيرة الشعب المناضل بممثله الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، مشيرا إن الاجتماع الذي ينعقد وفاءاً وإجلالاً لروح وعطاء عرفات، القائد الرمز التاريخي لنضال الشعب الفلسطيني ومسيرته المظفرة من أجل الحرية والاستقلال، هذه المسيرة المباركة المتواصلة، التي يتابع قيادتها رفيق دربه وأخيه الرئيس "محمود عباس" بإرادة قوية وعزم لا يلين، لتحقيق ذات الأهداف الوطنية بدعم من دول وشعوب أمتنا العربية، مؤكدا إن صمود الشعب الفلسطيني سيبقى الحجر الأساس في تحقيق أهدافه الوطنية الثابتة، خاصة أمام هذه التحديات الجسيمة في هذه المرحلة المصيرية من النضال الوطني، التي ينبغي أن تصاغ فيها الاستراتيجيات والخيارات الوطنية الشاملة لمواجهة خطط ومشاريع حكومة نتنياهو-سموتريتش- بن غفير، التي لن تخيف الشعب الفلسطيني بقدر ما تزيده إصراراً على النضال، وعزماً على الانتصار، ولن تزيد شعوب الامة إلا دعماً وإسناداً للقضية الفلسطينية.
واوضح الأمين العام المساعد، إن أروقة الجامعة العربية شهدت منذ أيام مؤتمراً رفيع المستوى لدعم القدس، بحضور زعماء الأردن وفلسطين ومصر، وممثلين لجميع القادة العرب، ومشاركة عربية ودولية واسعة، وحقق نجاحاً كبيراً، ليشكل معلماً من المعالم الهامة في دعم القدس وتعزيز صمود المقدسيين ونضالاتهم ونضال الشعب الفلسطيني.
حيث أكد المؤتمر أن القضية الفلسطينية كانت وسوف تبقى قضية الأمة المركزية، والعامل الرئيسي الذي يحدد مصير المنطقة بأكملها، فهي مفتاح الأمن والسلام والاستقرار، الذي لن يتحقق الا بتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية الثابتة.
وأكد أبو علي، ان الرئيس ياسر عرفات أبو عمار سيبقى قائداً خالداً في ضمير شعبه وكافة شعوب وأحرار العالم، وسيبقى الشعب الفلسطيني صامداً مناضلاً على طريق أبو عمار، وصولاً لممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ذلك هو عهد فلسطين المتجدد في كل ذكرى سنوية لاستشهاده، تعلنه جموع الشعب الوفي من رفح مروراً بالقدس إلى جنين، فتحية لشعب وقيادة فلسطين، وتحية للقدس تعلي اليوم صوتها، وتعلن عصيانها في يوم مقاومة جديد مجيد.
ومن جانبه أشاد مساعد وزير الخارجية المصري لقطاع فلسطين السفير أسامة خضر، بدور مؤسسة عرفات في تخليد إرثه الذي وضعه في مصاف زعماء التحرر الوطني الكبار، مشيراً إلى أن هذا الأرث وضع عرفات في مصاف قادة التحرر الوطني الكبار مثل نيلسون مانديلا وكافة قادة الحرية والتحرر الخالدين في تاريخ الإنسانية.
وأكد خضر أن عرفات ترك هذا الإرث للأجيال الفلسطينية والعربية للارتواء منه، مشيدا بدور المؤسسة في ترسيخ الهوية الفلسطينية من خلال العديد من الأنشطة التي تدعم الطفل والشباب والمرأة بشكل خاص، كما انها مساهمات كبيرة في خدمة القضية الفسطينية والمجتمع الفلسطيني بختلف شرائحه، وشدد على أن خيار العرب الاستراتيجي يستند على أحكام القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، بهدف إقامة الدولة الفسلطينية على حدود 4 يونيو 1967 وأن تكون قابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك على أساس مبادرة السلام العربية التي تؤكد على على مبدأ الأرض مقابل السلام التي أرساها مؤتمر مؤتمر للسلام الدولي عام 1991 ورؤية حل الدولتين التي إعتمدتها مجلس الأمن في قراره 1515 لعام 2003.
