حصاد 2024.. الارتقاء بالمنظومة التعليمية وتعزيز مهارات الطلاب وقدراتهم أهداف استراتيجية للتعليم
تبذل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني جهودا كبيرة لتحقيق رؤية الدولة المصرية الطموحة 2030 التي تستهدف الارتقاء بالنظام التعليمي في مصر وتعزيز مهارات الطلاب وقدراتهم بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل كأهداف استراتيجية لبناء الانسان المصري من خلال تطوير مختلف جوانب المنظومة التعليمية والاستثمار في أبنائنا الطلاب والتغلب على التحديات المختلفة التي تعوق تطوير المنظومة.
شهد العام الحالي 2024 جهودا مكثفة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بهدف تحقيق عدة أهداف بالتوازي، تضمنت التغلب على تحديات مزمنة كانت تعوق الارتقاء بالمنظومة التعليمية بالتزامن مع تطوير المناهج التعليمية وفقا للمعايير العالمية لتحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية مبتكرة وتدريب المعلمين، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في قطاع التعليم الفني ودمج التكنولوجيا في العملية التعليمية بما يحقق الاستفادة المثلى للطلاب.
ويقدم التقرير التالي رصدًا لإنجازات وزارة التربية والتعليم، التي تستهدف معالجة أهم قضايا التعليم على الساحة، وخاصة تلك التي لها صلة مباشرة بالتنافسية الدولية مثل جودة التعليم، وقضية الإتاحة والتغلب على تحديات مزمنة كانت تعوق الارتقاء بالمنظومة التعليمية كليا، ومن خلال تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في قطاعات التعليم ولاسيما التعليم الفني ودمج التكنولوجيا في العملية التعليمية بما يحقق الاستفادة المثلى، وذلك في ضوء الأهداف الاستراتيجية للتعليم قبل الجامعي في مصر، والتي تحقق رؤية الدولة المصرية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
مواجهة ارتفاع الكثافات الطلابية بآليات واقعية..واستحداث أكثر من 98 ألف فصل دراسي
لم تتوقف جهود وزارة التربية والتعليم منذ العديد من السنوات لمواجهة التحديات المزمنة التي تعوق أي تطوير للعملية التعليمية في ظل منظومة تضم أكثر من 25 مليون طالب وطالبة وينضم إليها سنويا ما يزيد عن 700 ألف طالب، إلا أن الآليات التي وضعتها الوزارة تحت قيادة السيد الوزير محمد عبد اللطيف قبل بداية العام الدراسي الحالي تعد استثنائية جاءت من الواقع الميداني وبمشاركة أطراف المنظومة التعليمية لتضع مسؤولية مشتركة على عاتق الجميع لإنجاحها، وهو ما تحقق خلال العام الدراسي الحالي من خلال الوصول بكثافة الفصل إلى أقل من 50 طالبا وهي النسبة التي تسمح ببيئة تعليمية تحقق جاذبة ومحفزة للطلاب، حيث تضمنت الآليات التي تم تطبيقها وفقا لطبيعة واحتياجات كل إدارة تعليمية على مستوى الجمهورية نقل المدارس الثانوية للفترة المسائية، والاستفادة منها في الفترة الصباحية للمرحلة الإعدادية، كما تم استغلال المدارس الإعدادية هي الأخرى من قبل طلاب المدارس الابتدائية، بالإضافة إلى حصر الفراغات التعليمية واستغلالها، وذلك بالتعاون مع هيئة الأبنية التعليمية؛ لاستغلالها كفصول، بما لا يضر العملية التعليمية، فضلًا عن تنفيذ الفترة الممتدة، وهو ما نتج عنه انخفاض الكثافات في الفصول الدراسية بنسبة نجاح تفوق 99% واستحداث فصول دراسية بواقع 98744 فصلا دراسيا، وذلك بالتوازي مع وضع حلول مستدامة بإنشاء من 10 آلاف إلى 15 ألف فصل سنويا.
كما أطلقت الوزارة مجموعات التقوية للطلاب بمختلف مدارس الجمهورة بهدف زيادة تحصيلهم الدراسي وبمبالغ رمزية، وهو ما شهد إقبالا كبيرا من الطلاب بمختلف محافظات الجمهورية.
