لا أحد ينكر على مر الزمان دور مصر في القضية الفلسطينية، سواء العمل على طرح حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في كل محفل دولي، ودعم السلطة الفلسطينية والبقاء على شرعيتها، وصولا إلى الاهتمام بعملية إعادة إعمار غزة وتأسيس لجنة عليا وطنية للإشراف وتأمين عمليات الإعمار.
وعندما يتساءل البعض الآن، لماذا القيادة السياسية ترفض تهجير الفلسطينيين ونزوحهم إلى سينا ء؟ الإجابة بكل وضوح حتى تحافظ مصر ، على الدولة الفلسطينية لأن تهجيرهم يعني ضياع قضيتهم بل دولتهم التي حاربوا واستشهد من أجلها الكبار والأطفال على مدى سنوات طوال، فكيف يتركونها الآن؟!
كما أن استضافة مصر لقمة القاهرة للسلام، كانت خير دليل على الدعم التاريخي المصري للقضية الفلسطينية، والعمل على حلها بشتى الطرق.
وعندما تخرج كل أطياف المجتمع في مظاهرات حاشدة بمحافظات الجمهورية تلبية لنداء الرئيس السيسي برفض تهجير الفلسطينيين ووقف العدوان على أهل غزة ودعم للقضية الفلسطينية، هذا يدل على الإجماع أن الجميع يحرص على دولة فلسطين والتمسك بها.
وهنا أتوقف وأشير لهتافات المواطنين الحاسمة وهي "سيناء مصرية ليوم الدين"، لماذا ذلك الهتاف؟ لقد جاء بسبب ما بدأت تنشره قوى الشر وتتداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك والتغريدات القصيرة "إكس"، تويتر سابقا، من صور لخريطة مصر ولا يوجد بها منطقة سيناء وأنه تم إخفاؤها من الخريطة.
وربط تلك الادعاءات الكاذبة بالدعوات الإسرائيلية لتهجير أهل غزة إلى سيناء، وهذا لا يعني سوى المزيد من الكذب والتحريف الذي لا يقبل به أحد نهائيا.. ولا يجوز اصلا تصديقه.
ونظرا لأنها معلومات غير دقيقة ليس الهدف منها، سوى إثارة الرأي العام، قامت صفحة "صحيح مصر" لتوضح أن اسم سيناء "أصلا" لا يظهر في الخريطة العامة لمصر على جوجل، وذلك من قبل اندلاع أحداث غزة، كما لا يظهر أيضًا على مواقع أخرى متخصصة في الخرائط، وأن هذا ليس جديدًا وغير مرتبط بالأحداث في غزة، وأن خرائط كل الدول تظهر اسم العاصمة والمدن فقط وسيناء ليست مدينة، ولكن تظهر على خريطة مصر، اسم مدينة شرم الشيخ وليس سيناء.
بالله عليكم لابد من استيضاح الأمور، قبل تشييرها عبر مواقع التواصل المختلفة بسرعة الصاروخ، دون التفكير أو معرفة حقيقة ما يتم تداوله! فإذا حاول أحد البحث عن اسم سيناء في جوجل، ستظهر بوضوح، والمعلومات المتعلقة بها تحددها داخل مصر، كما تشرح أنها إقليم مكون من محافظتي شمال وجنوب سيناء.
أولستم تتفقون معي، أن في وقت الأزمات والحروب بصورة خاصة، لسنا في حاجة إلى تناقل الشائعات التي من شأنها المزيد من الاضطرابات، واستخدام التكنولوجيا الممثلة في وسائل التواصل الاجتماعي، بطريقة خاطئة لتصبح سلاحا كاذبا ومضللا ضد مصلحة البلاد وأمنها.



