وزيرا الأوقاف والتنمية ومحافظ الجيزة يفتتحون مسجد الله نور السموات والأرض
وزير الأوقاف في خطبة الجمعة: السكينة والطمأنينة منحة ربانية وما نلمسه من ثبات في نفوس رجال الجيش والشرطة في مواجهة التحديات هو نوع من السكينة والصبر والثبات الذي نلمسه لدى أمهات الشهداء هو نوع من السكينة.
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، ألقى أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 7/ 4/ 2023م خطبة الجمعة بمسجد: "الله نور السموات والأرض"، بقرية النخيل، بمحافظة الجيزة، بعنوان: "السكينة والطمأنينة في القرآن الكريم.. وفضائل العشر"، بحضور معالي اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، واللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، وإبراهيم ناجي الشهابي نائب محافظ الجيزة، واللواء شاكر محمد يونس سكرتير عام المحافظة، ومحمد نور الدين السكرتير العام المساعد، والعميد محمد حمزة المستشار العسكري للمحافظة، والدكتور السيد مسعد مدير مديرية أوقاف الجيزة، والدكتور ناصر السقا وكيل مديرية أوقاف الجيزة، وعدد من قيادات الدعوة بالمحافظة، وجمع غفير من رواد المسجد وعدداً من أعضاء مجلس النواب.
وخلال خطبته أكد أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أننا عندما نتأمل في مواضع الحديث عن السكينة والطمأنينة في كتاب الله (عز وجل) وسنة رسول الله (ﷺ) نجد أنها كثيرًا ما ارتبطت بالأحداث الكبرى الفاصلة في حياته (ﷺ) وسيرته العطرة، ففي حادثة الهجرة حيث كان نبينا (ﷺ) مع صاحبه سيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) في الغار وتتبعهما كفار قريش، وقال أبو بكر (رضي الله عنه): يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، قال له نبينا (ﷺ): "يا أبا بكرٍ ما ظَنُّكَ باثنينِ اللهُ ثالثُهُما"، وفي هذا يقول الحق سبحانه: "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". وفي يوم بدر عندما جمعت قريش قضها وقضيضها كبراءها وقادتها، خيلها ورجالها، وتجهزت للإجهاز على رسول الله (ﷺ) وصحابته ودعوته بالمدينة المنورة، وكان المسلمون قلة في العدة والعتاد يومئذ، هنا جاء وقت السكينة والطمأنينة، حيث يقول سبحانه: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، ويقول سبحانه: "إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"، ويقول سبحانه: "إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ". وفي يوم حنين يوم أن اغتر بعض المسلمين بكثرتهم، وقالوا لن نهزم اليوم من قلة، فدارت عليهم الدائرة، وولى بعضهم مدبرين، وثبت المؤمنون الصادقون مع رسول الله (ﷺ)، حيث يقول سبحانه: "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ". وفي يوم الحديبية عندما رأى بعض المسلمين أن شروط الصلح مجحفة واشتد ذلك عليهم، نزلت السكينة والطمأنينة، حيث يقول سبحانه: "لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"، ومما دفعنا لاختيار هذا الموضوع هو أنني عندما تأملت حال كثير من جنودنا في القوات المسلحة وشرطتنا الوطنية وثباتهم على الحق، وقوتهم في مواجهة التحديات، وما رأينا من سكينة وطمأنينة في قلوب أمهات الشهداء وآبائهم، قلت: إنها السكينة ولا شيء غير ذلك، هي السكينة التي يلقيها الله (عز وجل) في قلوب المؤمنين، نسأل الله أن يرزقنا السكينة والطمأنينة في قلوبنا وأهلينا وذوي الشهداء. وأكد وزير الأوقاف أننا في أيام طيبة مباركة تتنزل فيها السكينة، نحن في أيام قيام وصلاة وركوع وسجود وقرآن يقول رسول الله (ﷺ): "وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ"، وها نحن وقد مضى نصف هذا الشهر الكريم وشرعنا في نصفه الثاني فيا باغي الخير أقبل، فنحن مقبلون على العشر التي كان النبي (ﷺ) يضاعف ويجتهد غاية الاجتهاد فيها.



