عاجل| بعد انتقادات "كولر" للتحكيم.. رحلة "الصافرة العمياء" بين "يد إنرامو" و"عطية"
الصافرة العمياء هو الوصف الدقيق للأخطاء التحكيمية الفجة التي يرتكبها ويتغاضى عنها "قاضي الساحة" داخل ملاعب التنافس الرياضية التي تحظى بمتابعة الملايين حول العالم.
ورغم اختلاف الميول والقناعات تظل كرة القدم - شئنا أم أبينا - هي اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم، ما يجعل الأخطاء التحكيمية التي ترتكب خلال مبارياتها، عالقة بأذهان الملايين لسنوات طوال، ومادة خصبة لروايات عدة تتناقلها الأجيال فيما بينها.
وقبل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، كان الوقوع في مثل تلك الأخطاء التحكيمية شائعًا - ومقبولًا بعض الشيئ - استنادًا لكونه قصورًا طبيعيًا في قدرات العنصر البشري، وفي النهاية هو فرد "غير معصوم" من الخطأ.
ومع دخول تقنية الـVAR، بات الاستمرار في تلك المهازل أمرًا غير مقبولًا، لا يسع الجماهير احتماله، كما يمكن تأويله بعدة تفسيرات، قد تلطخ إحداها "سُمعة" الحكم، بـ"وصمة" تطارده ما تبقى من حياته.
وجاءت الانتقادات الحادة التي وجهها "مارسيل كولر"، المدير الفني لفريق الكرة الأول بالنادي الأهلي، إلى حكم المباراة الليبي معتز إبراهيم، بعد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها، وتغاضيه عن احتساب ضربة جزاء واضحة، وإشهار الكارت الأحمر للمدافع المغربي يحيى عطية الله، لتعيد إلى الأذهان قصص "الصافرة العمياء"، التي عطلت مسيرة المارد الأحمر، وسعيه لإحراز المزيد من الألقاب، داخل أحراش القارة السمراء.
مدرب الأهلي أعادها للأذهان
قصة الصافرة العمياء مع المارد الأحمر
في هذه السطور نسرد "غيضًا من فيض" لأبرز الأخطاء التحكيمية التي تعرض لها الأهلي خلال مسيرته ببطولة دوري أبطال إفريقيا، والتي أثرت بشكل مباشر على فرصته في اعتلاء منصة التتويج القارية.
نهائي نسخة 2007
ليست مرة واحدة وإنما اثنتان
قصتنا هنا بدأت قبل نحو 16 عامًا مضت، وكانت فيها ضربة البداية القاصمة بذهاب نهائي نسخة 2007، وأقيم على النجم الساحلي التونسي ووسط جماهيره، وتغاضى فيه الحكم الكاميروني رافائيل ديفين عن احتساب ركلتي جزاء لصالح المارد الأحمر، أبرزها تلك التي نال عنها الزئبقي محمد بركات "إنذارًا"، ليحرم الأهلي من الفوز ومن أهم أوراقه الرابحة بموقعة الإياب.
واكتملت المأساة بصافرة المغربي عبد الرحيم العرجون التي توقفت بفعل فاعل عن احتساب ركلتي جزاء للأهلي، خلال مواجهة الإياب التي أقيمت بالقاهرة، كانتا كفيلتين بتغيير أحداثها، وتحويل بوصلة الكأس صوب الجزيرة، ليحرم صاحب الأرض من تحقيق لقب كان يستحقه، ناهيك عن الطرد الظالم لعماد النحاس. ’’الأهلي تعادل سلبًا في سوسة، وخسر على ملعبه 3/1’’
تسلل = بطولة
سبق هاتين الواقعتين حادثة أكثر فجاجة، في إياب نهائي بطولة 1983 - كانت لم تزل بمسماها القديم - وفاز فيها نادي أشانتي كوتوكو الغاني باللقب، بعد احتساب الحكم الجزائري محمد حنضل ومساعديه، هدف المباراة الوحيد من تسلل واضح، وسط اعتراضات لاعبي الأهلي وجهازهم الفني. ’’انتهت جولة الذهاب بالقاهرة بتعادل سلبي’’
“يد إنرامو” الأشهر
سيناريو إياب نصف نهائي نسخة 2010 كان مغايرًا لما سبقه، وجاوز كافة توقعات الفساد والمحاباة التي يمكن قبولها، بعد احتساب الحكم الغاني جوزيف لامبتي ’’تم إيقافه من قبل الكاف مدى الحياة’’ هدف فوز الترجي التونسي، والذي سجله المهاجم النيجيري مايكل إينرامو بـ"ذراع" على كامل امتدادها، ليرد القدر الصاع صاعين لبطل تونس بخسارة اللقب لصالح تي بي مازيمبي الكونغولي. ’’خسر ذهابًا بخماسية نظيفة وتعادل إيابًا على ملعبه بهدف لمثله’’
خروج سريع
في نسخة 2011 تم الإجهاز على طموحات المارد الأحمر سريعًا، وإقصائه من دور المجموعات، بعدما تغاضى الحكم وحامل الراية عن احتساب تسلل واضح على نانا يايا صاحب هدف التعادل بموقعة الإياب. ’’الأهلي حل ثالثًا بفارق هدف وحيد عن الوداد صاحب الوصافة’’
باملاك تيسيما
علامة استفهام كبيرة
شهد ذهاب نهائي 2017 حضورًا قويًا للحكم الإثيوبي باملاك تيسيما ’’وقع عليه اختيار الكاف لإدارة إياب نهائي النسخة الحالية 2023’’ ليساهم بصافرته الخرساء في التغاضي عن احتساب ركلة جزاء مستحقة لمهاجم الأهلي وليد أزارو، لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي بين الأهلي والوداد بهدف لكل فريق.
وفي جولة الإياب بكازابلانكا كان ضرر الجامبي بكاري جاساما أشد وطأة، ومارس الأخير خلاله دوره كـ"متفرج" من داخل أرضيه الملعب، واكتفى بمشاهدة مسلسل إضاعة الوقت، الذي تفنن فيه لاعبو المغرب، بعد إحراز هدف المباراة الوحيد، ليطير اللقب إلى قلعة "وداد الأمة"، ويُحرم الأهلي من بطولة آخرى كانت في المتناول.



