مخرجة "أجساد بطولية": المرأة السودانية لازالت تعاني من "الختان"
أكدت المخرجة السودانية سارة سليمان مخرجة فيلم "أجساد بطولية " الذي يشارك في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة بمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة أن فيلمها يعتمد في الأساس على بحث التخرج من الماجستير الذي حصلت عليه من جامعة لندن ومنه تعرفت على سياسات الجسد أو “Body politics”، التي تعبر عنها وعن شخصيتها كامرأة سودانية، مؤكدة أنهن يعيشن في حالة مستمرة من السيطرة والتحكم بنهن من خلال اجسادهن.
وأشارت سارة إلي أن المرأة السودانية واجهت صعوبات كثيرة بسبب العادات التي فرض عليها وعلي جسدها، وهي عادات شعبية كانت ومازالت تمارس بعنف، فهي مازالت تعاني من موضوع الختان، وتعيش المعاناة نفسيه بسبب افكار لا تريد ان تفارقنا بالرغم من وجود قانون يجرم ذلك. وتحدثت عن كواليس تصوير "أجساد بطولية" قائلة: عملت حوالي 4 سنوات على فيلمي وخلال هذه الفترة استعنت بارشيف من عدة جهات، من بينها جامعة درهام من بريطانيا، كما هو معروف أن جامعة درم لديها أكبر أرشيف من صور وفيديوهات ومواد خاصة بالسودان في العالم و من الارشيف الوطني السوداني، وارشيف الرائد السينمائي الراحل جاد الله جبارة، وجدت تعاوناً من ابنته سارة جادالله.
كما تحصلت أرشيف خاص لأسر رموز نسائية ومجموعات خاصة لافراد،رحلة الحصول علي الارشيف كانت طويلة جدا وصعبة، اضطررت في بعض الاحيان ان اطرق الابواب في البيوت وانا ابحث عن الصور القديمة."
وأضافت قائلة": أنا كامرأة سودانية رأيت كيف يتم قمع النساء، لذلك تعمدت ان اقدم هذا الفيلم وان ادرس سياسية الجسد أو Body politics، لكي افهم اولا اسباب القمع لكي اتمكن من ان اقدم المساعدة واساهم في عملية التغيير.
ومن هنا بدأت اركز على المرأة السودانية بمختلف الاجيال لاخذ المبادرة بتغيير الافكار ولعل الختان اولها، وهي عادة تمارس على اجساد النساء بصورة غير انسانية، ورسميا في عام 2020 تم نص قانون يجرم الختان ولكن بالرغم من ذلك مازالت العادة مستمرة إلي الآن وتتم بالخفاء على يد "الدايات"، لذلك من المهم علينا أن نركز على موجهة هذه العادات بالوعي الكافي للمجتمع أولًا، فالقانون وحده لن يردعهم ابدا، فنحن في حاجة ماسة لتشغيل جميع الادوات المتاحة لوقف هذا العمل بتقديم الوعي الصحيح و بالتركيز على التعليم خصوصًا في المناطق البسيطة.



