ملتقى الأزھر للكاریكاتیر یحتفي بنضال المرأة الفلسطینیة
في مجموعة من الفعالیات الفنیة والثقافیة المعنیة بفنون الكاریكاتیر تقام من الرابع والعشرین وتمتد وتختتم حتى السادس والعشرین من الشھر الجاري بقاعة الأندلس في مركز الأزھر للمؤتمرات بمدینة نصر تحت عنوان "تمكین المرأة"، یقدمھا الأزھر الشریف ھذا العام، ممثلا في مركز تطویر تعلیم الطلاب الوافدین والأجانب كمبادرة لتفعیل المزید من الأدوار الحضاریة الریادیة والرسائل التي یضطلع بھا في إثراء التراث الإنساني والحیاة بوجه عام في كل المجالات.
والحدث الذي بادر الأزھر الشریف برعایته وتقدیمه للعام الثاني على التوالي یشارك به إنسان أبیض وآخر أصفر وآخر أسمر وآخر ملون في مزیج حضاري یشمل العدید من الأعراق والأفكار والأدیان والثقافات واللغات التي تنم عن اختلاف محمود في الرؤى والتناول الفني النقدي وتتفق في الدفاع عن حقوق المرأة وتمكینھا بتسلیط الضوء على كل المشاكل التي تواجھھا من عنف مجتمعي یتمثل في التحرش والختان والزواج المبكر والحرمان من التعلیم والعمل والمیراث وخلافه، إضافة إلى رد بعض الاعتبار لھا بتوضیح الصورة الحقیقیة لدورھا البارز اجتماعیا وسیاسیا وحضاریا وإنسانیا كزوجة وأم معیلة وعالمة وأدیبة وقائدة سیاسیة واجتماعیة ورائدة في كل المجالات، كما یقام على ھامش الاحتفالیة أیضًا مجموعة من الورش الفنیة والندوات التفاعلیة والمعارض الفنیة لإبراز دور المرأة الفلسطینیة إزاء جرائم الاحتلال الصھیوني وأكاذیبه ولنصرة فلسطین.
یصطف بھذا الحدث المصري والسوداني والمالي والنیجیري والسنغالي والمالیزي والكازاخي والسویدي والإندونیسي وغیرھم.
الكل یتبادل الخبرات ویتعلم من بعضه البعض في ورش الكاریكاتیر وندواته التفاعلیة ومعارضه ویقدم نخبة من أسماء جدیدة لمواھب واعدة ومتجددة مثل عبدالحفیظ ومحبوب الله وعتیق الرحمن وعبدالحمید والأم فریدة وبناتھا مریم القانتة وصفیة الذھن وراضیة المرضیة والزوجان المحبان لفن الكاریكاتیر عادل ومناھل والحافظ لكتاب الله وفائقة الحسن ومرزان وخیر الأذكیاء مع المزید من العبادلة والمحامدة جاء الملتقى للتأكید على أھمیة رسائل المحبة والسلام والتواصل والتعایش بین كل البشر ورفضا لكل سلوكیات وأفكار العنف والكراھیة والإساءة والعنصریة. وكذلك إثراء الحیاة الفنیة والثقافیة بدعم المزید من النماذج الإبداعیة الحضاریة التي تعكس تراثنا وھویتنا وثقافتنا وتقدیم المزید من المبدعین الموھوبین في فنون الكاریكاتیر على مستوى العالم، إضافة إلى زیادة الخبرات الجمالیة والتشكیلیة والنقدیة لدى فناني الكاریكاتیر الناشئین وتحفیز ودعم الممارسات الإبداعیة والابتكاریة لدیھم عبرفنون الكاریكاتیر.
كذلك لنشر ثقافة إبداء الرأي والنقد البناء والاختلاف بشكل متحضر من خلال فنون الكاریكاتیر والتحذیر من سلوكیات السب في الوقت الذي تطرح فیه الدورة الثانیة لملتقى الأزھر للكاریكاتیر ھذا العام المزید من الأسئلة وتسلط الضوء على مشاكل "والقذف والتحریض والبذاءة مع الإحتفاء بالنماذج الإیجابیة في النقد وإبداء الرأي تمكین المرأة كتشخیص لتلك المشاكل من أجل المساعدة في التفكیر والمساھمة في إعادة النظر والحل. تناولت الدورة الأولى قضیة التسامح والأخوة الإنسانیة، وكل ما یساھم في ترسیخ القیم التي تمثلھا.
یرى البعض بأن الملتقى جاء كرد فعل للرسوم المسیئة، وھذا غیر دقیق فإطلاق تلك الفعالیات كان مبادرة كریمة من الأزھر الشریف، دعما وإثراء للثقافة والفنون والعلوم وكل مناحي الحیاة بوجه عام ولیس رد فعل لطرف أو رأي آخر فالملتقى معني بتسلیط الضوء على سلوك الإحسان ولیس للرد على الإساءة.
والسخریة في ھذه الحالة حینما تعبر عن وجھة نظر تشیر إلى الأشخاص أو الظواھر السلبیة في المجتمعات أو تدافع عن حقوق المستضعفین أو تتبنى خطابا نقدیا متحضرا فھي تمثل كلمة حق مرسومة یجب أن تقال ویحتفى بصاحبھا، وبما یرى آمال وكانت مصوبة لصدور المستضعفین أو البسطاء أو الفقراء أو تتبنى خطابا بذیئا أو مسیئا أو عنصریا أو مذلا تجاه بعض الأفراد أو الجماعات فھذا مرفوض كلیة بوجه عام حثنا دیننا الحنیف على عمارة الأرض والاھتمام بكل شؤون دنیانا متخذین كل الوسائل والأدوات المباحة ومنھا الفنون، فھي تشكل وعینا وتعبر عنا وتشارك كل مناحي الحیاة من مأكل ومشرب وملبس وعمارة ولغات وأفكار وثقافات. فمنذ فجر الإسلام برز دور الفنان المسلم وھویته الفنیة في عمارة المساجد والمنازل والمقابر والتكایا والمدارس والمشافي وبرع في فنون النسیج والحفر على الأخشاب والمعادن والخطوط العربیة والموسیقى والتصویر والنقوش الجداریة والمنحوتات، والعملات وأدوات المائدة والآلات الموسیقیة وخلافه وھا نحن الآن على الدرب نسیر مواصلین مابدأه أسلافنا وحثنا علیه دیننا الحنیف من رعایة شؤون دیننا ودنیانا معا.
وأخیرا ولیس آخرًا تقر الأعمال الكاریكاتوریة المشاركة بملتقى الأزھر الثاني للكاریكاتیر بأننا كبشر مختلفون في اللون والعرق والنوع والأفكار والدیانات، وعلى الرغم من ذلك نحمل نفس الفضول ولدینا ذات الشغف ونفس الھموم نبحث عن عالم أفضل وأرحب وأوسع ننعم فیه بالتواصل والتعارف ونشر المحبة وسلوك الإحسان فكلنا یسعى لكمال صورته وعمله أمام الخالق وكلنا یتلو أنشودة المغفرة بطریقته.
