الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مطلوب لجنة عليا للتخطيط و5 ملايين مصري للإقامة فيها!

بوابة روز اليوسف

الذين ينتظرون إلى أن تفاجئهم الأحداث يعجزون دائما عن التعامل معها.. أما الذين يتوقعونها ويستعدون لها.. فإنهم يستطيعون دائما أن يحركوها لصالحهم.. وأن يحققوا من وراء كل حدث.. أفضل ما يمكن أن يسفر عنه من نتائج.

وتحرير سيناء.. لم يكن من الممكن أن نظل فى انتظاره إلى أن يفاجئنا بحدوثه، فالتصميم على تحرير الأرض كان نو شعار مصر ودأب مصر وجهد مصر.. فى كل يوم.

وكان لابد مع هذا التصميم ويخوض معارك الحرب.. والسلام أن يأتى التحرير وسيناء تستعد اليوم لمرحلة ما بعد التحرير أو فلنقل إن مصر تفتح اليوم أحضانها لسيناء المصرية لتستقبلها لتعود كما كانت دائما جزءا من الكيان المصري العريق.

ولأن الأمر لا ينطوى على مفاجأة- كما قلت - فقد توقعت أن تكون وزارتنا «جاهزة» لتمد نشاطها إلى سيناء بمجرد أن تعود إلى الأيدى المصرية.

وحملت سؤالى، ماذا أعددنا لسيناء لأبدء جولتى بين الوزارات المختلفة.

وفى هذا الأسبوع التقيت بالمهندس حسب الله الكفراوى وزير التعمير والمجتمعات الجديدة والدكتور محمود محمد داود وزير الزراعة وطرحت عليهما السؤال - على أن أواصل الجولة فى أسابيع مقبلة.

التعمير مسؤولية قومية

وقال المهندس حسب الله الكفراوى وزير التعمير والمجتمعات الجديدة:

لاشك أن اتفاقية السلام كانت نتيجة حتمية ومباشرة لنصر أكتوبر الذي كان بدوره نتيجة لـ15 مايو.

وبعد السلام يكون الشىء الطبيعى لنا جميعا كمصريين شعبا وحكومة هو التعمير، فلابد للدولة بكافة أجهزتها وطاقتها أن تندفع نحو التعمير بمعناه الواسع، تعمير الإنسان وتعمير كافة مناطق مصر.

تسألنى عن سيناء..

لابد أن تكون هناك دراسات على المستوى القومى جادة وأمينة تستغرق وقتا وجهدا وبعد الدراسة الجادة تأتى مسألة التنفيذ. والمرحلة القادمة صعبة إذا لم نأخذها بموضوعية كاملة، وليس بالشعارات وبالتخطيط العلمى وليس بمانشيتات الصحف، فإننا لن نستطيع أن نترجم ما فى عقولنا إلى واقع - فالكلام وحده لا يكفى - إن موضوع تعمير سيناء مسؤولية قومية كما قلت - مسؤولية الأجهزة التنفيذية والأجهزة الشعبية - مسؤولية كل مواطن يريد غدا صورته أفضل - إن مصر غنية، جدا بمواردها الطبيعية والبشرية، ولا يستطيع أى إنسان أن يقيم موارد مصر بقيمتها الحقيقية لأنها فوق أى تقييم.

إذا تصورنا أن سيناء مثلث مساحته تقريبا ربع مساحة مصر تضم نحو ؟؟ فدان قابلة للزراعة فإن ذلك يعنى أن بها حوالى 75٪ من المساحة التي نزرعها فى مصر.

؟؟ فدان أى حوالى خمس محافظات ؟؟ السكان يعنى حوالى 3 ملايين مواطن يعيشون على الزراعة وما يتبعهم من ؟؟ يعيشون على نتائج هذه الزراعة من صناعات غذائية ومرافق وخدمات.

إن لدينا الماء الكافى للرى ولدينا الإنسان المصري أول من زرع وأول من بنى فى العالم.

ولك أن تتصور مدى حجم العمل لإنشاء خمس محافظات بما فيها من قرى ومدن ومجتمعات جديدة، وبما فيها من مرافق وخدمات وبما فيها من نشاطات أخرى مثل الصناعات الغذائية والصناعات التي تقوم على الحاصلات الزراعية لهذه المساحة.

وأستطيع أن أقسم لك ؟؟ فدان الموجودة فى سيناء والصالحة للزراعة فورا التقسيمات الآتية:

* منطقة سهل الطينة الملاصقة لقنال السويس وسميت سهل الطينة لأنها نشأت وتكونت من طمى نيل مصر منذ فجر التاريخ.

* منطقة وادى العريش وتمتد من شرق سهل الطينة إلى حدود رفح شرقا.. وهو مزروع حاليا ولكن لظروف الحرب على مدار 20 سنة لم يتح الاستقرار الكافی للمواطنين المصريين فى سيناء والذي تتطلبه الزراعة بطبيعتها.

