عاجل| بعد 7 سنوات ضد مجهول.. الصدفة قادت قاتلي "أسماء" لحبل المشنقة.. التفاصيل الكاملة
في مساء يوم 24 أكتوبر عام 2015، كانت أسماء الشابة الثلاثينية عائدة لمنزلها وقد أُغرقت ملابسها بمياه الأمطار ويرتعش جسدها من البرد، تبحث عن تدفئة في ليلة شتوية شديدة البرودة، وتفكر كيف سيمر عليها أقسى فصول العام وهي وحيدة بعد وفاة والديها.
تقطن أسماء أو “سوسو”- كما كانت تعرف - في مساكن الجلاء بمدينة المنصورة، المنطقة التي تضج بالزحمة والحركة على مدار اليوم، إلا أن الوضع في تلك الليلة كان مختلفًا، شوارع مظلمة ومقطوعة من المارة، ومطر شديد مصحوب بأصوات رعد مخيفة، ومكان يسوده السكون والسكوت التام.
وصلت الفتاة لشقتها بالطابق الثالث، توقفت لتلتقط أنفاسها لثوان، وما أن فتحت الباب حتى انقض عليها ذئبان بشريان، وأدخلاها عنوة وأغلقا الباب، وتعديا عليها بالضرب والطعن حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ولم يتركاها حتى ضاجعها أحدهما وهي جثة هامدة وفرا هاربين، في جريمة شابها الغموض لسنوات.
لم يتوصل رجال المباحث لهوية المتهمين، وظلا مجهولين لمدة 7 سنوات، وقيدت القضية وقتها ضد مجهول، حتى قادت الصدفة رجال الأمن إلى كشفهما، وذلك بعدما ظنا أنهما قد أفلتا بجرمهما، واقتص القضاء للمجني عليها بالحكم بإعدامهما شنقًا، فكيف وقعا في يد العدالة؟
في 30 أكتوبر 2015، تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية بلاغًا يفيد بانبعاث رائحة كريهة من شقة رقم 3 بالمساكن الشعبية بشارع الجلاء في مدينة المنصورة، وعثر ضباط المباحث على جثة فتاة تدعى أسماء آحمد محمد محمد رضوان، وتبلغ من العمر 37 عامًا، مسجاة على وجهها ومقيدة اليدين من الخلف بإيشارب، وملفوف على وجهها عباءة سوداء، ويظهر عليها علامات التحلل والانتفاخ، ووجود دود أسفل الجثمان، ولا يوجد بعثرة في محتويات الشقة أو ثمة آثار كسر أو تلفيات بالمداخل والمخارج.
جثة متحللة ومتعفنة، مقيدة اليدين ومكمم فاهها، مسجاة على الأرض بجوار سرير نومها، وبها طعنتان نافذتان بالجانب الأيسر، وجروح بفروة الرأس، كان ذلك هو المشهد الذي ظهرت عليه الضحية، وكشفت التحريات أنها تقيم بمفردها بعد وفاة والديها وسفر أشقائها، ولم يسبق لها الزواج، وحسنة السير والسمعة، ولا يوجد ثمة خلافات أو علاقات بينها وأي شخص، فمن وراء قتلها؟
بعد فترة كبيرة من البحث والتحري، انتهت الأجهزة الأمنية إلى عدم وجود متهم يمكن إسناد ارتكاب الواقعة له، وألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية لعدم معرفة الفاعل، وقيدت الجريمة ضد مجهول.
7 سنوات مرت على الواقعة، تناسى خلالها أهالي المنطقة ما حدث لسوسو، وظن الجناة أن جريمتهما قد ذهبت في طي النسيان، وأنهما عبرا إلى بر الأمان، لكن القدر كان لهما بالمرصاد، وقادت الصدفة رجال المباحث إلى كشفهما وهما أحمد ع.ع.ال.أ.، 27 عامًا، جار المجني عليها، ونجل خال والده كريم خ.ال.، 26 عامًا.
