السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اغتيال كينيدي. هكذا دخلت «الليموزين» التاريخ الأمريكي من أبواب الألم

مشهد اغتيال كينيدي
مشهد اغتيال كينيدي - روزا أوتو

في 22 نوفمبر 1963، شاهد العالم بالصوت والصورة اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي في واحدة من أسوأ وأبشع عمليات استهداف واغتيال الرؤساء في العصر الحديث، لكن بعيدا عن الأسباب السياسية لم تتوقف تداعيات الحادث على كيفية صنع القرار في البيت الأبيض واحتياطات الرؤساء من الوقوع في نفس الموقف، بل طالت السيارة الليموزين التي كان يستقلها كينيدي، والتي دخلت متحف التاريخ الأمريكي من أوسع أبوابه حزنا وألما.

 

انتقادات الأمان في سيارة كينيدي الرئاسية

 

لم تتوقف عمليات البحث عن ثغرات اغتيال الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة، ومظاهر الخلل سواء في عملية تأمين الموكب أو السيارة الرئاسية التي كان يستقلها جون كينيدي بصحبة زوجته جاكلين وحاكم تكساس جون كونالي وزوجته نيلي، والتي لم تكن مؤمنة بشكل مناسب، وهي ثغرة استغلها الجندي الأسبق في مشاة البحرية الأمريكية هارفي أوزوالد لإنجاح مخططه، وأطلق النار من كمين في مبنى قريب، واستطاع قتل كينيدي وأصاب الحاكم كونالي بجروح خطيرة في الهجوم.

 

قبل اغتيال كينيدي.. مستوى الأمان في الليموزين كونتيننتال 1963

 

رغم الانتقادات الشرسة التي طالت السيارة الليموزين كونتيننتال موديل 1963، إلا ان السيارة قبل حادث الاغتيال كانت تتمتع بتفرد غريب من نوعه، إذ جرى تجميعها بالأساس في مصنع تابع لشركة فورد عام 1961، وبعدها أرسلت إلى مصنع آخر قطع السيارة إلى نصفين لإضافة تعزيزات إلى الجسم.

 

زاد طول السيارة بمقدار 3.5 قدم أخرى، وشملت التعزيزات استبدال التصميم الداخلي وإضافة مساحة ومقاعد أخرى، وألواح سقف فولاذية قابلة للإزالة، وألواح بلاستيكية شفافة، ومقعد خلفي هيدروليكي يمكن رفعه حوالي 12 بوصة لرفع الرئيس.

 

تضمنت التحصينات إضافة درجات قابلة للسحب لراحة أفراد أمن الخدمات السرية المكلفين بالمشي بجانب السيارة، وتخصيص مقابض للإمساك، وتخصيص أماكن على المصد الخلفي لعملاء إضافيين، وكل ذلك بعقد إيجار مقابل 500 دولار فقط سنويًا للبيض الأبيض، مع أن تكلفة السيارة كانت تبلع نحو 200 ألف دولار في هذا التوقيت.

 

مستوى صمود سيارة كينيدي أمام عملية الاغتيال 

 

كل التعزيزات السابقة دمرتها عملية استهداف الرئيس كينيدي، لدرجة أن أجهزة الأمن لم تتمكن من إبعادها عن المكان إلا بواسطة طائرة شحن رئاسية خاصة، سواء لأسباب فنية أو أمنية، إذ كانت تحمل قطعا من فروة رأس كينيدي وأنسجة مخ وعظام تطايرت من قوة الطلقات.

 

بعد وفاة الرئيس الأمريكي، خضعت السيارة لعملية تجديد كاملة، وبعد ستة أشهر تم الانتهاء من العمل، أعيدت السيارة إلى البيت الأبيض وأضيف لها سقف دائم غير قابل للإزالة لاستيعاب الدرع الشفاف، وأعيد تدريعها بشكل كامل وتعزيز الميكانيكا والهيكل والإطارات المسطحة، وكذلك إعادة طلائها باللون الأزرق الرئاسي وإضافة رقائق معدنية فضية، قبل أن يتم طلاؤها لاحقًا باللون الأسود بناءً على طلب الرئيس اللاحق جونسون.

 

لكن كل التغيرات لم تغير حقيقة أن السيارة كانت ضمن أسباب نجاح عملية اغتيال كينيدي، لهذا أصبحت سيارة مشؤومة، ورفض ليندون جونسون الرئيس الذي تولى حكم أكبر دولة في العالم بسبب عملية الاغتيال استخدام السيارة التي أوصلته للسلطة.

 

وبعد رحيله عن الحكم جاء ريتشارد نيكسون، وحاول إعادتها للخدمة بعد طلب تعديلات أخرى عليها  تشمل إنشاء فتحة في السقف مرة أخرى لتحية الجماهير خلال سفره، واستخدمها أيضا الرئيس جيمي كارتر، لكنها ظلت منبوذة، وتقاعدت رسميا عن العمل بعد أقل من 15 عاما ـ 1977 وأعيدت إلى شركة فورد ثم إلى متحف هنري فورد مع ما يقرب من 100 مركبة أخرى مهمة.

 

ولا تزال السيارة معروضة في المتحف الواقع بمدينة ديربورن في ولاية ميشيجان الأمريكية، الذي يضم أغلب مفردات الأحداث الهامة في تاريخ البلاد.

تم نسخ الرابط