عاجل| حكاية اليوم العالمي للشاي.. وتوقعات إنتاجه حتى 2027
الشاي.. مشروب يُعد من نبات كاميليا سينيسيس، وهو أكثر المشروبات استهلاكا في العالم بعد الماء، ويُعتقد أن استهلاك الشاي بدأ في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين، لكن المكان المحدد لنمو النبات لأول مرة غير معروف، إلا أن هناك أدلة على أن الشاي بدأ استهلاكه في الصين قبل 5000 عام.

يشكل إنتاج الشاي وتجهيزه وسيلة عيش رئيسة لملايين الأسر في البلدان النامية، ومصدر رزق أساسيا للملايين من الأسر الفقيرة التي تعيش في البلدان الأقل نموا.
وتشكل صناعة الشاي مصدرا رئيسيا للدخل ولعائدات الصادرات في بعض البلدان الأشد فقرا، كما أنها تتيح فرص عمل باعتبارها قطاعا كثيف العمالة في المناطق النائية والمحرومة اقتصاديا على وجه الخصوص.
وللشاي دور مهم في التنمية الريفية والحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية بوصفه أحد أبرز المحاصيل ذات العائد النقدي.
وربما كان لشرب الشاي منافع صحية بسبب فوائده المضادة للالتهابات والأكسدة وفقدان الوزن. كما أن له كذلك أهمية ثقافية في العديد من المجتمعات.
اليوم العالمي للشاي
أكدت دعوة الفريق الحكومي الدولي المعني بالشاي إلى بذل المزيد من الجهود لزيادة الطلب، ولا سيما في البلدان المنتجة للشاي، حيث يسجل نصيب الفرد من الاستهلاك معدلا منخفضا نسبيا، وكذلك دعم الجهود المبذولة لمعالجة نقص معدل الاستهلاك للفرد في البلدان المستوردة.
وأعلنت الجمعية العامة أن يوم 21 أيار/مايو يوما عالميا للشاي.
ويُراد بهذا اليوم تعزيز الإجرائات الجمعية لتنفيذ الأنشطة الداعمة لإنتاج الشاي واستهلاكه على نحو مستدام، وإذكاء الوعي بأهمية الشاي في مكافحة الجوع والفقر.
إنتاج الشاي وأهداف التنمية المستدامة
يساهم إنتاج الشاي وتجهيزه في القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان، ويهدف إلى القضاء على الجوع "الهدف، وتمكين المرأة، وحماية النظم الإيكولوجية، إضافة إلى ذلك، فإن من الأهمية بمكان إذكاء الوعي العام بأهمية الشاي في ما يتصل بالتنمية الريفية وبسبل العيش المستدامة، وهو ما يعني بالضرورة تحسين قيمته بما يسهم في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
الشاي وتغير المناخ
عملية إنتاج الشاي حساسة جداً فيما يتصل بالتغيرات في الظروف الزراعية، إذ يمكن إنتاج الشاي في ظروف زراعية إيكولوجية دقيقة ومحددة وحسب، وبالتالي فإن إنتاج الشاي يقتصر على دول بعينها، وهي دول سيتأثر عديد منها بتغير المناخ.
فالتغير في درجة الحرارة وأنماط هطول الأمطار وزيادة نسبة الفيضانات وموجات الجفاف بدأ يؤثر بالفعل على المحصول وجودة إنتاج الشاي وأسعاره، مسبباً انخفاضاً في مستوى الدخل ومهدداً سبل العيش في الأرياف.
ومن المتوقع أن تزداد هذه التغيرات المناخية حدة، مما يحتّم اتخاذ تدابير تكيف عاجلة. وبالمقابل، هناك تأكيد متزايد على ضرورة المساهمة في التخفيف من حدة تغير المناخ من خلال الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج الشاي وتصنيعه.
على الدول المنتجة للشاي إدماج تحديات تغير المناخ، المتعلقة بالتكيف معه والتخفيف من حدته، في استراتيجياتها الوطنية الخاصة بتطوير إنتاج الشاي.
