الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

د. إيمان ضاهر تكتب: حرب أكتوبر غيرت كل شيء

د. إيمان ضاهر
د. إيمان ضاهر

نحتفل هذا الأسبوع بالذكرى الخمسين لبداية الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973. حرب أكتوبر المباركة وأحداثها الدرامية الخالدة، التي عُرفت باسم حرب يوم الغفران في إسرائيل، وبدلت بوضوح ساطع  مسار سياسة الشرق الأوسط، مما أدى في النهاية إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام ١٩٧٩.

 

تعتبر حرب عام 1973 بمثابة دراسة حالة نموذجية حول استخدام الوسائل العسكرية لتحقيق أهداف سياسية متجلية مرجعية عظمى لدروس أخرى للحروب الحديثة التي تظل أساسية اليوم كما كانت قبل خمسين عامًا.

 

إن حلول هذه الذكرى المجيدة ليست الا الشعلة المضئية لهذه الأمثولة الملحمية الدائمة التفوق والحذاقة، الاتقان والإبداع في فنون الحرب مهما طال الزمن.

 

ومازالت حتى اليوم وستبقى من أكبر تحديات الأمن القومي المصري والعربي على الإطلاق.

 

في 6 أكتوبر 1973، نجحت مصر وسوريا في شن هجمات مفاجئة منسقة ضد القوات الإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان، على التوالي. 

 

 

كانت الهجمات رد فعل مباشر على النصر الدراماتيكي الذي حققته إسرائيل في يونيو حزيران 1967، عندما نفذت قوات الدفاع الإسرائيلية في ستة أيام حملة عسكرية استباقية أسفرت عن الاستيلاء على شبه جزيرة سيناء من مصر، ومرتفعات الجولان من سوريا، والضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن. 

 

وكانت حرب عام 1973 بمثابة محاولة لعكس ذلك الفشل واستعادة الأراضي المفقودة، ولن تأتي أي لحظة اعظم  لاسترداد الشرف القومي العربي بعد عام 1967 أكثر من عبور المؤسسة العسكرية المصرية الجريئة والمبدعة لقناة السويس في يوم السبت 6 أكتوبر، بعد أن بدأت طائرات الميغ السورية بإسقاط القنابل على الجولان عبر آلاف من القوات المصرية في زوارق مطاطية قناة السويس تحت غطاء نيران الجو والمدفعية.

 

أدت أنظمة الدفاع الجوي الجديدة المتطورة الى تحييد القوات الجوية الإسرائيلية. وعلى طول الضفة الشرقية للقناة يوجد خط بارليف الذي تتبجح به إسرائيل، وهو عبارة عن حاجز رملي يبلغ ارتفاعه ستين قدمًا تدافع عنه حوالي ستة عشر موقعًا استيطانيًا. 

 

قدر الجيش العدو  أن الأمر سيستغرق من المصريين ما لا يقل عن أربع وعشرين ساعة لتفجير الشقوق في الرمال باستخدام المتفجرات. 

 

شق المصريون طريقهم باستخدام خراطيم المياه عالية الضغط في أقل من خمس ساعات، في هذه الأثناء، قامت كتائب المهندسين بتجميع الجسور العائمة لنقل المعدات الثقيلة فوق الماء، في حين قامت قوات الكوماندوز المجهزة بأحدث المعدات، وبحلول 7 أكتوبر، كانت مصر قد أرسلت أكثر من 100 ألف جندي و1000 دبابة عبر القناة. وبغض النظر عما حدث بعد ذلك، فإن عبور قناة السويس الملحمي أعاد الكرامة العربية، وكما كتب السادات في وقت لاحق ، "فجّر إلى الأبد أسطورة إسرائيل التي لا تقهر".

 

فكيف أدت هذه المعركة المبكرة إلى تحول ميزان القوى الإقليمي وحتى العالمي؟ ماذا يمكن أن نتعلم من الحرب التي تلت ذلك؟

أسلط الضوء أدناه على ثلاث نصائح ذات صلة بممارسي الأمن القومي اليوم.

 

ابدأ والنهاية السياسية في ذهنك. أليست هذه الحرب ترف الاقوياء وشرفهم كما يصفها بطل  العبور انور السادات؟

 

لقد خطط الرئيس المصري أنور السادات بشكل حربي مثالي. لقد كانت قبضته على السلطة ضعيفة منذ أن خلف الرئيس  جمال عبد الناصر في عام 1970، وكان عرضة بشكل خاص للإحباط الشعبي بسبب مأزق "اللاحرب واللاسلام" بين بلاده وإسرائيل بشأن شبه جزيرة سيناء: فقرر ان الحل الوحيد هو حرب محدودة تجبر العدو على الدخول في عملية سياسية لاستعادة كل الاراضي المصرية ومن اول يوم للحرب دب الذعر في صفوف الامن القومي الاميركي حليف اسرائيل، والذي أعلن بلسان مستشاره الذكي كيسنجر :" لم يعد هناك عذر للتأخير..…

 

بعد وقف اطلاق النار ، سنبدأ بوسيلة  العملية الديبلوماسية....."

