15 عامًا على رحيل "المسيري"
فقدت مصر في مثل هذا اليوم 3 يوليو 2008، المفكر وعالم الاجتماع المصري، الدكتور عبدالوهاب المسيري، مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين، الذي استطاع من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية، أما برأي البعض الآخر فقد كانت رؤيته في موسوعته متحيزة لليهود، ومتعاطفة إلى حد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود.
يقول المسيري: ألفتُ قصصًا للأطفال عندما رزقني الله بأولادي نور وياسر..فـ”نور” كانت نشيطة وذكية وكثيرة الأسئلة وكذلك ياسر، وكنا في الولايات المتحدة الأمريكية أنا وزوجتي ندرس للدكتوراه عندما ظهرت عروسة باربي، ورغم أنها لاقت إعجاب الملايين إلا أنها أصابتني بالفزع.. فباربي مخلوقة باردة، لا تشبه بنات وطني، وهي إنتاج استهلاكي لتسويق ملابسها وصورها وملصقاتها الصغيرة على حقائب المدرسة، ثم شراء أحدث اكسسواراتها.. وهكذا، وهي لا تنقل قيمة لا شرقية ولا غربية سوى قيم الاستهلاك، بل بالعكس هي مثال سيئ للنحافة الزائدة التي صار الولع بها مرضاً نفسياً تعاني منه المراهقات ويسمى "أنوراكسيا".

يضيف المسيري: لذا قررت حينئذ أن أخترع شخصية تدور حولها قصص أرويها لأطفالي في الغربة تربطهم بثقافتهم وتراثهم، فكانت شخصية الجمل ظريف الذي يعيش معهم كصديق ويدخل في حياتهم وهو ككائن حيوان لكنه يخاطبهم ويعلمهم ويتعلم معهم، بدلاً من الدب الغربي "تيدي بير" الشهير، واستلهمت شخصيته من أثر قرأته طفلاً أن رسول الله "ﷺ" كان جالساً فلاذ به جمل من الذبح هارباً وطالباً الأمان؛ فأمَّنه الرسول "ﷺ" وأنقذه.. وهي قصة لطيفة تربط عالم الحيوان بعالمنا في سياق إيماني، وقد جعلت أطفالي شخصيات في داخل القصة وبدأوا يدخلون في تأليف القصص ونسج الحكايات.
وقال المفكر وعالم الاجتماع المصري، الدكتور عبد الوهاب المسيري: أنا أدعو الآباء لانتقاء شخصيات من التراث الأدبي أو القصص القرآني من حيوان وطير والبدء في محاولة مماثلة، وسيجدون أنها أكثر إمتاعاً من القصص القديمة أو ترك الأطفال أمام اللعب الإلكترونية.
وقال المسيري: جربوا وسترون وسيخرج للنور إبداع رائع قد ينشره البعض، والأهم أن الآباء والأمهات سينشؤون قناة تواصل جديدة وممتعة مع الأطفال.
وبالمناسبة: لقد ظللت أكتب قصص الجمل ظريف إلى أن ودع ظريف نور في طريقها لإنجلترا للحصول على الدكتوراه.



