بغداد تحتفل بالعيد الوطني الـ 155 للصحافة العراقية غدًا
صحفيو العراق بذلوا تضحيات في مواجهة الديكتاتورية والطائفية والإرهاب ومدعوون لدعم جهود الاستقرار والتنمية
تحتفل نقابة الصحفيين العراقيين، برئاسة مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين، رئيس اتحاد الصحفيين العرب، بالعيد الوطني 155 للصحافة العراقية بحضور نخبة من وزراء الإعلام والقيادات النقابية العربية ورؤساء تحرير صحف وإعلاميين، وممثلين لمؤسسات صحفية كبرى بعدد من دول العالم.
واستقبلت النقابة في امسية احتفالية أمس وفود النقابات وجمعيات الصحافة المشكلين لاتحاد الصحفيين العرب، ووزراء إعلام عدد من الدول العرب شهدوا حفل استقبال واغاني الفلكلور العراقي.
ويقام الحفل الرسمي صباح غد الأحد، بحضور المهندس محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، احياءً للذكرى 155 لصدور العدد الأول من «الزوراء»، أول صحيفة عراقية عام 1869.
ويشهد الحفل الرسمي تكريم أسماء شهداء الصحافة العراقية، من خلال أسرهم، وكبار الصحفيين الذين قدموا اسهامات بارزة للصحافة العراقية، فضلًا عن كلمات يلقيها نقيب الصحفيين ورئيس الوزراء.
وقدم الصحفيون العراقيون في العقود الأربعة الأخيرة تضحيات غير مسبوقة، دفاعًا عن استقلال العراق، وفي حرب التطهير من الإرهاب في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وفترات الانفلات الأمني، حيث استشهد عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين.
ويمثل الاحتفال تقديرا لتضحيات ودور الصحافة العراقية، ومناسبة للتواصل البناء بين نقابة الصحفيين العراقيين والحكومة العراقية لبحث تعزيز دور الصحافة في دعم استقرار الوطن وجهود التنمية، وفي الوقت ذاته دور الحكومة في دعم وتعزيز احتياجات العمل الصحفي وحرية التعبير.
وكان رئيس وزراء العراق قد ألقى كلمة في احتفال العام الماضي، بالعيد الوطني للصحافة العراقية، بعث خلاله بـ12 رسالة للصحفيين، وحزمة وعود تتعلق بدعم وتعزيز ممارسة الإعلام العراقي لدوره.
وأشاد السوداني بالدور الكبير الذي تؤديه الصحافة العراقية ومواقفها الوطنية في الحرب ضد الإرهاب والتطرف، وإسناد الدولة من خلال تشخيص مواطن الخلل وتقويم الأداء، مثمناً التضحيات التي قُدمت في سبيل إعلاء الكلمة الحرة.
ومن أبرز الرسائل التي أكدها رئيس وزراء العراق خلال حفل العام الماضي، التي تعكس رؤية الحكومة لدور الإعلام واحتياجاته:
١- الصحافة العراقية ليست مجرد وسيلة إعلامية خبرية، بل أرشيف مهم لتاريخ العراق الحافل بالأحداث والمنجزات.
٢- نستذكر تضحيات الصحفيين الذين استشهدوا في زمن الديكتاتورية، وفي سنوات الطائفية المقيتة، والذين ضحّوا بأرواحهم وهم يرافقون القوات الأمنية في الحرب على عصابات داعش الإرهابية.
٣- نستذكر الدور الوطنيَّ للكثير من الصحفيين الذين وقفوا ضد الأجندات والمؤامرات الخارجيةَ التي استهدفت وحدة الوطن.
٤- لا ننسى دور الصحافة في تشخيص حالات الخلل في الملفات، التي تمسّ احتياجات الناس، ونعوّل عليها في الكشف عن الفساد ومكافحته.
٥- تفتح الحكومة أبواب التواصل مع الصحافة، إيماناً منها بحق المواطنين الدستوري في معرفة عمل الحكومة بكلِّ شفافيةٍ ووضوح.