وفي هذه الأثناء، كان القائد السادات بحاجة إلى إقناع معارضيه بأنه يمكن أن يكون شريكاً موثوقاً في المفاوضات من خلال تاكيد ان السلام هو اعظم صراع، وهو من صناعة الرجال وابلغ من اي سلاح، وايضا  الموقف العملياتي والرسائل الدبلوماسية للإشارة إلى أهدافه العسكرية المحدودة.

فبعد تدمير الهجوم المضاد المدرع الإسرائيلي، على سبيل المثال، كان بإمكان المصريين التوغل في مناطق اخرى داخل البلاد. وبدلاً من ذلك، ومع الريح في الخلف والعدو يترنح على جبهتين، أنشأ المصريون مواقع دفاعية على بعد عشرة كيلومترات فقط شرق القناة. 

 

وقد ربط السادات هذا القرار برسالة إلى كيسنجر مفادها أن مصر "لا تنوي تعميق الاشتباكات أو توسيع المواجهة" .

 

ومصر وسوريا جديرتان بالاعجاب والتقدير لنجاحهما الساحق في مفاجأة عدوهما، لكن عمليات الخداع لا تكفي وحدها لتبرير عدم استعداد إسرائيل. وكان ميل القادة الإسرائيليين إلى عدم الظن بأن هناك حربا ستشن قريبا وستغير الكثير من معادلات حربيةو سياسية. 

 

 

كيف يمكن حصول هذا؟  ألقت لجنة التحقيق الإسرائيلية الرسمية بعد الحرب، التهم على القيادة العسكرية الإسرائيلية بسبب "التزامها العنيد بما كان يُعرف بـالمنظور العام بأنها أقوى  حربيا"

 

ويمكن العثور على مجموعة مقنعة لتفسيرات في بحوث اثنين من علماء النفس في الجدارة العلمية، حيث حددا الطرق التي تمهد الدماغ البشري لبرمجة ارتكاب الأخطاء بشكل منهجي من خلال الاعتماد على اختصارات عقلية على الحكم الاحتمالي "العقلاني في ظل ظروف معينة" كان عالما النفس كانيمان وتفيرسكي تخليا عن مركزهم الجامعي في أمريكا للتطوع في حرب الغفران.

 

وما هو المفهوم المعتمد عليه لدى الباحثين؟

يشير التحيز التأكيدي، إلى ميل الإنسان إلى البحث عن المعلومات أو تفضيلها أو تفسيرها بطريقة تتوافق مع المعتقدات الموجودة مسبقًا. وفي حرب رمضان، تمسك قادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بتفسيرات الاستخبارات التي أكدت صحة "مفهومهم" في حين رفضوا وجهات النظر الأخرى.

 لنأخذ على سبيل المثال قبول رئيس المخابرات العسكرية الجنرال إيلي زيرا بالجملة للمعلومات المضللة المصرية، بأن الجيش المصري كان يجري مناورة روتينية خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر.

 

طوال تلك الفترة، لاحظ الإسرائيليون أنشطة غير عادية في التدريبات، بما في ذلك إلغاء إجازات الضباط، والتحضير لإطلاق القوارب على القناة، وتخزين ذخيرة وإمدادات الطوارئ. 

 

فى هذه الأثناء، تم تفسير البيانات المتضاربة عندما علمت إسرائيل أن الاتحاد السوفيتي يقوم بإجلاء مواطنيه في مصر وسوريا في 5 أكتوبر، توقع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن ذلك كان بسبب نزاع سوفييتي عربي وأرجع وزير الدفاع موشيه ديان الأمر إلى مخاوف في غير محلها من هجوم إسرائيلي.

كما لعب تأثير الثقة المفرطة دورًا أيضًا. وتظهر الأبحاث أن مشاعر الثقة لا ترتبط بالضرورة بالأحكام الدقيقة. يقول كانيمان: "المنظمات التي تتقبل آراء الخبراء المفرطين في الثقة بالنفس يمكن أن تتوقع عواقب باهظة التكلفة"، مضيفًا: "إن التقدير غير المتحيز لعدم اليقين هو حجر الزاوية في العقلانية - ولكنه ليس ما يريده الناس والمنظمات". ولسوء الحظ بالنسبة لإسرائيل، لم يكن الجنرال زعيرا مهتماً بعدم اليقين. وكما شهد هو نفسه بعد الحرب، فإن "أفضل دعم يمكن أن يقدمه رئيس الاستخبارات العسكرية لرئيس الأركان هو  تقييم واضح لا لبس فيه...". . . وكلما كان التقدير أكثر  وضوحًا ودقة، كان الخطأ أكثر توسعا، ولكن هذا يشكل خطرًا مهنيًا مهينا.

