السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

عاجل.. سبعينية شرقاوية تمحو أميتها بحفظ القرآن الكريم وتحصد المركز الأول

فاطمة الشافعي
فاطمة الشافعي

"إقرأ" تنقل الإنسان من ظُلمة الجهل إلي نور العلم، هكذا كانت بداية فاطمة الشافعي محمد المهدي، 77 عامًا مركز ديرب نجم في محافظة الشرقية، عندما قررت أن تتسلح بالعلم وتمحو أُميتها فوضعت هدفها الذي لطالما راود أحلامها لعدة عقود نُصب عينها إذ ذهبت إلي كُتاب قريتها لتحفظ القرآن الكريم بعدما تجاوزت الخمسين من عمرها تتوسط الأطفال غير مكترثه لنظراتهم لها كونها تتقدمهم بالعمر.

 

فاطمة الشافعي محمد المهدي، 77 عامًا
فاطمة الشافعي محمد المهدي، 77 عامًا

 

منذ ما يقرب من ستة وعشرون عامًا صعدت روح زوج السيدة التي تجاوز عمرها منتصف السبعينات إلي بارئها منذ 26 عامًا تاركًا خلفه 7 من الأبناء 4 أولاد و3 بنات، عكفت علي استكمال مسيرة تربيتهم وتعليمهم وتزويجهم، حتي حانت لها الفرصة التي لطالما انتظرتها كثيرًا لتقرر أن تعلم  نفسها القراءة والكتابة وبدأت بالقرآن الكريم.

قررت السيدة السبعينية أن تمحو أميتها بالعلم فذهبت قاصدة كُتاب القرية وهي في الخمسين من عمرها تحمل بين  يديها كتاب الله "القرآن الكريم" متمسكة بهدفها متحدية سنها لتجلس بين الأطفال تتهجي الحروف ويتأرجح بين أناملها قلمها حتي تتمكن من الإمساك به تسمع وتفهم تردد وتدون ما يملي عليها كما الصغار الحاضرين. 

وتضييف السيدة فاطمة الشافعي محمد المهدي في تصريح خاص ل "بوابة روزاليوسف" انها تستيقظ مع بزوغ الفجر تصلي فرضها وتنتظر حتي يحين موعد الذهاب للكُتاب خشية أن تغفو عينها فتغرق في النوم ويضيع عليها موعد الدرس، مشيرة إلي أن البعض من المحيطين بها حاول إحباطها ومنعها من الذهاب للكُتاب بحكم سنها لكنها أصرت علي استكمال هدفها غير مكترثة لمحاولاتهم " كنت بصحي اصلي الفجر واقعد استني ومكنتش بنام عشان مايفوتنيش وقت الدرس وقرايبي كانوا بيقولولي ما تقعدي بقي متروحيش تاني بس مكنتش بسمع كلامهم".

واجهت العديد من المضايقات ونظرات الاستغراب من الجيران والأطفال التي تتعلم حفظ القرآن الكريم معهم بكتاب القرية كونها تكبرهم بالعمر معلقة: "كل ما اروح الدرس الجيران والعيال كانوا بيضحكوا عليا ويقولولي انتي لسه هتتعلمي بس مكنتش برد عليهم ولا كنت بزعل لاني لو زعلت هقعد في البيت ومش هروح"، وساعدها أبنائها وأحفادها علي القراءة والكتابة لشعورهم بأن   لديها عزيمة وإرادة فولاذية وإصرار علي حفظ القرآن الكريم.

سيدة ديرب نجم تحفظ القرآن في سن الـ77
سيدة ديرب نجم تحفظ القرآن في سن الـ77
 
 

 

من جانبه قال الشيخ محمد محمود النجار رئيس الجمعية الشرعية بقرية العصايد التابعة لمركز ديرب نجم، نطالع الحاجة "فاطمة" تذهب للكُتاب منذ سنوات حاضرة بين الصغار رغم عدم التحاقها بالمدرسة ورغم تلعثمها في بعض الآيات الا أن لها أجران، مضيفًا : المسابقة التي تنظمها الجمعية الشرعية حددت شرطًا لسن المتقدمين حتي 18 عامًا الا أن الحاجة "فاطمة" تم استثنائها من هذا الشرط لرؤيتنا مدي اجتهادها واصرارها علي التعلم وتقدمت عدة سنوات متتالية للمسابقة حصدت المرة الأولى في حفظ ربع القرآن المركز الثالث ثم حصلت علي المركز الأول مرتين متتاليتين في حفظ نصف القرآن الكريم مشيرًا إلي أنها قدوة ومثل أعلي لأمهاتنا وكبار السن.

تم نسخ الرابط