الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

ليس بالضرورة أن تكون جنديًا أو ضابطًا أو أي رتبة عسكرية حتى تعرف حق بلدك عليك، وتضحي بالغالي والنفيس للدفاع عنه، فكل مواطن في موقعه عليه التزام مثلما له من الحقوق.

وقبل الحديث عن دور والتزام كل واحد منا تجاه وطنه، لا بد أن نشيد بالبطل الجديد الذي حفر اسمه في لوحة الشرف والدفاع عن بلاده، من خلال الموقع الذي تم التكليف به، وتصدر اسمه رواد منصات التواصل الاجتماعي، بطبيعة الحال إنه أحد أبناء قرية العمار بمحافظة القليوبية، الجندي المصري الشهيد "محمد صلاح إبراهيم".

هو المجند المصري الشاب الذي كان يؤدي خدمته العسكرية في منطقة سيناء، ويبلغ من العمر 22 عامًا، وكان مقر سكنه في منطقة عين شمس شرق القاهرة، وأصدقاؤه كانوا يلقبونه بالرسام لأن هوايته الرسم، ويهوى السفر والرحلات والقراءة، وكان هادئا ومحبوبًا وقدوة حسنة بين زملائه، ورغم قرب فترة إنهاء خدمته العسكرية لم يتردد أو يتراخى في أداء مهامه.

وفي الواقع، إن الحديث عن الشهيد محمد، يمثل قدوة لنا جميعا للاقتداء به، فكل مهنة تلعب دورًا كبيرًا في خدمة البلاد.

فعلى الموظف مثلًا ضرورة القيام بالواجبات والمسؤوليات والمهام الموكلة إليه، والعمل بإتقان على رفع كفاءة تنفيذ سياسات الوظيفة التي يعمل بها، والحفاظ على استمرارية برامج ومشروعات تلك الوظيفة.

وفي حال الموظف الذي يتعامل مع الجمهور، لا بد أن يقدم الخدمات لهم بسرعة وإتقان ودون تأخير أو إهمال.. وحذف من قاموسنا مقولة "فوت علينا بكرة يا سيد".

والتاجر، عليه دور تجاه المجتمع، من التجارة بأمانة دون اللجوء إلى الغش أو الاحتكار وحجب السلع مما يساهم في خلل قانون السوق من قوى العرض والطلب لمجرد الرغبة في تحقيق مكاسب وأرباح غير شريفة على حساب المواطنين، ويكون سببًا في ارتفاع الأسعار وضياع جهود الدولة في التخفيف عن كاهل المواطن.

 

والطبيب وشرف المهنة في الاطلاع الدائم على كل ما هو جديد لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمريض، ومحاولة التقليل من أعباء تلك الخدمة التي تعد في المقام الأول خدمة إنسانية قبل أن تتحول في بعض الحالات إلى خدمة تجارية.

والمعلم والعودة إلى أن مهنة التعليم هي مهنة الضمير، حيث أصبح ينظر البعض إلى التدريس باعتباره مهنة ومصدرًا للرزق وكسب العيش فقط وينسى أنه هو الشخص المؤتمن على مستقبل أجيال، فهو الجهة التي تساهم وتساعد في تشكيل وإنشاء عقولهم ليكونوا أعضاء فاعلين وصالحين في المجتمع وأنهم هم المعول عليهم في نهضة الأمم وتطورها.

فلا بد من وجود معلم ملهم ومبدع ومتميز يقودهم ويوصلهم إلى بر الأمان ويساعدهم ويساندهم ويدعمهم ويوجههم نحو تحقيق أهدافهم، لأن تقصير المعلم في أداء هذه المسؤولية قد يهدد بظهور جيل ناقص الأهلية، ضعيف غير قادر على مواجهة التحديات التي تواجههم، فلا بد أن يكون المعلم على قدر الأمانة التي وضعت بين يديه والتي يتوقف عليها مستقبل بلادنا.

المستثمر، وحديثي هنا عن المستثمر الوطني، فمن حقه أن يبحث عن المكسب والأرباح، ولكن في نفس الوقت لا بد أن يبحث عن الاستثمار في مشروع يوفر احتياجات أبناء وطنه، وتغطية متطلباتها وليس الاستثمار في سلع استفزازية وكماليات لا تفيد المجتمع.

والصحفي وشرف المهنة والأمانة في نقل الكلمة الصحيحة التي تؤثر في المجتمع. ويؤدي وظيفته بشكل يستجيب لحاجات الناس وتطلعاتهم، سواء كان يعمل في الصحافة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية أو الإلكترونية.

والتأكيد أن الصحافة تختلف عن باقي المهن الأخرى بكونها رسالة قبل أن تكون مهنة، ودورها لا يتوقف على مجرد أداء وظيفة اجتماعية أو ممارسة هواية تثقيفية، بل هو أبعد من ذلك بكثير وفي غاية الأهمية من حيث تأثيرها في الفرد وتنمية الوعي لديه ومساهمتها في بناء المجتمع ونهضته.

العامل والصانع ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني.. وغيرها من مهام وأعمال.. كل له دور أساسي. 

أولستم تتفقون معي، أن قبل السؤال عن الحقوق، أن يؤدي كل فرد الواجبات اللازمة تجاه بلاده، لتكملة مسيرة من سبقونا في العمار والنماء، وبما يحقق الرخاء والحفاظ على بلادنا لتظل دائما في عزة وكرامة بجهود أبنائها وشامخة أمام الجميع!

تم نسخ الرابط