 

وهنا نتحدث مطولا عن فشل في الإعداد، في الاستخبارات فشل في التخطيط الحربي.

وأيضا في الانتصارات المذهلة التي حققتها إسرائيل ضد القوات العربية في الأعوام 1948، و1956، و1967 قد أنتجت لدى قادتها انطباعاً بالتقدم العسكري الإسرائيلي وبأن العرب مقاتلون فقراء. وقد لخص رئيس الأركان الجنرال إليعازر هذه الديناميكية عندما قال لموظفيه: "سيكون لدينا مائة دبابة مقابل ثمانمائة دبابة سورية وينبغي أن يكون ذلك كافيا."

ولاننسى ضعف الإسرائيليين أيضا مما يعرف بتأثير نهاية الذروة.ويضيف كانيمان: "إن ذاكرتنا... هي ذاكرتنا". . . لقد تطورت لتمثل اللحظة الحادة في نوبة الألم والمشاعر في نهايتها.

 

إن ذكريات قادة الجيش الإسرائيلي ودفاعه عن الحروب العربية الإسرائيلية الماضية تطغى عليها ذكريات النجاحات المثيرة والانتصارات اللاهثة.

 

ومع ذلك كان لدى الإسرائيليين الكثير من البيانات التي دحضت هذا اليقين وحرب رمضان العظيمة شهدت لذلك، ووفقاً للمؤرخ أبراهام رابينوفيتش فقد قاتل المصريون بجودة في عام 1948، وتم التعجيل بالانفجار  عام 1967 بسبب التراجع المصري السابق لأوانه،

 

على الرغم من أنه ربما كان قراراً سيئاً، لم يكن بالضرورة مؤشراً على عدم القدرة. أضف الى ذلك،  كبد الجيش المصري خسائر عظيمة بجيش دفاع العدو خلال حرب الاستنزاف 1969-1970.

وفي صيف عام 1973، أبدى قائد قوات الجو الإسرائيلي دايان عن قلقه من نظام الدفاع الجوي المصري العملاق وتطوره وميزته في القوة القتالية المدرعة في الليل. 

وقد اعتمدت الدفاعات الإسرائيلية في عام 1973 على موهبتها المفترضة في القدرات الاستخباراتية والقتال الجوي والمدرع.  

لكن المعلومات المتاحة مسبقًا، لم تكشف عن خلايا التقصير في كل طبقة من هذه الطبقات إلا بعد فوات الأوان.

وكانت النتيجة الاكبر لهذا الصراع هي الصدمة الكهربائية الوحشية التي المت بسكان العدو  الذين رأوا تحطم يقينهم فيما يتعلق بحصانة جيشهم وعصمة أجهزة استخباراتهم. لقد حلت بالمجتمع الإسرائيلي أزمة أخلاقية حقيقيةعلى الرغم من نجاحهم العسكري المتكبرين به، والذي محاه تقريبا النصر العربي والقوى العربية،  التي أنجزت نجاحاً سياسياً لا يمكن وصفه: من خلال تفوقها في تحطيم أسطورة إسرائيل التي لا تقهر، ومن خلال تبيان الفعالية الهائلة لسلاح النفط، ومن خلال تمكنها من زيادة الضغط بين الدولتين. 

 

لقد تمكنت القوتان الكبيرتان، المصرية والسورية، من توحيد العالم العربي في حين أعطتا بعداً  عالمياً للصراع الذي كان في البداية محلياً للغاية. لقد مزق البطل أنور السادات صورة الهزيمة القديمة وبالتالي استطاع أن يتصور المفاوضات على قدم المساواة مع اسرائيل.

وأضحت عملية السلام الطفل المنتظر ، الحلم الموعود لقائد العبور لبطل  السلام الذي ابهر الدنيا بحنكته ودهائه وضحى بحياته ثمنا باهظا لاجل استرجاع  الكرامة الاصيلة لام الحضارات، مصر البطلة.

 

كيف استعاد العرب صورتهم البطولية؟ من خلال إظهار، على المستوى العسكري، مثابرة واجتهاد وتقنية موهوبة في صياغة خططهم القتاليةالمتميزة، وشجاعة في مواجهة قسوة القتال بهدوء وثبات وإقدام ليس له مثيل والصعيد السياسي،الاعتدال في تصريحاتهم، والواقعية في مواجهة الظروف، استعاد العرب صورتهم البطولية واكتسبوا بذلك بعداً سياسياً جديداً.

