الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

العمل الإنساني هو مفهوم واسع المعنى وعميق الأثر والتأثير بنفوسنا، يتجاوز كونه مجرد مساعدة أو إغاثة الآخر، بل إنه فلسفة تعامل قائمة على احترام كرامة الإنسان وحقه في العيش بسلام وكرامة، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو عرقه، لذا يهدف العمل الإنساني إلى تخفيف المعاناة الإنسانية الناتجة عن كل المؤثرات، وذلك من خلال مد يد العون وتقديم المساعدات اللازمة والمناسبة للمحتاجين . 

العمل الإنساني له عدة أشكال متنوعة منها: فك الكرب ومساعدة المحتاج وجبر الخواطر وزيارة المريض وغيرها من الأعمال الإنسانية، بالإضافة إلى دور المجتمع المدني من خلال المبادرات الإنسانية التي تقوم بمساعدة أهالينا الأكثر فقرا والأشد احتياجا، بينما يأتي العمل الإنساني بالنسبة للدولة من خلال إقامة المشروعات الاجتماعية والإنسانية، ومنها مشروع حياة كريمة، وقادرون باختلاف، والتعامل مع كل الأزمات الموجودة بشتى محافظات الجمهورية، أما على النطاق الدولي فيظهر العمل الإنساني في مساندة أهالينا في دعم الدول غزة وليبيا وسوريا والسودان ولبنان، وغيرها من المساعدات التي قدمتها مصر لكثير من الدول وقت الكوارث والأزمات، مما يكشف عن معدن مصر الأصيل.  

احتفل العالم مؤخرا باليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يُعد مناسبة سنوية تحتفل بها الأمم المتحدة في ١٩ أغسطس من كل عام، لتسليط الضوء على العاملين في المجال الإنساني، وذلك بهدف تكريمهم والإشادة بجهود كل من يساهم أو يقدم يد العون والمساعدة للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، كما أنه بمثابة فرصة لتسليط الضوء وتذكير العالم بأهمية العمل الإنساني في بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً. 

لا شك أن التكنولوجيا أسهمت في زيادة سرعة إيقاع الحياة، بشكل مبالغ فيه، لدرجة أنها كادت تفقدنا إنسانيتنا، خاصة في ظل التطورات الحديثة بمجال التكنولوجيا والتي منها الذكاء الاصطناعي، الذي تمكن من قلب موازين الحياة البشرية، وباتت الحياة بدون طعم "بلاستيكية"، وتحول البعض إلى شاشات متحركة لتليفوناتهم المحمولة، يضحكون أمامها ويتحدثون عبرها، ويتناسون الضحك والمعاملات الإنسانية فيما بينهم، وانقلبت الأحوال فأصبحت التكنولوجيا هي التي تتحكم في الإنسان.  

لذلك حان الوقت لكي نتحرر من عبودية التكنولوجيا، ونستعيد إنسانياتنا في معاملاتنا اليومية حتى نشعر بطعم الحياة الطبيعية، قبل أن تتحول مشاعرنا وأحاسيسنا من إنسانية إلى بلاستيكية. 

أخيراً وليس آخراً، حثتنا كل الشرائع السماوية على مد يد العون ومساعدة الآخرين، وقضاء الحوائج وتخفيف معاناة الغير، فهي أحد أبواب الخير المهمة في الحياة، وعبادة من أعظم العبادات، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم "  وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"، وفي الحديث الشريف قال رسول الله ﷺ: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". 

ختامًا.. علينا أن نعلم جيدا أن العمل الإنساني الذي نفعله اليوم وغدا سوف يقدم لنا، لهذا علينا جميعا أن نساعد بعضنا البعض بنفس راضية، وبكل ما نمتلكه من إمكانيات، وذلك لأن تلك الأعمال الإنسانية أعمال نبيلة تهدف إلى تخفيف المعاناة عن الإنسانية وبناء جسر التواصل الاجتماعي، رغبة في تحقيق الأمان المجتمعي ونشر التراحم والتكافل المجتمعي.

تم نسخ الرابط