التحديث الصيني يوفر الرخاء المشترك لجميع شعوب العالم
بعد اختتام "الدورتين السنويتين" في الصين هذا العام بنجاح، عرضت شبكة تليفزيون الصين الدولية (سى جى تى أن ) الناطقة بالانجليزية خلال شهر مارس الجاري منتدى تلفزيوني بعنوان "التحديث نحو الرخاء المشترك لجميع الشعوب" .
وأستضاف المنتدى والذي يعد جزءًا من سلسلة من المنتديات تحت عنوان "التحديث الصيني والعالم" ، شخصيات سياسية وباحثون وخبراء صينيون بارزون من كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وماليزيا والبرازيل ودول أخرى لمناقشة أهمية التحديث الصيني . وأتفق الضيوف خلال المنتدى على أن تمسك الصين بـ "الرخاء المشترك" يصب في مصلحة الشعب الصيني ، وأن نتائجه تعود بالفائدة على العالم بأسره ، وهي جديرة الرجوع إليها بالنسبة للبلدان الأخرى.
في هذا السياق ، أكد وزير التنمية والصناعة والتجارة الخارجية البرازيلي السابق أليساندرو غولومبيفسكي تيكسيرا ، أن إنجازات التنمية في الصين على مدى العقود القليلة الماضية أثبتت جدوى تحقيق "الرخاء المشترك" لجميع الناس.
وأن التحديث الصيني يركز على القضايا العالمية مثل القضاء على الفقر والاستجابة لتغير المناخ ، والتي لا تفيد الصين وحدها فحسب ، بل تفيد أيضًا المناطق المجاورة لها والعالم، ولذلك فان لتحديث الصين أهمية وقيمة عالمية ، ومن المتوقع أن يكون نموذجًا لتحقيق الرخاء المشترك للبشرية .
وقال المحلل البريطاني جون روس، وهو زميل أول بجامعة رينمين في الصين ، خلال المنتدى التليفزيونى إن التحديث على الطريقة الصينية ينطوي على العديد من الجوانب مثل المجتمع والتعليم والثقافة والصحة. ولقد حسّن حقًا معيشة الناس ورفاهيتهم. وأشار إلى أنه بالمقارنة مع الصين ، فإن التنمية الاجتماعية في الولايات المتحدة غير متوازنة بشدة غفى ظل وجود فجوة هائلة بين الأغنياء والفقراء. ومع ذلك لا تزال أمريكا تحاول السيطرة على العالم بقيمها الخاصة.
ومن جانبه قال جيفري هوكر ، رئيس قسم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة ماكواري ، إن العالم يواجه تحديات صعبة مختلفة ، وأن مسار التحديث على الطراز الصيني قد تعامل بشكل جيد مع مختلف المخاطر والتحديات ، مما مكن جميع الناس من تحقيق الرخاء .
و أوضح مايكل باورز من كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة تسينغهوا الصينية ، الفرق بين "الرخاء المشترك" ومجتمع الرفاهية الخالص. وأشار الى أن "الازدهار المشترك" للصين يوفر فرصًا لجميع الناس للانضمام إلى التنمية الاقتصادية. فهو لا يعتمد فقط على النموذج التقليدي لدعم الفئات ذات الدخل المنخفض وفرض الضرائب على الفئات ذات الدخل المرتفع لتضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء. بل إنه استراتيجية أكثر استباقية تحاول إعطاء حصة عادلة من مصالح التنمية الاقتصادية لجميع الناس في جميع الأنحاء والمناطق ، الأمر الذي يستحق التعلم منه بالنسبة للكثيرين ، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة .
وأشار الخبير الماليزي بيتر تشانغ ثيام تشاي ، نائب مدير معهد دراسات الصين بجامعة مالايا ، إلى أن فكرة "الرخاء المشترك" هي مصدر إلهام لتنمية الجنوب العالمي. وضرب مثالا بالتنمية غير المتوازنة بين المناطق الساحلية والداخلية ، وبين المناطق الحضرية والريفية في بلده ماليزيا، لافتا إلى أن "الرخاء المشترك" كما اقترحته الصين يمكن أن يدير بشكل فعال الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء. موضحا إنها استراتيجية إنمائية بعيدة النظر و أنه يمكن للبلدان النامية التعلم من التجارب الصينية في هذا الخصوص .
وقال د. لى يونغ كبير الباحثين في مركز أبحاث ( دى أند جى) ، خلال المنتدى أن الصين لديها خطة واضحة لتحقيق “الرخاء المشترك "، وأنه يجب بذل الجهود لإشراك جميع الناس في التنمية ، و أن يلعب الأفراد والحكومات والشركات دورًا نشطًا في تعزيز التنمية الاقتصادية.
وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق مثالاً جيدًا لذلك، حيث تربط مبادرة الحزام والطريق بين الصين وشركائها الدوليين من خلال إضفاء الحيوية على التنمية الاقتصادية لكل بلد ، وأيضا تمكين الصين وشركائها من الازدهار في التعاون ، ولذلك فإنها تساعد في النهاية على تحقيق "الرخاء المشترك" في جميع البلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق.
هذا وقد تم تقديم هذا المنتدى التليفزيوني مؤخرا على شبكة تليفزيون الصين الدولية (سى جى تى أن ) ، وجميع منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي ، وقامت وسائل الإعلام من 20 دولة على طول مبادرة الحزام والطريق ، بما في ذلك مصر وكينيا وباكستان والفلبين ، ببث المنتدى. كما غطت الحدث العديد من وسائل الإعلام أبرزها فى الولايات المتحدة والبرازيل والمملكة المتحدة وماليزيا والهند ودول أخرى .