٦- توجيه لجنة النزاهة، بدراسة مشروع قانون حق الحصول على المعلومة وتقديم الملاحظات بشأنه، من أجل إرساله إلى مجلس النواب، وقد أقر مجلس الوزراء مشروع القانون فعليًا وتم إرساله منذ أشهر لمجلس النواب.
٧- اتخاذ حزمةً من الإجراءات لدعم العمل الصحفي تتضمنُ توفير خدمات لوجستية وتسهيلات مصرفية، وأخرى تخص قانون العمل والضمان الاجتماعي، الذي أُقرَّ مؤخراً.
٨- تضع الحكومة نصب أعينِها إنصاف الصحفيين في الملفات الخدمية، وفي مقدمتها ملفُّ السكن.
٩- يجب ألّا تكون الصحافة منفذاً لمن يعتاش على الفوضى والادعاء وتشويه الحقائق، أو اتخاذها وسيلةً للابتزاز.
١٠- انهمكت بعض وسائل الإعلام العاملة في داخل العراق وخارجه، ببثِّ السلبية، لغايات سياسية أو نفعية، ما تسبب بنفور خارجي حرم العراق من فرص للاستثمارِ والتنمية.
١١- مسؤولية الصحافة الوطنية والقائمين عليها تنظيم العمل الصحفي، لأنَّ هناك من لا يميزُ بين الحرية والفوضى.
١٢- الصحافة مدعوة اليوم لأنْ تنقل الوجه الايجابيَّ المشرق للعراق.
ووجه السوداني، اليوم السبت، بإصدار حزمة من الإجراءات والتوجيهات واجبة التنفيذ الداعمة للصحفيين العراقيين والمؤسسات الإعلامية، وذلك بمناسبة العيد الوطني الـ155 للصحافة العراقية.
حيث وجه الوزارات والمحافظات كافة والهيئات غير المرتبطة بوزارة، بتذليل العقبات وتقديم التسهيلات اللازمة للكوادر الصحفية والإعلامية الحاصلة على رخصة رسمية من هيئة الإعلام والاتصالات، بما ينسجم مع القانون.
ووجّه السوداني الجهات المعنية بتزويد المؤسسات الإعلامية بخدمة الإنترنت بأسعار مدعومة، وكذلك إعادة النظر بالحوالات المالية الخاصة بوسائل الإعلام في ما يخص (الأقمار الصناعية) للقنوات والمكاتب الإعلامية، بما يخدم الواقع الإعلامي في العراق، وذلك استناداً لقانون البنك المركزي العراقي وتعليمات الرقابة على التحويل الخارجي.
وبهدف تسهيل إجراءات تنقل الكوادر الصحفية والإعلامية الحاصلة على رخصة رسمية، فقد وجه سيادته جميع نقاط التفتيش والمفارز الأمنية المرابطة بين المحافظات كافة، لتنفيذ ذلك، كما وجه بتقديم التسهيلات اللازمة والتعامل بشكل أكثر انسيابية لمرور كوادر الصحفيين ومنتسبي المكاتب الإعلامية ومعداتهم الخاصة في المطارات العراقية، وكذلك إجراء التسهيلات بمنح سمات الدخول للصحفيين العاملين في المكاتب والقنوات الإعلامية وتسهيل إجراءات إقامتهم في العراق، استناداً لقانون إقامة الأجانب رقم (76) لسنة 2017.
ووجه السوداني بتسهيل إنجاز معاملات الضمان الاجتماعي الخاصة بالكوادر الصحفية، العاملة في مختلف المؤسسات الإعلامية، كما وجه بإعادة النظر بأجور الماء والكهرباء المفروضة على القنوات والمكاتب الإعلامية، وأيضاً إجور وقود المولدات.
وهي الإجراءات التي تحقق معظمها في غضون العام الماضي وينتظر الصحفيون كلمة رئيس الوزراء في الاحتفال الرسمي لهذا العام، غدًا للوقوف على ما تحقق وما يطمحون في تحقيقه.