من جانبه، طالب سفير فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم في الجامعة العربية دياب اللوح، المجتمع الدولي ومنظماته وفي مقدمتها مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وسرعة التدخل لوقف الممارسات الإسرائيلية العنصرية والجرائم البشعة التي ترتكبها قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين المسلحين بحماية من حكومة الصهيونية المتدينة في إسرائيل ضد أبناء شعبنا ،وتوفير حماية دولية عاجلة لشعبنا الذي يتعرض لأعمال القتل اليومي وخطر الإبادة الجماعية، ومطالبة المجتمع الدولي بالإعتراف بدولة فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وقال السفير اللوح في كلمته، إنه في حضرة الشهيد الرمز الخالد ياسر عرفات، يشرفني أن أنقل لسيادتكم تحيات وتقدير الرئيس محمود عباس رفيق درب الشهيد ياسر عرفات وخلفه في قيادة نضال وكفاح شعبنا الفلسطيني المناضل، لاستكمال مشروعه التحرري الوطني، وإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة في الحرية والعودة والاستقلال الوطني وحق تقرير المصير وفقاً للمواثيق والاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية، والذي أكد على ذلك قبل عدة أيام في خطابه الجامع الشامل أمام مؤتمر القدس المنعقد في بيت العرب أن القدس في العيون وسوف تبقى في العيون وهي دُرة التاج وزهرة المدائن والعمل من أجلها والدفاع عن مقدساتها شرف ورِفعة، حيث وضع الشهيد القائد ياسر عرفات استراتيجية وطنية ثابتة حينما قال ليس منا وليس فينا من يفرط بذرة تراب من تراب القدس، ومن هنا، من بيت العرب، من القاهرة، نرسل بأحر تحياتنا لأهلنا الصامدين المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وفي الشيخ جراح وسلوان ومخيم شعفاط وجبل الطور وعناتا وكل أحياء القدس، والخان الأحمر وإلى أبناء شعبنا المناضل داخل وخارج فلسطين، وتحية إجلال وإكبار إلى شهدائنا الأبرار وأهاليهم الكرام وإلى جرحانا الأبطال، وإلى أسرانا البواسل في السجون والمعتقلات الإسرائيلية .
وأكد، على أهمية هذا الاجتماع للاحتفاء بالقائد ياسر عرفات "الذي جسد النضال والقيم الانسانية عبر الزمان، فقد كان رجلا استثنائيا دافع عن مثل وقيم حتى الرمق الأخير"، كما نقل تحيات الرئيس محمود عباس للمشاركين وأمنياته بتحقيق نتائجه المأمولة، ونؤكد ما أكده الرئيس مراراً وتكراراً بأننا لن نوقع إتفاقاً مع إسرائيل لا يشمل الإفراج الكامل عن جميع الأسرى والمعتقلين فالتحية كل التحية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات وإلى شهداء الحركة الوطنية الأسيرة والذين كان آخرهم الأخ الشهيد أحمد أبو علي، ومن قبل الأخ الشهيد ناصر أبو حميد، والتحية كل التحية إلى شهداء الإعلام والصحافة والكلمة الحرة وإلى روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
وأختتم السفير اللوح كلمته، ما قاله الرئيس أمام مؤتمر القدس :" نعم، القدس بحاجة إلى أمتها العربية والإسلامية، بحاجة إلى من يشد إليها الرحال لكي يشارك أهلها رباطهم المقدس، ولو أياماً أو حتى ساعات، كما أنها بحاجة إلى من يرسل إليها زيتاً يسرج في قناديلها ويعزز صمود المرابطين فيها وفي أكنافها المباركة، وهذا ما أوصى به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو واجب ديني وضرورة إنسانية ووطنية لابد من أدائها".
حضر الاجتماع، رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، والرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، والقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات علي مهنا، بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية والعربية.
كما سيناقش الاجتماع عدة مواضيع أهمها عضوية مجلس الأمناء، واعتماد تشكيل لجان مجلس الإدارة، واعتماد تعديلات النظام الداخلي الأساسي للمؤسسة، وتقرير مجلس الإدارة والتقرير المالي، بالإضافة إلى تقرير التدفق الخارجي لحسابات المؤسسة .
يذكر أن مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات يضم نحو 100 من كبار الشخصيات الفلسطينية والعربية ورئيسه الفخري هو الرئيس محمود عباس.



