الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"أطفال من العالم".. يطلق فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية

أطفال من العالم..يطلق
أطفال من العالم..يطلق فعاليات الدورة الخامسة والعشرون من أيا

"في أوقات الظلم العظيم يصبح كل فعل بسيط مقاومة"، بهذه المقولة لبريشت افتتح المخرج والممثل التونسي منير العرقي فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية على خشبة المسرح البلدي بمدنية تونس؛ حيث انطلقت فعاليات المهرجان بين حالة من الترقب والصمت الممزوج بالغصة والألم غير عابىء بإحداث الصخب والخطب الرنانة والعبارات الحنجورية.. اكتفى بالفن.. وكانت الكلمة العليا لمساندة القضية الفلسطينية سواء بالغناء للمطرب الفلسطيني شادي زقطان أو بعرض الافتتاح.

 

بشيء من الهدوء والعذوبة عبر المهرجان عن كامل تضامنه مع القضية الفلسطينية بدءا من كلمة رئيسه المخرج والممثل منير العرقي ونهاية بعرض الأطفال "أطفال من العالم" الذي اعتمد على فنون التعبير الحركي والسير، كقدمته مجموعة "بابا روني" لفنون السيرك، تميز الأطفال في تقديم لوحات راقصة تجسد ثنائية الحرب والسلام؛ يعتبر العرض لفتة شديدة الذكاء والحساسية الفنية في اعتماد عرض الافتتاح على عمل فني بطولة مجموعة من الأطفال يجسدون المقاومة والمعاناة كان الإختيار تعبيرا بليغا عن روح وقلب هذه القضية فالأطفال هم الشاهد على الحاضر وبناة المستقبل.

 

وفي حركة لاقت استحسان الحضور تم عرض مجموعة صور لأبرز الوجوه التي فقدتهم الساحة المسرحية في فقرة عنوانها "غادرونا" وهم عبد المجيد جمعة ومراد كروت والسعدي الزيداني وعبد الحق خمير وعبد العزيز بالقايد حسين ومحجوبة بن سعد ومحمد مورالي وكذلك الفنان ياسر الجرادي؛ كما تم تكريم مجموعة من الوجوه المسرحية والتلفزيونية وهم منير بن يوسف والممثل يحيي الفايدي ومقداد الصالحي وآمال البكوش وفاطمة البحري ومحمد المديوني.

 

وكان لضيوف الدورة إثر الافتتاح الرسمي في المسرح البلدي موعد في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة مع عرض مسرحية  "عودة النجم"من جمهورية الصين الشعبية من تصميم وإخراج ليمي بونيفاسيو. ويعد هذا العرض الأول عالميا بعد أن تم تقديمه لأول مرة في الصين يوم 8 نوفمبر 2024.

 

لم يكتف أيام قرطاج المسرحية بحالة الثراء والزخم الفني بالعروض المشاركة بالمسابقة الرسمية أو عروض خارج التسابق، بينما يتحول شارع الحبيب بورقيبة كاملا إلى ساحة متفجرة بالفن والإبداع والحضور الجماهيري سواء بالتكدس أمام أبواب مسارحه أو بالتزاحم على المسرح المكشوف في وسط الشارع الذي تم بناؤه خصيصا طوال أيام المهرجان لتقديم حفلات موسيقية متنوعة بين الموسيقى الشعبية التونسية والموسيقات المعاصرة؛ حالة استثنائية يشهدها أيام قرطاج طوال استمرار فعالياته بتونس العاصمة وتفاعل جماهيري ضخم بالإقبال الكبير على عروض خارج وداخل التسابق؛ وبالتالي تستمر تونس في الانفراد بتلك الحالة المسرحية الحية بين جمهور المهرجان وعروضه الفنية شديدة التنوع والثراء.

 

تم نسخ الرابط