الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

دير المدينة

الطريق إلى طيبة، استيقظت مبكرة للحاق بقطار الأقصر الطريق على الجانبين يمتلئ باللون الأخضر يحتضنه الجبل تشاهد النيل واللون الأخضر يرحب بك لن تستطيع الوم من بهجة المناظر في الطريق، توجهت إلى القرنة هيئة البعثات لاستكمال تصريح التصوير بمقابر دير المدينة، بالطريق تمر على تمثالي منمون بارتفاع 20 مترا كانا أمام مدخل معبد جنائزي قديم تخليداً لذكرى الملك "أمنحتب الثالث" من ملوك الأسرة الثامنة عشرة، اتجهت نحو الوادي للوصول إلى مقابر دير المدينة.  

 

كانت أول مقبرة ننزل إليها هي مقبرة باشيدو سلالم مرتفع تنزل إليها تتكون من صالة تمهد لغرفة الدفن بسقف مقبب، تشعر أن الفنان لم يترك العمل فيها إلا من بضع ثواني، في الواجهة حورس يضيء الشموع لوالده أوزير وهي عادة تتم حالياً بإضاءة الشموع للمتوفين تقديساً لأرواحهم.  

 

الألوان ناطقة بالجمال كيف يتسنى لهم حفر ورسم مساحة محددة بسقف مقبب بهذه الدقة، الرسوم موزعة ما بين جنائزية ورسوم للمتوفى مع عائلته ، لم اتوقف عند مقبرة باشيدو فقط ولكن تنقلت ما بينها وبين مقبرة سن نجم  كان (سن نجم) خادماً في مكان الحق في الفترة المبكرة من عصر الرعامسة التي ينتسب إليها معظم الموظفين الذين دفنوا في دير المدينة، ولم تتأثر مقبرته ذات السقف المقبب والتي كشفت في 1886 بذلك الأسلوب الجامد في الزخرفة الذي يتميز به عصر الرعامسة المتأخر، وفيها منظر جميل للوليمة الجنائزية، رغم أن بعض الرسوم قد احتفظت بالطراز التقليدي الجامد والغريب نوعاً ما في تفاصيله.     

 

بحجرة الدفن وهي حجرة صغيرة ذات سقف مقبب، وقد كسيت جدرانها وسقفها بمناظر جميلة ذات ألوان زاهية وذلك بواسطة الدرج الهابط الموجود في الفناء الخارجي للمقبرة.  

 

فنشاهد على نفس جدار المدخل على اليسار المنظر الذي يمثل مومياء المتوفى راقدة على سرير داخل مقصورة بين كل من إيزيس ونفتيس، وقد صورهما الفنان على هيئة طائر الصقر.  

 

أما أسفل هذا المنظر فهناك لوحة جميلة لوليمة يقدم فيها الشراب والهواء العليل وتمثل مناظر الجدار الضيق على يسار الداخل منظراً مزدوجاً للإله أنوبيس في صورة ابن آوى بلونه الاسود راقداً فوق مقصورته ذات اللون الأبيض وفوق رأسيهما رسمت عينا "أوجات" ربما لكي يستطيع المتوفي من خلالهما الرؤية لتقبل القربان.  

 

وننتقل للجدار المواجه للداخل فنرى منظراً يمثل الآلهة أنوبيس وهو يعتنى بمومياء المتوفى الراقدة فوق سرير اتخذ شكل أسد بالإضافة إلى بعض نصوص من كتاب الموتى، ثم منظراً آخر يمثل المتوفى وهو جالس على الأرض أمام إله الموتى أوزير الواقف بلباسه الأبيض داخل مقصورته ويتوسطهما مائدة القربان.

 

يعد مجتمع حرفيين دير المدينة مصدراً وثائقياً لعصر الرعامسة، يضم حوالي مئة عشرين عاملاً واسرهم، أمدنا بتخطيط المدن والأدب والفن والعادات الجنائزية والحياة اليومية، عبر ثلاث قرون عن طريق رسوم الأوستراكا التي أماطت اللثام عن هذه الكنوز.

 

تمتد القرية من الشمال إلى الجنوب بين جبل قرنة مرعى والجرف الغربي لطيبة على امتدار التل الغربي، كان يسمى قديماً ست ماعت أو مكان الحق على مدينة دير المدينة وجبانتها، ظهرت القرية مع بدء العمل في وادي الملوك بداية حكم تحتمس الأول.

 

في البداية كانت تتكون من حوالي ستين منزلاً، أقيمت في عمق الوادي يحيط بها سور، توقف النشاط فيها في عهد أخناتون وعاد بعهد حور محب، وتوسعت القرية بتخطيط جديد، وأصبحت المدافن بدير المدينة عائلية للمتوفى وعائلته.  

 

الأسرة التاسعة عشرة والعشرين هما عصر الازدهار الذهبي لدير المدينة، قارب عدد السكان ألف ومائة نسمة، فبلغ نشاط القرية أوجه، وبنهاية الأسرة التاسعة عشرة نشبت اضطرابات، وانخفض عدد العاملين في عهد رمسيس السادس إلى ستين، وخلال الأسرة الحادية والعشرين انتقل بعض العمال إلى مدينة هابو.

 

في القرن التاسع عشر عندما زار شامبليون المكان بدأ بنسخ زخارف بعض المقابر، وتم الكشف عن مقبرة سن نجم.

 

للحديث بقية مع مقبرة (غا) ومقبرة (أن حر خا) بدير المدينة.

   

تم نسخ الرابط