الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

50 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة.. أبو غزالة فى ذاكرة المصريين

المشير محمد عبد الحليم
المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة

50 عامُا مضت على نصر أكتوبر المجيد ومنذ تاريخ 1973 يحتفل المصريون بالنصر العظيم فى السادس من أكتوبر من كل عام فارحين بإنجازات الشعب المصري وانتصارات القوات المسلحة درع الوطن، الذين أثبتوا أنهم قادرون على تلقين العدو درسا لن ينساه، والقضاء على اسطورة جيش الدفاع الإسرائيلى الذي لا يقهر.

وقادة القوات المسلحة المصرية، درع الوطن الذين أقسموا على أنفسهم باسترداد الأرض فكان منهم أعظم شخصية مؤثرة فى مجريات السياسة فى العصر الحديث وأبرز أبطال حرب أكتوبر المجيدة وفخر العسكرية المصرية المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، الذي خرج من جنبات تلك القرية الريفية البسيطة "زهور الأمراء" حيث ولد المشير أبو غزالة في الخامس عشر من يناير لعام 1930 بقرية زهور الأمراء التابعة لمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949، وحصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي سنة 1961، وهو أيضا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.

 

تدرج في المواقع القيادية العسكرية، حتى عُين مديراً لإدارة المخابرات الحربية ثم وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، وتمت ترقيته إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عاماً للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 وعُيّن مساعداً لرئيس الجمهورية.

 

ويظل اسم المشير الراحل محمد عبد الحليم أبوغزالة، له طابع خاص في سجل العسكرية المصرية، حيث حصل الراحل أبو غزالة على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين، منها وسام التحرير عام 1952، ونوط الاستقلال عام 1956، ووسام نجمة الشرف العسكرية عام 1974، ووسام الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى، وقلادة الجمهورية عام 1989، وله مؤلفات منها: "وانطلقت المدافع عند الظهر" و"القاموس العلمى فى المصطلحات العسكرية"، وهو يجيد اللغات الإنجليزية والروسية والفرنسية.

 

وكان المشير أبو غزالة قد دخل مستشفى الجلاء العسكرى بمصر الجديدة أغسطس 2008 بعد تدهور حالته الصحية، حيث كان يعالج من سرطان الفك الذي امتد إلى الحنجرة، اكتشفه أحد أطباء الأسنان، بعدما أصيب بورم خطير فى الفك استدعى سفره لفرنسا، بناءً على نصيحة الرئيس مبارك.

 

وأثرى المشير أبو غزالة المكتبة العسكرية بالعديد من المؤلفات منها:- قاموس مصطلحات المدفعية، تاريخ فن الحرب "4 أجزاء"، الرياضيات والحرب، الاستراتيجية والحرب السوفيتية، الاستراتيجية العربية فى صدر الإسلام، وانطلقت المدفعية عند الظهيرة، الحرب العراقية الإيرانية، درع وعاصفة الصحراء، حرب الخليج الثانية والأمن القومى العربى، ومن ترجماته:- دروس فى حرب الخليج، ما بعد السلام، بعد العاصفة، الحرب وضد الحرب.

 

وشارك المشير أبو غزالة، في حرب 1948 وهو طالب بالكلية الحربية، كما شارك في حرب 56 ثم حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973 الذي كان وقتها قائدا للمدفعية بالجيش الثاني التي زلزلت حصون العدو مع القوات الجوية تمهيدًا لعبور القوات الي الجبهة الشرقية. 

 

أشرف المشير أبو غزالة على التصنيع الحربي، وأنشأ مصانع وزارة الدفاع ومنها مصنع "200" الخاص بتجميع الدبابة "أبرامز أ1"، ومصنع "99" المتقدم، بالإضافة للمصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع.

 

 

وكان المشير أبو غزالة، أول من فكر في إنشاء جهاز الخدمة الوطنية في القوات المسلحة وأنشأ مصانع المواد الغذائية لعمل الإكتفاء الذاتي للجيش والفائض يتم بيعه للجمهور بأسعار مخفضة، ومن أفكاره تجنيد الشباب الذين يزيد عددهم على احتياجات القوات المسلحة في مشروعات الخدمة الوطنية للتخفيف من حجم البطالة، وأيضا لتعليم هؤلاء الشباب حرفة يستطيعون ممارستها بعد خروجهم من الخدمة العسكرية، وهو صاحب فكرة إسكان الضباط فأنشأ العديد من المدن السكنية لخدمة الضباط وضباط الصف بالقوات المسلحة التي حذا حذوها باقي النقابات والهيئات مما قلل من حجم المضاربة في سوق العقارات.

 

أنشأ أبو غزالة مشروع الخدمة الوطنية بعد أن رفضت فرنسا إعطاء مصر بعض الطائرات إلا بعد سداد أموال كثيرة لم تستطع مصر سدادها في هذا الوقت فقام بإنشاء الجهاز لتوفير بعض المنتجات الزراعية وتصديرها لفرنسا مقابل الطائرات، وبعد ذلك أنشأ المخابز لخدمة المواطنين.

 

فتح أبو غزالة مستشفيات القوات المسلحة لمعالجة المدنيين، وأنشئت في عهده "الهيئة العربية للتصنيع" في أعقاب الحرب العراقية الإيرانية والحرب بين روسيا وأفغانستان، حيث ازدهرت الصناعات الحربية المصرية وتصديرها للدول العربية والإفريقية، و كان أبو غزالة أول وزير مصري أقر مكافأة نهاية الخدمة ورفعها لتكون 40 شهرا، فضلا عن صفقات السيارات التي أمد بها ضباط القوات المسلحة، كما عمل على تطوير مدرسة المدفعية في ألماظة وكان وقتها برتبة لواء ورئيساً لأركان المدفعية، و عرف عنه مشاركته الجنود في لعب كرة القدم.

 

وحصل المشير أبو غزالة على العديد من الأوسمة والأنواط منها:- وسام التحرير عام 1952، وسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، وسام نجمة الشرف عام 1974، وسام الجمهورية من الطبقة الأولي 1974 قلادة النيل عام 1989، نوط الجلاء 1955، نوط الاستقلال 1956، نوط النصر 1957، نوط التدريب من الطبقة الأولى 1971.

 

انتقلت " بوابة روزاليوسف" إلى قرية زهور الأمراء تلك القرية التي سطرها التاريخ وارتبط اسمها باسم المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة حيث مولد المشير والتقتت عدسة الكامير العديد من الصور منها منزله ودوار العائلة وشوارع القرية.

 

وقال أهالى القرية إن المشير أبو غزالة اعتاد الذهاب للقرية وسط أهله لقضاء كل فترة للاستماع لمشاكلهم والعمل على حلها مؤكدين أنه كان دمس الخلق يحترم الكبير والصغير فى القرية متواصل معهم مؤكدين شعورهم بالفخر لارتباط اسمهم باسم المشير أبو غزالة الذي استطاع وزملائه من قهر جيوش العدو وعودة الأرض فى حرب تظل تُدرس فى المؤسسات العسكرية.

 

تم نسخ الرابط