"رأس العش" كسرت منحنى الانكسار ولقنت العدو درسا جعله لا يقدم على الهجوم حتى حرب أكتوبر
أكد المدير الأسبق لكلية القادة والأركان اللواء محمود طلحة، أن الجهد الأكبر للقادة على كل المستويات وحتى ضباط الصف والجنود منذ نهاية 67 كان التفكير في أسلوب تحرير الأرض، مشيرا إلى أن الجميع فكر واجتهد طبقا لتخصصه، وأن التخطيط تم بطريقة تراكمية بناء على ظروف الموقف العام والاقتصادي.
وقال اللواء محمود طلحة، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة مرور 50 عامًا (اليوبيل الذهبي) لانتصار حرب أكتوبر المجيدة بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، إن قاعدة الفكر التي بني عليها التخطيط هو دراسة الذهنية الإسرائيلية خاصة فيما يخص نظرية الحدود الآمنة ودراسة هيكل الدفاعات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن التحدي الأعظم كان يتمثل في كسر حاجز الخوف وإيقاف منحنى الانكسار للقوات المسلحة وللشعب المصري نتيجة هزيمة 67، لافتا إلى أن العلامة البارزة في بداية كسر هذا المنحنى كانت معركة رأس العش.
وأوضح أن معركة رأس العش التي شارك بها سرية صاعقة مكونة من 100 فرد تسليح خفيف تمكنت خلال اشتباكات استمرت لنحو 6 ساعات من إيقاف وتدمير قوة إسرائيلية مكونة من دبابات ومركبات مدرعة مدعمة بالهاون كانت تتقدم، والأهم من ذلك هو أنها لقنت العدو درسا جعلته لا يفكر بالإقدام على عمل كهذا حتى عام 1973.
وأشار طلحة، إلى أن هناك العديد من التحديات التي كانت تواجه القوات المسلحة منها تأمين اقتحام قناة السويس، بما تشمله من مسائل معقدة فنيا وتكتيكيا، والتي تم التغلب عليها، فضلا عن تحدي تسلق الساتر التراب بواسطة الأفراد بأسلحتهم وبعض المدافع المضادة للدبابات وخلافه، لتجريف وتحطيم القلاع الحصينة التي تمثل الخط الأول من خط بارليف وهو ما تم بتوفيق من الله.
ولفت إلى أن التحدي الأخطر كان أسلوب مجابهة دبابات العدو، مشيرا إلى أن قوات المشاة المصرية قاتلت لمدة 12 ساعة دون دبابة واحدة، علما بأن إسرائيل كانت تمركز في هذا الوقت 300 دبابة بصفة دائمة، تم تدمير نحو 180 دبابة منها طبقا لتقديرات الجانب الإسرائيلي.
وأشار إلى الدور الباهر لبدو سيناء الذين وفروا قدرا كبيرا من المعلومات عن أوضاع العدو بما مكن من نجاح الاقتحام، فضلا عن تأمين ومعاونة القوات المصرية التي تعمل في عمق أوضاع العدو منذ عام 67 حتى عام 73.