* السهل الأوسط وهو فى تكوينه قريب الشبه بتكوين سهل الطينة لأن أصلهما واحد طين النيل ولكن بدون أملاح وقد بدأت مصر فعلا فى استصلاح الأرض وعمل مشروعات الاستزراع قبل عدوان سنة 1967.

وقد بدأنا فعلا بعد حرب أكتوبر فى إعادة ما انقطع بعد عدوان سنة 1967 والعمل يجری الآن فى استصلاح واستزراع الأرض. الثروات المعدنية والسمكية

* منطقة عيون موسى وعيون فرعون على الضفة الشرقية لشمال خليج السويس وقد بدأ العمل فعلا بعد حرب أكتوبر فى إقامة بعض المجتمعات الجديدة لتسكين بدو الصحراء فى هذه المنطقة.

 وهذا كله النشاط الأول.

 أما النشاط الثانى، فهو الثورة المعدنية والتعدينية والبترولية، فكلنا منذ قديم الزمن نعلم أن الثروات موجودة فى أرض سيناء من المعادن والبترول.

فلنتصور ما يمكن أن يقام من مجتمعات جديدة تقوم على هذا النشاط.. مناجم الفوسفات والمنجنيز والرصاص والنحاس والبترول وحتى الرمال أنقى رمال الأرض الصالحة لصناعة أرقى أنواع الزجاج كل هذه نشاطات تجذب الإنسان المصري المتطلع إلى الرخاء للبحث والاستقرار وما يتبع هذا من إقامة مدن وقرى صناعية كاملة بكل ما فيها من مرافق وخدمات.

النشاط الثالث: السياحة العلاجية والسياحةا لدينية والسياحة الترفيهية، شاطئ البحر الأحمر وشاطئ خليج السويس وشاطئ خليج العقبة، ودير سانت كاترين أول معبد فى التاريخ يعبد فيه الله ويذكر فيه اسمه.

كل هذه المناطق تتمتع بالجبال والشمس والمياه النقية والمياه المعدنية وجمال الطبيعة وتجذب حاليا وستجذب مستقبلا بعد السلام والأمان كل الباحثين عن المتعة والصحة والعلاج البدنى والروحى.

وللاستفادة من كل هذه الأماكن السياحية لابد من إقامة مجتمعات جديدة كاملة متكاملة تقوم على أساس الاستثمار فى مجال السياحة. النشاط الرابع الثروة السمكية

لدينا فى سيناء شواطئ طولها يزيد على 1000 كيلومتر على البحر الأبيض وخليجى السويس والعقبة، بالإضافة إلى بحيرة البردويل أغنى بحيرات مصرفى الثروة السمكية والتي لابد أن يعود لها اسمها القديم، ولابد أن نتصور ما الذي سيقوم على هذه الصناعة من إقامة قرى ومجتمعات جديدة وصناعات تعليب تفخر بها سيناء.

وإذا ربطنا هذه المجالات الأربعة والتي تحدثت عنها فى عجالة وهى الزراعة والتعليم والسياحة والثروة السمكية وتصورنا حجم المجتمعات التي لابد أن تقوم وتنشأ لخدمة هذه النشاطات فلا أعتقد أن عدد سكان سيناء سيقل عن 5 ملايين مواطن يعيشون على كافة ربوعها الغنية بمصادر الثروة.

لقد أخطأنا كثيرا فى الماضى عندما تركنا سيناء قفرا.. فكر فرضه علينا الاستعمار.. والآن وبعد أن تحررنا.. وتحررت سيناء وصارت مقدراتنا بأيدينا وتولى أمرنا قائد منا يعيش حاضرنا بعبرة ماضينا، فلابد أن نشارك بكل الحماس وبكل الصدق وبكل الأمانة كل ما فاتنا وننطلق نحو مهبط أول الرسالات نحو سيناء أرضنا المحررة لنعمر ونبنى حاضرنا ومستقبلنا.

التحرر.. قضية القضايا

وذهبت بسؤالى إلى الدكتور محمود داود وزيرالزراعة فقال:

- الأمر كما سمعت منك لم يكن فيه مفاجأة، فقد كنا دائما على ثقة من أن مصر سوف تحقق هدفها فى تحرير كل شبر من أراضيها لأن التحرير بالنسبة لها.. كان هو قضية القضايا.

وأول ما أقدمه دليلا علی أن وزارة الزراعة لم تنتظر إلى أن يتحقق تحرير سيناء هو أن الجزء الذي تم تحريره فى مرحلة فض الاشتباك قد غمره بالفعل نشاط زراعي يستطيع أى زائر للمنطقة أن يلمسه بمجرد أن يضع قدمه فى القنطرة شرق، فهناك يجرى تنفيذ مشروع شرق البحيرات ويستهدف استصلاح 20 ألف فدان.

ورغم أن مديرية الزراعة سيناء قد بدأت عملها هناك فى يوليو عام 1977، فإنه قد تم بالفعل استصلاح 500 فدان وزراعتها ويجرى الآن استصلاح 500 فدان أخرى، ليتم استصلاح واستزراع ألف فدان فى خطة العام الحالى 1978.

