مدينة دونغ ينغ شاهدة على الحضارة الصينية العريقة وتنمية الصين الحديثة
أشار ما تشاينغ، نائب الرئيس التنفيذي لجمعية التبادل الثقافي الصينية ـ المصرية إلى أن مدينة دونغ ينغ شاهدة على الحضارة الصينية العريقة وتنمية الصين الحديثة.
وقال فى تصريحات خاصة لـ”بوابة روزاليوسف”، على هامش زيارة وفد ثقافي سياحي من المدينة الى القاهرة، مؤخرا، إن مدينة دونغ ينغ والتي تقع في شمال مقاطعة شاندونغ على الساحل الجنوبي لبحر بوهاي، وبفضل مكانتها الجغرافية عند مصب النهر الأصفر بالبحر، تتمتع بموارد وافرة، وعلى رأسها الطاقة والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة.
وأنشأ في المدينة عدد من المناطق الخاصة بتطوير الاقتصاد والتكنولوجيا والزراعة وكذلك المحميات الجيولوجية لحماية البيئة وتنوع الكائنات الحية.
وأضاف ما تشاينغ ان المدينة تتمتع بكميات كبيرة من موارد النفط، وتعتبر من أهم مناطق إنتاج النفط بشرقي البلاد. وخلال السنوات الأخيرة، تعمل المدينة على تنمية اقتصادها عبر تطوير تفوقاتها في صناعات الزراعة واستخراج النفط والغاز الطبيعي والصناعة البتروكيماوية وغيرها، ما ساعدها على أن تصبح مدينة صناعية حديثة تقدم مساهمات كبيرة في حماية أمن الحبوب والطاقة للبلاد.
وفي الوقت نفسه، تبذل المدينة جهودها الدؤوبة لحماية البيئة، حيث تم بناء العديد من الحدائق الجيولوجية على مستوى البلاد فيها، ومن أشهرها محمية دلتا النهر الأصفر التي تبلغ مساحتها 153 ألف هكتار، وتوجد فيها مساحات شاسعة من نباتات سوايدا سالسا ذات اللون الأحمر الناري.
وفي كل عام، تتوقف ملايين الطيور للراحة عند هذه المحمية أثناء هجرتها، بينما يختار بعضها البقاء لقضاء فصل الشتاء والتكاثر. وبفضل جهود الحكومة المحلية والأجهزة المعنية في حماية البيئة، يعيش حاليا في المحمية أكثر من 1600 نوع من الحيوانات البرية، ومنها أكثر من 373 نوعا من الطيور، ما يجعلها من أهم مناطق هجرة وتكاثر الطيور في العالم.
هذا ويعد النهر الأصفر أو “هوانغ خه” هو ثاني أطول نهر بالصين بعد نهر يانغتسي، وخامس أطول نهر في العالم، ويبلغ طوله نحو 5464 كيلومتراً، وينبع من هضبة تشينغهاي- التبت غربي الصين، ويتدفق عبر تسع مقاطعات ومناطق صينية، وبما فيها مقاطعات تشينغهاي وسيتشوان وقانسو ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي وغيرها، ثم يصب في بحر بوهاي بمدينة دونغ ينغ في مقاطعة شاندونغ شرقي البلاد، حيث يشكل المصب منظرا ساحرا عندما تلتقي مياه النهر الصفراء بمياه بحر بوهاي الزرقاء.
ويطلق الشعب الصيني على هذا النهر العظيم لقب “النهر الأم”، والذي يعتبر من أعظم الأنهار الصينية الكبرى، ويعد مهد الحضارة الصينية العريقة.
ويعتبر النهر الأصفر أكبر نهر رملي في العالم، ويحمل متوسط 1.6 مليار طن من الرواسب سنويًا، ومن بينها 1.2 مليار طن التي تتدفق إلى البحر. أما الباقية، فإنها تبقى في الروافد السفلية للنهر الأصفر، وتشكل سهلا خصبا بشمالي الصين.
منذ آلاف سنين حتى الآن، كان ولا يزال النهر الأصفر شريان الحياة للصينيين. وفي الوقت الحالي، يوفر النهر مياها لـ12 في المائة من سكان الصين ويسقي 17 في المائة من أراضيها الصالحة للزراعة. ولذلك، فإن الحفاظ على النهر الأصفر وتعميم ثقافة النهر يظل على رأس جدول أعمال البلاد.
ومن أجل تعريف العالم بثقافة النهر الأصفر ودفع العلاقات الثقافية والسياحية بين مصر والصين، زار وفد من مدينة دونغ ينغ القاهرة مؤخرا، حيث أقيم مؤتمر سياحي، لعرض الاعمال الفنية المتميزة والأعمال اليدوية للتراث الثقافي غير المادي للمناطق الواقعة على ضفتي النهر الأصفر، من أجل تعريف المزيد من الناس بثقافة النهر الأصفر وقصص وأساطير هذا النهر العظيم.



