عندما تعطيك كرة القدم فرصة حياة.. هالاير الفيل الإيفواري العائد من الموت
لا تتوقف عندما تتعب.. توقف عندما تنتهي.. تلك الكلمات التي ساقت الفيل الإيفواري سيباستيان هالير نجم بوروسيا دورتموند الألماني، للعودة من الموت والتتويج بكأس الأمم الإفريقية 2023 في نسختها رقم 34 والتي أقيمت على أرضه، وشهدت تتويج الأفيال بالكأس الذهبية الثالثة في تاريخهم.
هالير.. الفيل الاستثنائي
في عام 2022 انضم هالير، لصفوف بوروسيا دورتموند قادمًا من أياكس، بعدما كان أفضل لاعبي دوري أبطال أوروبا، ولكنه ظهر بشكل صادم، لجماهير كرة القدم، حيث نشرت الصحف الألمانية صورًا للمهاجم الإيفواري حليق الرأس ونحيل الجسم بسبب تأثير العلاج الكيميائي الذي يخضع له للتعافي من إصابته بسرطان الخصية.
لم يستسلم هالير، وأصر بعزيمته على التغلب على المرض الخبيث، وأكمل علاجه في يناير 2023 وعاد لملاعب كرة القدم، مرة أخرى، بعد معركة استمرت 6 أشهر مع السرطان، واستعد جيدًا مع فريقه بوروسيا دورتموند، وشارك في 36 مباراة، سجل خلالها 11 هدفًا، قبل أن يخوض منافسات الأمم الإفريقية مع منتخب بلاده.
إفريقيا تناديه
ولد هالير في باريس لأب فرنسي وأم إيفوارية، وخاض منافسات منتخب الشباب في فرنسا من 16 عامًا وحتى 21 عامًا، ولكنه لم يجد لنفسه مكانًا في المنتخب الأول لكرة القدم، ليطلب من الاتحاد الإيفواري لكرة القدم في عام 2020، تمثيل بلد والدته وتمت الموافقة.
قبل انطلاق هذه النسخة، تعرض هالير لإصابة في كاحله تحديدًا في 19 ديسمبر 2023، ولم يكن هالير لائقًا بما يكفي للعب مع كوت ديفوار في أول ثلاث مباريات، ولكنه أضاف الكثير لهم في الأدوار الإقصائية وقادهم للذهب.
هالير يسجل هدف الفوز بكأس الأمم الإفريقية
وحصدت كوت ديفوار، الكأس بمجموعة من اللاعبين الكبار أصحاب الروح المعنوية العالية تحت قيادة المهاجم سيباستيان هالير ، صاحب هدف الفوز في النهائي أمام نيجيريا.
الكرة تكافئه والذهب يريده
أكد هالير في حديثه لوسائل الإعلام، أن كل ما حدث في "كان2023" استثنائيًا، وقال: "بذلنا كل مالدينا، وعدنا من نصف فرصة، كنا سننتهي ولكن الأمور تحسنت واستغل الفريق هذه المكافأة الربانية بسبب عملنا الجماعي الدؤوب".
هالير المُلهم
المكافحة وهزيمة المرض، جعلت من سباستيان هالير، بطلاً إفريقيًا جديدًا نجح في تحويل قصته إلى مصدر إلهام للكثيرين الذين يخوضون صراعاتهم الخاصة في شتى المجالات، وصنع من اليأس نجاحًا، وكذلك فعلها الأفيال الذين حولوا فشلهم وخروجهم المذل للتتويج بالكأس الثالثة.
منتخب كوت ديفوار (العائدون من الموت)
خاض منتخب كوت ديفوار ، الذي نظم البطولة على أرضه ووسط جماهيره، منافسات صعبة وكاد يخرج من دور المجموعات عندما حل ثالثًا، برصيد 3 نقاط، وينتهي دوره بشكل سئ بالنسبة للأفيال، ولكن تحدث المعجزة وتتأهل كوت ديفوار لدور الـ16 ويلعب الحظ دوره في أخر يوم من منافسات المجموعات، بعد أن خدمتهم جميع النتائج، ليتسلحوا بالروح المعنوية وهتافات الجماهير في كل أنحاء البلاد ويحققوا الفوز على السنغال - حامل اللقب - (دور الـ16) ومالي (دور الـ8) والكونغو الديمقراطية (نصف النهائي) وأخيرًا التتويج باللقب على حساب نيجيريا (النهائي).



