عاجل| نبؤة "بونابرت" تتحقق.. المارد استيقظ ويقترب من "عرش" العالم
"الصين مارد نائم دعوه نائما لأنه إذا استيقظ هز العالم، مقولة أطلقها القائد الفرنسي نابليون بونابرت، منذ أكثر من 300 سنة، ويبدو أن الصينيين الحاليون أرادوا أن يستيقظوا، وهذا ما ظهر مؤخرًا بتفوق شركة "BYD" الصينية على نظيرتها "Tesl" الأمريكية، لتصبح أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم في أواخر العام الماضي، مما يمثل صعودًا استثنائيًا لشركة صناعة السيارات الصينية.
لأول مرة خلال فترة الثلاثة أشهر المنتهية في 31 ديسمبر 2023، أطلقت شركة السيارات الكهربائية الصينية BYD عددًا أكبر من السيارات الكهربائية بالكامل مقارنة بظيرتها شركة " Tesl"، واحتلت المركز الأول في المبيعات الذي احتفظت به شركة " Tesl"، لمدة عام كامل.
إذًا كيف نمت شركة صينية غير معروفة لصناعة البطاريات بهذه السرعة لتصبح أكبر منافس لشركة تيسلا؟
شركة BYD" " عملاق الصين النائم، تأسست عام 1995 في مدينة "شنتشن" الصينية، على يد وانج تشوانفو. قال وانج إن الحروف BYD ليس لها معنى محدد، لقد اختار اسمًا "غير عادي إلى حد ما" لتمييز نفسه عن الشركات الناشئة الأخرى، وهي الشركة الرائدة في تصنيع السيارات الكهربائية في الصين، وتصدر سيارات الأجرة والحافلات والمركبات الكهربائية الأخرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.
وتعتبر إسرائيل وتايلاند حاليًا أسواقًا خارجية رئيسية لشركة BYD، حيث تحتل الشركة الصينية المرتبة الأولى في مبيعات السيارات الكهربائية، وموديلات سيارات الركاب الأكثر مبيعًا للشركة هي طرازات Qin و Song. Qin هي سيارة سيدان مدمجة متاحة كمركبة هجينة أو كهربائية بالكامل.
و"سونج" هي سيارة دفع رباعي صغيرة، بالمقارنة مع منتجات "تيسلا"، من المعروف أن BYD توفر سيارات بأسعار معقولة، مما يساعدها على جذب نطاق أوسع من المستهلكين، ويُباع خطها المبتدئ في الصين بما يزيد قليلاً عن 10000 دولار، في حين أن أرخص طراز مماثل من Tesla يكلف أكثر من 32000 دولار، و سيارة الركاب BYD غير متوفرة بعد في الولايات المتحدة، لكن حافلاتها الكهربائية - المصنوعة في لانكستر بولاية كاليفورنيا - تباع في هذا البلد.
صنع في الصين
ويأتي وانج تشوانفو، مؤسس “BYD”، من خلفية هندسية، حيث انتقل أولاً إلى "شنتشن" في أوائل التسعينيات لإدارة أعمال تصنيع البطاريات لمعهد أبحاث حكومي، لكنه سرعان ما استقال وأسس شركة BYD"" وتزامنت بداية رحلته في ريادة الأعمال مع انفتاح الاقتصاد الصيني على العالم.
وأنشأ الزعيم الصيني السابق دينغ شياو بينج أول منطقة اقتصادية خاصة في "شنتشن"، الأمر الذي شجع المئات من شركات التصنيع على التدفق إلى المدينة، اجتذبتها سياساتها الاقتصادية الليبرالية وتكاليفها المنخفضة.
كما أن العمالة والأراضي أرخص، وبحلول عام 1997، كان وانج قد طور ورشة العمل الصغيرة الخاصة به إلى شركة تصنيع بطاريات الهاتف المحمول متوسطة الحجم بمبيعات سنوية تزيد عن 100 مليون يوان "14 مليون دولار أمريكي. ذلك العام، أتاحت الأزمة المالية الآسيوية فرصة للنمو، حيث أدى انخفاض أسعار البطاريات إلى دفع العديد من المنافسين إلى الخروج من السوق.