والمشروع الثانى هو مشروع جنوب سيناء للجزء المحرر فى وادى رأس سدر وأبوصويرة ومساحة هذا المشروع عشرة آلاف فدان وقد نفذت بالفعل أعمال حفر آبار المياه الجوفية فى نطاق المشروع.

وبمقتضى هذا المشروع، فإن الآبار التي يتم حفرها تسلم لأهالى المنطقة القائمين بالزراعة فعلا ليتابعوا العمل كل فى مساحته.. وقد أنشئت جمعية تعاونية زراعية باسم جمعية رأس سدر الزراعية تقدم خدماتها لأهالى المنطقة.

كما أنشئت أيضا جمعية صيادى الأسماك من بحيرة البردويل فى الجزء المحرر وقد مارس أعضاء هذه الجمعية نشاطهم فى استغلال بوغاز واحد، ويمتد نشاطهم بعد استكما ل التحرير إلى ثلاثة بواغير هى التي تشملها البحيرة.

ويجرى الآن تسجيل جمعية تعاونية لتسويق وتصنيع نخيل البلح بالساحل الشمالى.

والنخيل من أهم محاصيل سيناء، وفى الجزء الذي تم تحريره به نحو 65 ألف نخلة.. أما جملة العدد فقد تصل إلى 150 ألف نخلة يمكننا أن نخطط لها مشروعا ضخما لاستغلال منتجاتها، فبالإضافة إلى البلح يمكن إقامة مصنع لإنتاج «؟؟» بالإضافة إلى صناعات الخوص والليف وغيرها وفى الوقت نفسه يجرى العمل لإنشاء جمعيتين تعاونيتين زراعيتين إحداهما فى قرية «نجيلة» فى الساحل الشمالى والثانية فى قرية «؟؟؟؟».

وسألت الوزير:

- هذا عن المنطقة التي تم تحريرها بالفعل، فماذا عن مذات الآلاف من الأفدنة التي تمتد عبر سيناء والتي تعلم أن أمامنا آفاقا واسعة لاستغلالها فى كافة أنواع الاستغلال الزراعي.

وقال الوزير :

لدينا دراسات كاملة انتهينا منها إلى وضع مشروعات محددة أستطيع أن أحدثك عنها.

 

 

 

 

أول هذه المشروعات:

* مشروع منطقة سهل الطينة.. وهو الساحل الشمالى لسيناء ومساحته 125 ألف فدان، تروى بمياه النيل والتي تصلها عن طريق ترعة من فرع دمياط ويعبر قناة السويس من نفق أسفل القناة والقنطرة.

* مشروع المنطقة من عيون موسى حتى وادى فيران ومساحتها 160 ألف فدان وتروى من مياه النيل.

ويقوم حاليا معهد بحوث الصحارى بعمل دراسات وأنشأ بالفعل فى الجزء المحرر وعلى مساحة عشرين فدانا مشتلا لزراعة أصناف الفواكه مثل التين والعنب والرمان والنخيل والزيتون.

وتستهدف هذه الدراسات الحصول على أنسب الأنواع والأصناف التي يجوز زراعتها فى أرض سيناء وتتفق وظروفها الجوية وطبيعة التربة ودرجات الحرارة والرطوبة بها.

كما تجرى حاليا دراسات ميدانية، بعد زراعة ثلاثة أصناف من النباتات العشبية لاختيار أصلحها لتكون علفا للمواشى.

* مشروع القطاع الأوسط لسيناء لزراعة 70 ألف فدان تروى بمياه النيل.

* مشروع عشرة آلاف فدان تقوم حاليا هيئة التعمير بعد تطهيرها من الألغام باستخراج المياه الجوفية لها.

* مشروع لزراعة 150 ألف فدان تزيد إلى 250 ألف فدان لزراعتها على مياه الأمطار بالشعير والبطيخ والنباتات الصحراوية مثل الخروع مع التخطيط لعمل مصنع لإنتاج زيوت الخروع واللازم لتصنيع أكثر من مجال.

هذا وعند امتداد المشروعات الزراعية إلى منطقة العريش ستتم الدراسة لجميع الوديان مثل وادى العريش ووادی فيران وذلك بغرض تحديد أنسب طرق الاستغلال وأنسب الزراعات لهذه الوديان.

ويختتم الدكتور محمود داود وزير الزراعة حديثه لى قائلا:

كل ما سيحدث فى سيناء هو استخدام الزراعات الحديثة والآلات الزراعية المتطورة وسيكون هدفنا الأول هو التكامل الزراعي الصناعي فى سيناء.

هذا بالإضافة إلى مشروعات تربية الحيوان والتي سيكون غذاؤها الرئيسى أعلاف البيئة، والتي ستزرع فى أراضى سيناء والتي يمكن إقامة صناعة كاملة للألبان أو لتصنيع اللحوم والألبان فى هذه المنطقة.

 

روزاليوسف العدد 2627  

تم نسخ الرابط