في الواقع، من خلال إظهار استعدادها لمحاولة المستحيل للإشارة أولاً إلى إسرائيل ومن ثم إلى القوى العظمى برفضها تحمل هذا الوضع الهجين المتمثل في "لا سلام ولا حرب"، سمحت القوات المسلحة العربية، علاوة على ذلك، للعالم العربي للاحتفال بانتصار الكبرياء العظيم. ويمكننا أن نخلص أن هذه المكانة الجديدة ستعطي وزناً لقادتهم في لعبة السياسة الجديدة القادمة. وأنهي مقالتي، بانشودتي عن حرب اكتوبر.

وأليست، سلطان مبين ومجيد لجيش شعب، تعود على الارتقاء في الأعالي، هدفه المعالي، يساق المدح  في فلاحه، وتضحيته، في نثر الثواب والجلال. جيش، يهزم بخطط مرسومة ومتميزة، استراتيجية النصر الدائم؟

واليست، حرب أكتوبر المقدسة، ومازالت في قيد التنفيذ، ودون قتال، نعيشها ونقودها، بفضل زعيم الأمة، الأب الحاضن، الرئيس عبد الفتاح السيسي؟. 

وأصغى إليه وهو يردد على مسامع الدنيا: "إن حرب أكتوبر، مازالت في النهوض والنصر، لكن باستراتيجية العلم والصناعة، الفن والثقافة، الاقتصاد والتجارة،  إنها الخطط الشاملة والموحدة، لتحقيق أهداف جمهورية جديدة، مبتكرة، متطورة، في التنمية والتقدم الدائم.

فالنصر، قائم، والفخر والعزة، للأمة المصرية، الشريفة ويختم، بكلمات النصر، مهما فعلت، وأينما ذهبت، سابقى في نضال الدروب، من أجل دعم الحدود، لتعمر بالحب، وبحقوق الإنسان الشرعية، فالنضال حضور وتضحية، وعد ورجاء، سلام ومعرفة، تجذر  وانتماء، لأسس الجمهورية، والارتقاء بالشعب، بحل مشاكله وضعفه وآلامه في شتى الميادين.

أليس هو، زعيم العقيدة العسكرية، أورثوه تبعتها العظماء، الرئيس جمال  عبد الناصر حبيب العروبة الأصيلة،  وبطل الأبطال أنور السادات، شهيد السلام، الذي أنقذ أم الدنيا، من حروب كثيرة، وجعلها تنعم بأمن  واستقرار السلام؟.  

أليس هو قائد الحملة الثقيلة، حملة الانتصارات وتقويتها، إنه الساعد السند، الزعيم القائد، يعتبر بأن الحياة، فوز يومي ويدوم، فهو الاستعراض الأصلي، لجوهر الحرية، والتمتع بالاستقلال الذاتي للمجتمع، والكفاح المتواصل، السباق، في كل مجالات التطور والنجاح؟. 

وهنا، يتبلور ويولد من جديد، النصر  الأسمى والحقيقي، بإرادة صلبة ومنيعة وسديدة في إدراك معنى التحرير، وملحمة المعارك، حرب أكتوبر  المجيدة. 

وكيف تتجلى اليوم؟ إنها تتجلى اليوم، في معركة الحياة، الأقوى والأمثل على الساحة الإقليمية والعالمية. 

أكتوبر المبارك، نصر في التدبير والتنظيم، مع أمة واعدة، تنبذ الاستسلام، مع جيش باسل وعنيد، في النصر أكيد.  

 

فلنحافظ على ميراث الذكرى، على نشيدها، الذي تحدى الزمن بصمودها وسيظل لامعا، مثل النجوم في السماء. 

ولنعود دوما للإصغاء، لأصوات العبور ولصيحات  بطولات، ماضية، لكن حاضرة، أضفت على الحاضر، معنى الوجود، وللمستقبل عطر الخلود، يفوح، من طياته، أسمى الوعود.

وفي الذكرى المجيدة لحرب أكتوبر، أدعو  من الله حماية الرئيس السيسي، وتوفيقه، وتسديد خطاه،  إنسان غير عادي، من الرجال العظماء.

 

ورحم الله الرئيس جمال عبد الناصر، حبيب أم الدنبا والعروبة، وبطل الأبطال، بطل الحرب والسلام الزعيم أنور السادات. وأسكنهم فسيح جناته.   

 

وأطال الله بعمر القائد عبدالفتاح السيسي، وحفظه  لأجل أم الدنيا.

 

 أستاذة متخصصة بالأدب الفرنسي والدراما

الفنية واللغات من جامعات السوربون في باريس

 

تم نسخ الرابط