ووفقًا لـ Southern Weekly، يمكن لشركة وانج البقاء في السوق بفضل ميزة التكلفة، وبحلول عام 2003، أصبحت شركة "BYD" أكبر شركة مصنعة لبطاريات النيكل والكادميوم في العالم، والتي تستخدم على نطاق واسع في الهواتف المحمولة.
و لكن "وانج" أراد التوسع ومن أجل التطوير المستقبلي للسيارات الكهربائية، غامر "وانج" بدخول صناعة السيارات في عام 2003، واستحوذ على شركة تصنيع سيارات مملوكة للدولة في مدينة شيآن مقابل 269 مليون يوان "38 مليون دولار أمريكي". وبحسب "وانج"، فإن ذلك القرار غير المتوقع أثار غضب المستثمرين الاستراتيجيين للشركة وتسبب في انخفاض أسهم الشركة المدرجة في بورصة هونج كونج بنسبة 21%، لكنه ظل صامدًا
وقال لبكين بيزنس توداي: "أنا أصنع السيارات لأنني متفائل بشأن التطوير المستقبلي للسيارات الكهربائية".
وبعد خمس سنوات، في عام 2008، تلقى "وانج" استثمارًا بقيمة 230 مليون دولار من رجل الأعمال الشهير وارن بافيت.
ودفع رجل الأعمال الأمريكي حوالي دولار أمريكي واحد للسهم مقابل حصة تبلغ حوالي 10%، وساعدت هذه الخطوة على ارتفاع أسهم شركة Wasng بنسبة 1,370%.
بعد ذلك أطلقت BYD أول طراز هجين لها في أواخر عام 2008 ، ومنذ ذلك الحين، أصبحت" BYD" شركة مصنعة للسيارات الكهربائية، وهيمنت شركة BYD على صناعة السيارات الكهربائية في الصين منذ عام 2015، متجاوزة المنافسين المحليين والأجانب في أكبر سوق للسيارات في العالم.
وتعد إحدى المزايا الرئيسية لشركة "BYD" على نظيرتها "Tesla" ، التي تحتل المرتبة الثانية في الصين، هو السعر، حيث تتراوح أسعار موديلات سيارات تسلا الأربعة – موديل 3، وموديل Y، وموديل S، وموديل X – من 40 ألف دولار إلى 120 ألف دولار في الولايات المتحدة.
وفي الصين، يبدأ سعر أرخص طراز من منتجات تسلا، وهو الطراز الأساسي 3، بسعر 229.900 يوان "32.375 دولارًا".
ويصل مدى السيارة إلى 437 كيلومترًا عند الشحن الكامل، وتبلغ سرعتها القصوى 225 كيلومترًا في الساعة، و في المقابل، يبدأ سعر BYD Seagull بسعر 73800 يوان "10392 دولارًا" في الصين، وتبلغ سرعتها القصوى 130 كم/ساعة.
ويتوفر في السيارة Seagul حزمتين من البطاريات، ويصل مدى البطارية الأصغر إلى 305 كيلومترات بينما يصل مدى البطارية الأكبر إلى 403 كيلومترات.
وتحصل كل من سيارات Tesla وBYD على تقييمات السلامة من المنظمات الدولية، ففي عام 2022، حصل طراز Y من Tesla وAtto 3 من BYD على تصنيفات 5 نجوم من برنامج تقييم السيارات الجديدة الأسترالية "ANCAP"، على التوالي.
ومنذ عام 2020، تقوم شركة BYD بتصنيع بطاريات نصل فوسفات الحديد الليثيوم "LFP" لاستخدامها في سياراتها ولبيعها لشركات صناعة السيارات الأخرى مثل تويوتا.
وتقول الشركة إن طراز البطارية النصلية أرق وأطول من بطاريات الليثيوم والحديد التقليدية، لذا يمكنها تحقيق أقصى استفادة من المساحة المتاحة داخل حزمة البطارية. وفقًا لشركة BYD، من غير المرجح أيضًا أن تشتعل فيها النيران حتى في حالة تعرضها لأضرار بالغة.