فعاليات
ـ مراسم أول احتفالية باليوم الدولي للشاي تحت شعار ’’تسخير الفوائد للجميع، من الحقل إلى الكوب‘‘ — 21 مايو. شاهدوا تسجيلا لمجريات الاحتفالية.
أُحتفل بأول مناسبة لليوم الدولي للشاي عبر الإنترنت حيث افتتح المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو" مراسم الاحتفال.
جمع الاحتفال أكبر البلدان المصدرة للشاي والمستوردة في العالم، فضلا عن البلدان المنتجة الرئيسية حيث تعتبر زراعة الشاي مصدرا مهما للإيرادات.
وفي أثناء المراسم، اختار المتحدثون أنواعا مختلفة من الشاي وتحدثوا عن ميزاتها وخواصها وربطوها بالثقافة السائدة في أقاليمهم.
وسلطت هذه المناسبة الضوء على أربعة مواقع زارعية للشاي تُعد من التراث الزراعي للعالم ورُبطت إلى نظم التراث الزراعي العالمي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة.
الشاي والتنمية المستدامة.. فعالية عبر الإنترنت في نيويورك 21 مايو 2020
في حوار تفاعلي مع الممثلين الدائمين من البلدان الأساسية المنتجة للشاي والمستهلكة له، شاركت منظمة الأغذية والزراعة مع بعثة الصين في تنظيم احتفالية ركزت على ثقافة الشاي، وما للشاي من دور في القضاء على الفقر، فضلا عن الانتاج والاستهلاك المستدامين للشاي في ظل الاستجابة لجائحة كوفيد -19، كما شارك في الفعالية تيجاني محمد-باندي، رئيس الجمعية العامة.
تقرير يشير إلى تزايد الإنتاج والاستهلاك العالمي للشاي حتى عام 2027
من المتوقع أن يستمر الارتفاع في معدل الاستهلاك والإنتاج العالمي للشاي خلال العقد المقبل نتيجة الطلب القوي عليه في البلدان النامية والناشئة، وهذا سوف يخلق فرصاً جديدة للدخل الريفي ويحسّن الأمن الغذائي في الدول المنتجة للشاي، بحسب تقرير جديد صدر اليوم.
وقد ازداد استهلاك الشاي بسرعة كبيرة لا سيما في الصين والهند وغيرها من البلدان ذات الاقتصادات الناشئة مدفوعاً بارتفاع مستويات الدخل وزيادة الجهود المبذولة لتنويع الإنتاج ليشمل أنواعاً متخصصة مثل شاي الأعشاب والشاي الممزوج بنكهات الفاكهة والنكهات المميزة الأخرى.
ويشير التقرير الذي ناقشته مجموعة الفاو الحكومية الدولية المعنية بالشاي خلال اجتماعها الذي ينعقد كل عامين في هانجتشو في الصين إلى أن الزيادة في استهلاك الشاي مردها أيضاً إلى زيادة الوعي حول فوائده المضادة للالتهابات والأكسدة وفقدان الوزن.
وتعد هذه الفوائد الصحية المحرك الرئيسي لنمو الاستهلاك في المستقبل.
توقعات زيادة إنتاج الشاي
من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الشاي الأسود سنوياً بنسبة 2.2 بالمائة خلال العقد القادم ليصل إلى 4.4 مليون طن في عام 2027، مما يعكس زيادة كبيرة في الإنتاج في الصين وكينيا وسريلانكا، وعلى هذا المنوال ستصل الصين إلى مستويات الإنتاج في كينيا، أكبر مصدر للشاي الأسود في العالم.
ومن المتوقع أيضاً أن يشهد الإنتاج العالمي من الشاي الأخضر ارتفاعاً أسرع يبلغ 7.5 بالمئة ليصل إلى 3.6 مليون طن في 2027، مدفوعاً بصورة رئيسية بمستويات الانتاج في الصين، التي من المتوقع أن تتضاعف وترتفع من 1.5 مليون طن سنوياً في 2015-2017 إلى 3.3 مليون طن في 2027.
