الرئيس السيسي يدعو للوقوف تقديرًا واحترامًا وحدادًا على أرواح الشهداء
دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، للوقوف دقيقة احترامًا وتقديرًا وحدادًا على أرواح الشهداء في فلسطين، وذلك في مستهل كلمته بفاعلية تحيا مصر داعمة لفلسطين، بحضور عشرات الآلاف من الشعب المصري مساء اليوم.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أنه من دواعي السرور والفخر أن يتواجد مع هذا الجمع الكريم من أجل الوطن والقضية، جمعتهم الوطنية والعروبة التي لن يضل من يتمسك بهما.
وأضاف الرئيس كما تعاهدنا معًا أن تظل وحدة المصريين واصطفافهم هي الضامن لبقاء مصر بعد إرادة الله سبحانه وتعالى، والثابت الذي لا يقبل التغيير أبدًا.
وشدد الرئيس على أن المنطقة العربية تواجه ازمة جسيمة تضاف إلى سوابق التحديات التي تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية منحنى شديد الخطورة والحساسية، في ظل تصعيد غير محسوب وغير انساني اتخاذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة لفرض واقع على الأرض يؤدي إلى تصفية القضية وتهجير الشعب والاستيلاء على الأرض.
وأوضح الرئيس السيسي: ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ، بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها ولا ضمير يؤنبها، فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.
وشدد الرئيس: منذ اللحظة الأولى لانطلاق شرارة هذه الحرب أدارة الدولة المصرية الموقف، بمزيج من الحسم في القرار والمرونة في التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة، وقد تشكلت خلية الأزمة من كافة المؤسسات المعنية.
وأكد الرئيس السيسي أنه تابع أعمال خلية إدارة الأزمة بنفسه، على مدار الساعة، مضيفًا وكان قراري وهو قرار الدولة نفسها دولة وشعبًا، بأن نكون في طليعة المساندين للأشقاء في فلسطين وفي ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ في وجدان امتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها مقرون بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية وامتزج الدم المصري بالفلسطيني على مدار سبعة عقود، وكان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هي الأساس في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأكد الرئيس أن مصر بذلت جهود صادقة ومكثفة للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب على كافة المستويات،
سياسيًا: عقدت مصر أول قمة دولية في القاهرة بحضور دولي واسع من أجل الحصول على اقرار دولي بضرورة وقف هذا الصراع وامداد القطاع بالمساعدات، وفي القمة العربية الاسلامية كان موقف مصر قوي، وجاءت مخرجاتها متسقة مع الموقف المصري بصفة عامة.
واستطرد الرئيس: كثفت مصر اتصالاتها الدولية مع القادة والمنظمات الدولية وكان الموقف المصري واضح، برفض تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة إلى مصر والأردن.
وأوضح الرئيس: استقلنا في السنوات الماضية، تسعة ملايين من الضيوف، من دول عدة ولم نشكُ أو نطلب من أحد المساعدة، فلا يستطيع أحد المزايدة على مصر فالضيوف هنا في مصر بلدانهم موجودة ولكنها غير مستقرة، يستطيعون العودة إليها بعد استقرارها، بينما الوضع مختلف في فلسطين، فإذا تركها أهلها لن تبقى أرضهم لها ولن يستطيعوا الرجوع إليها، ولذا تهجير الفلسطينيين لن نسمح به وهو خط أحمر بالنسبة لنا.
ووجه الرئيس الشكر للولايات المتحدة الأمريكية، التي أكدت دعمها للموقف المصري، الرافض للتهجير، مشيرًا إلى ضرورة الحل الجذري والعادل للقضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ونوه الرئيس السيسي إلى أن مصر رغم ضراوة القتال، حافظت على استمرار فتح المعبر، ولن يغلق وسيظل مفتوح أمام المساعدات، حيث بلغت المساعدات المصرية حتى اليوم 12 ألف طن، نقلتهم 1300 شاحنة منهم 8400 طن قدمتها الدولة المصرية من خلال الهلال الأحمر المصري، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وصندوق تحيا مصر، بما بلغ 70% من المساعدات من مختلف دول العام.
وشدد الرئيس على أن معبر رفح لم يغلق أبدًا، وقال الرئيس: صادقين معكم ولا نكذب أبدًا، لم يغلق المعبر، ولكن تم قصفه بالجانب الفلسطيني من قبل القوات الاسرائيلية أربع مرات، وكان لازم نحافظ على سلامة القائمين على إدخال المساعدات، ففي النهاية نحن يهمنا أن المساعدات يتم ادخالها.
وقال الرئيس قد تكللت الجهود المصرية، بالتعاون مع أمريكا والأشقاء في قطر، للوصول إلى هدنة أربعة أيام، نأمل في أن تبدأ صباح غد الجمعة إن شاء الله وأن نستطيع تمديدها.
وشدد الرئيس على عقد مصر العزم، على المضي قدمًا في مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني، التاريخية وقاضين على أمننا القومي المقدس، نبذل في سبيل ذلك الجهد والدم، متحلين بقوة الحكمة وحكمة القوة، نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية تشعلها أصوات متطرفة تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس وأن السلام هو خيار الإنسانية وأن ظن أعدائها غير ذلك.
واختتم الرئيس السيسي، ندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق، مصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها، وتحيا مصر وتحيا فلسطين.



