المنتدى الحضري العالمي يُسلط الضوء على تطوير القاهرة التاريخية كمقصد سياحي عالمي
سلط المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشرة «WUF12» المقامة بالقاهرة، الضوء على إحياء مدينة القاهرة التاريخية وحماية التراث؛ بالتزامن مع جهود الدولة للتنمية العمرانية في الخطط القومية الطموحة وتحقيق التنمية المستدامة لتحسين جودة الحياة في الوقت الحاضر.
جاء ذلك في جلسة موسعة داخل الجناح المصري بالمنتدى، الذي انطلقت فعالياته أمس بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتستمر أعماله حتى 8 نوفمبر الجاري، وهو المؤتمر الرئيسي للأمم المتحدة المعني بالتنمية الحضرية المستدامة، ويُقام في مصر، كأول دولة تستضيفه في أفريقيا منذ 20 عامًا تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة" بمشاركة وفود أممية ودولية رفعية المستوى، ونخبة كبيرة من قيادات المؤسسات الرائدة محليا وعالميا في مجالات التنمية الحضرية والاستدامة.
وعقدت الجلسة بعنوان "إحياء طابع مدينة القاهرة التاريخية"، خلال فعاليات اليوم الثاني من المنتدى، وشارك بها "محمد أبو سعدة، رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ومحمود نصار رئيس الجهاز المركزي للتعمير، وخالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية".
وخلال الجلسة استعرض المهندس محمد أبوسعدة، رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، جهود الجهاز بالتعاون مع الدولة لإحياء قلب القاهرة التاريخي من خلال 4 مراحل هي: التأسيس والنشأة، والرؤية والأهداف، والمشروعات الرائدة، والأدلة والمنشورات.
وتابع أن إنشاء اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية تحت رعاية رئيس الجمهورية جاء بهدف تطوير القاهرة كعاصمة تراثية بمعايير سياحية واقتصادية.
وأشار المهندس محمد أبوسعدة إلى أن جذب المزيد من الاستثمارات يعتمد على التطوير وحماية التراث بالتزامن مع جهود الدولة للتنمية العمرانية في الخطط القومية الطموحة خاصة بعد إعلان الدولة المصرية إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة والتي تعد فرصة عظيمة لإعادة إحياء القاهرة التراثية، خاصة بعد نقل المباني الحكومية إلى الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح أن الدولة رأت ضرورة التعامل مع (القاهرة التراثية) في ظل هذه المتغيرات، خاصة أن القاهرة التراثية تحتوي على کنز استثماري وسياحي واقتصادي وثقافي هائل، وبحاجة إلى كيان مؤسسي، يضع رؤية إدارة هذه الثروة الاستراتيجية وفي استجابة سريعة من رئيس الجمهورية، صدر القرار الجمهوري رقم 604 بتشكيل اللجنة القومية لإحياء القاهرة التراثية لتصبح مدينة عالمية متكاملة تراثية خضراء ذكية تحت إشراف مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية.
وأضاف رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن الدور المؤسسي للجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة يعتمد على تنفيذ الخطط والبرامج لحماية وتطوير القاهرة التراثية وعلى المستوى المعماري والتصميمي، وعلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافية، وعلى المستوى البصري، وعلى المستوى البيئي، وعلى المستويين الإداري والتقني.
واستعرض المشروع القومي لإحياء القاهرة التراثية من خلال تطوير مشروع القاهرة الخديوية عن طريق الجهاز القومي للتنسيق الحضاري؛ ضمن إطار أكبر لتطوير مدينة القاهرة؛ عبر تطبيق أسس ومعايير التنسيق الحضاري الخاصة بالمباني والمناطق والفراغات والحدائق التراثية ذات القيمة المتميزة ورفع كفاءة الفراغات العامة بها، والحفاظ على ثرواتها من المناطق والمباني المميزة، وذلك لتعظيم القيمة الاستثمارية لتلك العقارات ورفع قيمتها وكفاءتها.
وقال إن إجمالي عدد العقارات المسجلة كطراز معماري مميز بلغ نحو 750 مبنى، موضحاً أنه تم اعتماد حدود القاهرة الخديوية كمنطقة تراثية متميزة عام 2009 من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية.
كما استعرض المرحلة الأولى من تطوير ميدان التحرير باعتباره واحداً من أشهر وأكبر الميادين المصرية وقلب القاهرة النابض، قائلا إنه مر بمراحل كثيرة منذ إنشائه وحتى يومنا هذا؛ لذلك كان لا بد من وضعه في أولوية برنامج تطوير قلب القاهرة التاريخي مستعرضا أيضا تطوير ميداني طلعت حرب ومصطفى كامل والقطاع الرابط بينهما فضلا عن عمليات التحسين والارتقاء العمراني لمسارات المشاة والتي شملت تطوير نحو 350 شارعا.
من جانبه، قال المهندس محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، إن الحكومة المصرية تبنت استراتيجية للتنمية المستدامة لتحسين جودة الحياة في الوقت الحاضر، بما لا يخل بحقوق الأجيال القادمة في حياة أفضل، ترتكز على ثلاثة أبعاد رئيسية (الاقتصادي- والاجتماعي- والبيئي).
وأشار خلال الجلسة إلى أنه يتم تطبيق معايير الاستراتيجية المصرية للتنمية المستدامة بالمناطق التراثية للحفاظ عليها من خلال ترميم وإعادة توظيف المناطق التراثية بما لا يخل بالطابع الأثري.
ولفت المهندس محمود نصار إلى أن الجهاز يعمل على ترميم وإعادة تأهيل المنشآت الأثرية، وتحسين البيئة العمرانية والمعمارية والاجتماعية، وتوفير فرص عمل جديدة للمختصين، وتوفير فرص عمل للعمالة الاعتيادية، إضافة إلى إحياء المهن والحرف التراثية، وتحسين البنية التحتية وزيادة الاستقرار السكاني والحد من الهجرات.
وأضاف أن المشروعات الأثرية والتراثية المنفذة شملت، ترميم وتطوير مسجد السيدة سكينة، وترمیم و تطوير مسجد سیدي علي زين العابدين، وترميم وتطوير مسجد السيدة فاطمة النبوية ومسجد السيدة زينب، ومسجد الأحمدي السيد البدوي، ومسجد السيدة رقية، ومسجد سيدنا الحسين، وتركيب المظلات الأتوماتيكية.
وتابع رئيس الجهاز المركزي للتعمير، "تضمنت المشروعات أيضا ترميم وتطوير مسجد تطوير مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي، وترميم وتطوير جامع عمرو بن العاص، وترميم وتطوير الجامع الأزهر الشريف، وقصر السكاكيني ووكالة قايتباي ومنزل زينب خاتون، إضافة الى ترميم السور الشرقي حتى شارع الجعفري وجزء من السور الشمالي حتى برج الظافر بالقاهرة الفاطمية، وتطوير حدائق تلال الفسطاط بحسب رئيس الجهاز.
تجدر الإشارة إلى أن المنتدى الحضري العالمي قد تأسس عام 2001 من قبل الأمم المتحدة، وهو المؤتمر العالمي الأول حول التحضر المستدام، والمصمم لدراسة آثار التحضر السريع على المدن والمجتمعات والاقتصادات وتغير المناخ، ومنذ إنشائه، استضافت مدن في جميع أنحاء العالم المنتدى الحضري العالمي، حيث عقدت الدورة الأولى في نيروبي، عاصمة كينيا، عام 2002.