آثار تغير المناخ
ويحذر التقرير من أن انتاج الشاي حساس جداً تجاه التغيرات في الظروف الزراعية. إذ يمكن انتاج الشاي فقط في ظروف زراعية إيكولوجية دقيقة ومحددة، وبالتالي فإن انتاج الشاي يقتصر على دول محددة فقط، سيتأثر العديد منها بتغير المناخ.
فالتغير في درجة الحرارة وأنماط هطول الأمطار وزيادة نسبة الفيضانات وموجات الجفاف بدأ يؤثر بالفعل على المحصول وجودة إنتاج الشاي وأسعاره، مسبباً انخفاضاً في مستوى الدخل ومهدداً سبل العيش في الأرياف. ومن المتوقع أن تزداد هذه التغيرات المناخية حدة، مما يحتّم اتخاذ تدابير تكيف عاجلة. وبالمقابل، هناك تأكيد متزايد على ضرورة المساهمة في التخفيف من حدة تغير المناخ من خلال الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج الشاي وتصنيعه.
يحث التقرير الدول المنتجة للشاي على إدماج تحديات تغير المناخ، المتعلقة بالتكيف معه والتخفيف من حدته، في استراتيجياتها الوطنية الخاصة بتطوير إنتاج الشاي.
المنتج الشائع بين الشباب
إن زيادة الإقبال العالمي على الشاي ناتجة أيضاً عن وجود زبائن جدد. فقد تبين أن شريحة الاستهلاك الأسرع نمواً في المناطق الحضرية في البلدان الكبيرة المنتجة مثل الصين والهند هي شريحة الشباب، التي هي ليس فقط مستعدة لدفع ثمن أكبر لأنواع الشاي المتخصصة بل مهتمة أيضاً بمعرفة المزيد عن المنتج الذي تستهلكه من حيث جودته وأصله ومساهمته في التنمية المستدامة.
يبحث المستهلكون الشبان من الطبقة المتوسطة العليا عن منتجات عصرية يمكنهم إدراجها في نمط حياتهم، والتي تشمل الآن الشاي ذو الجودة العالية واستهلاكه في بيئات متطورة وراقية مثل محلات الشاي المتخصصة والمطاعم والفنادق والمقاهي الحصرية.
التوعية بفوائد الشاي الصحية لزيادة الإنتاج
على الرغم من ازدياد استهلاك الشاي في العالم خلال العقد الماضي، إلا أن مستويات الاستهلاك في البلدان الأوروبية التقليدية المستوردة للشاي، باستثناء ألمانيا، شهدت تراجعاً ملحوظاً. وبشكل عام، فإن سوق الشاي الأوروبي هو سوق مشبع إلى حد كبير، حيث يشهد مستوى استهلاك الفرد الواحد انخفاضاً منذ أكثر من عقد من الزمان، نظراً لأن الشاي يواجه منافسة من أنواع أخرى من المشروبات، لا سيما المياه المعبأة.
وخلال العقد القادم، من المتوقع أن تشهد الدول الغربية، بصورة عامة، انخفاضاً في الاستهلاك. وعلى سبيل المثال، من المتوقع أن ينخفض استهلاك الشاي في المملكة المتحدة، التي يكافح فيها الشاي الأسود ليحافظ على اهتمام المستهلكين في خضم زيادة التنافس مع المشروبات الأخرى، بما في ذلك القهوة.
ويقول التقرير بأن الانخفاض في استهلاك الشاي في الأسواق الأوروبية التقليدية يمكن أن يتوقف أو ينعكس عن طريق التنويع في انتاج فئات أخرى، مثل الشاي العضوي والمتخصص، ومن خلال التوعية بفوائده في مجال الصحة والرفاهية.
وقد أثبتت استراتيجية التوعية بالفوائد الصحية للشاي فعاليتها في الأسواق الأخرى. فعلى سبيل المثال، يشهد سوق أوراق الشاي نمواً جديداً في الولايات المتحدة، وهذا نتيجة لزيادة الوعي بالصحة العامة.
وقد استند التحليل في التقرير على البيانات التي تم الحصول عليها من الدول الأعضاء بالإضافة إلى البيانات من موقع FAOSTAT واللجنة الدولية للشاي وغيرها من المصادر.