بداية اكتشاف الواقعة كانت من خلال جلسة اعتراف جمعت المتهم الأول وأحد أصدقائه، أخبره خلالها بشعوره بالذنب لارتكابه واقعة قتل واغتصاب جارته أسماء في عام 2015، وذلك انتقامًا من والدها ويعمل مُعلما، بعدما شاهده وهو يتحرش بوالدته داخل مطبخ منزلهم خلال حصة درس خصوصي، وكان عمره حينها 9 سنوات.
لم ينس المتهم ما شاهده، وظلت فكرة الانتقام لشرف والدته تختمر في ذهنه، إلا أن المُعلم توفي بعد فترة وجيزة، فقرر الانتقام من ابنته العذراء، واستغل أنها تقيم بمفردها ولا يتردد عليها أحد من أقاربها، واتفق مع نجل خال والده على اغتصابها انتقامًا من والدها.
نسج المتهمان خيوط الجريمة، وظلا يتتبعان خطوات المجني عليها لمدة أسبوعين، حتى انتظراها أثناء عودتها لمنزلها يوم الواقعة، واجهشا عليها وأدخلاها الشقة عنوة وأغلقا الباب.
ساوم المتهم الأول المجني عليها على شرفها، وأخبرها بما فعله والدها، وأنه سينتقم منه فيها، وأثناء محاولتها الهرب والاستغاثة كال لها الضربة الأولى بيده في وجهها، وخنقها بإيشارب محاولًا إسكاتها، وقيد يديها من الخلف بلاصق، ثم استعان بعباءة كانت ترتديها وكمم فمها وطرحها أرضًا، وعلى الرغم من محاولاته لشل حركتها، إلا أنها ظلت تعافر وتقاوم، ما دفع المتهم الثاني إلى ضربها بطاولة على رأسها، وخارت قواها.
لم يرحم المتهمان توسلات المجني عليها، وأحضر الأول سكينًا من المطبخ وسدد لها طعنتين نافذتين في جانبها الأيسر، حتى أغرقت دماؤها الأرض، ثم نزع عنها ملابسها الداخلية وغرس أنيابه في جسدها، وتناوب اغتصابها ومواقعتها حتى أفرغ شهوته، وبعدها بحثا الاثنين عن مدخراتها، وسرقا مبلغًا ماليًا قيمته 6 آلاف جنيه، وقرط ذهبي، وأنتيكات ثمينة، وهاتف محمول، وتقاسما معًا حصيلة جريمتهما.
لم تنتب المتهمان أي مشاعر ندم على ما فعلاه بالضحية التي لم تقترف ذنبًا، وما أن تأكدا من وفاتها جلسا في صالة المنزل وأشعلا السجائر، وظلا يفكران كيف سيخفيان معالم جريمتهما؟، وكيف سيزيلان بصماتهما التي ملأت المكان؟.
أحضر المتهمان قارورة "جردل" مياه ومنشفة خاصة بالمجني عليها، ونظفا آثار الجريمة لمدة ساعتين، حتى انتهيا من إزالة بصماتهما، وغادرا تاركين المجني عليها جثة هامدة غارقة في دمائها، وصعدا لمنزل الأول وأبدلا ملابسهما المتسخة، وألقيا أدوات الجريمة في صندوق قمامة بشارع الترعة، ثم توجها لأحد المقاهي لاحتساء المشروبات، ثم عادا لمنزليهما وكأن شيئا لم يحدث.
أصيب صديق المتهم بصدمة مما سمعه، وأخطر الأجهزة الأمنية التي ألقت القبض على المتهمين، واعترفا بارتكابهما الجريمة، وأحيلا للمحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات المنصورة، التي قضت في أول جلسة بإحالة أوراقهما لفضيلة المفتي، وتم التصديق على قرار إعدامهما، ليسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة الدقهلية.