سد العجز في المدرسين بنسبة 90%.. والارتقاء بأحوالهم
يعد المعلم أهم عنصر فى العملية التعليمية، ويساهم فى بناء مستقبل الوطن وتقدمه وإعداد أجيال تقود المستقبل، لذا أولت الوزارة اهتمًامًا كبيرًا لمواجهة تحدى سد العجز فى أعداد المعلمين الذي بلغ ٤٦٩,٨٦٠ معلما وخاصة بعد استحداث فصول جديدة بلغت أكثر من ٩٨ ألف فصل دراسى، حيث نجحت الوزارة في سد العجز بنسبة تجاوزت 90%، حيث إن كل المدارس على مستوى الجمهورية بها معلمي مواد أساسية.
وتمثلت الإجراءات التنفيذية العاجلة التي تمت لحل مشكلة العجز فى أعداد المعلمين في استكمال المبادرة الرئاسية لمسابقة تعيين 30 ألف معلم سنويًا، وإتاحة الفرصة لمعلمي الفصل تدريس المواد الأساسية، وتقنين أوضاع أخصائي التعليم، (أخصائي التدريس) من حملة المؤهلات التربوية العليا، وتوفير الاعتمادات اللازمة لتشغيل عدد 50 ألف معلم بالحصة في المواد الأساسية وزيادة مقابل الحصة إلى 50 جنيهًا، بالإضافة إلى الاستعانة بالخريجين المكلفين بأداء الخدمة العامة للعمل في المدارس.
كما تم زيادة مدة الخريطة الزمنية للعام الدراسي بما لا يخل بالمحتوى المعرفى للمناهج، حيث تم زيادة الفترة الزمنية الفعلية للتدريس من 23 أسبوعًا إلى 31 أسبوعًا أثناء العام الدراسي، فضلًا عن زيادة المدة الزمنية للحصة بمقدار 5 دقائق، وهو ما ساهم في رفع قدرة التدريس بنسبة 33% من القوة التدريسية.
598 مشروعا جديدا في 27 محافظة بإجمالي 9693 فصلا دراسيا
عملت الوزارة في ضوء الآليات التي وضعتها تحت قيادة السيد الوزير محمد عبد اللطيف قبل بداية العام الدراسي الحالي، على مستوى المديريات والإدارات والمدارس، على خفض الكثافة الطلابية بالمدارس حسب الأعداد والأماكن المتاحة بحيث لا تتخطى الأعداد فى الفصول 50 طالبا، وعليه توسعت الوزارة فى بناء المدارس لتشمل جميع المراحل التعليمية للقضاء على الكثافة الطلابية وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع القرى والمدن على مستوى المحافظات، ووصلت عدد مشروعات إنشاء المباني المدرسية خلال العام المالي 2023 / 2024 وحتى النصف الأول من العام المالي الحالي 2024/2025 إلى نحو 598 مشروعا في 27 محافظة وصل فيها عدد الفصول إلى 9693 فصلا.
كما تم توفير وتزويد المدارس المنشأة حديثاً بتجهيزات دراسية حديثة حيث بلغت عدد المقاعد الدراسية لها نحو 177980 مقعد "تختة" كما تم إحلال وتجديد نحو 58748 تختة أخرى للمدارس القائمة بالفعل.
تطوير المناهج وفقا للمعايير العالمية.. وربط المحتوى الرقمي بالكتاب المدرسي.
تطوير المرحلة الإعدادية
قامت الإدارة المركزية لتطوير المناهج بصياغة الإطار العام والأطر النوعية لمناهج المرحلة الإعدادية وفقًا لنظام التعليم الجديد مع التركيز على المفاهيم الكبرى وفقًا للمعاير الدولية وبما يتناسب مع متطلبات العصر ومعالجة القضايا المعاصرة، وبمشاركة لجنة وطنية من أساتذة الجامعات، وفي ضوء هذا الإطار تم تأليف الكتب وأدلة المعلم للمواد الدراسية.
ربط المحتوى الرقمي بالكتاب المدرسي
بالتعاون مع الإدارة المركزية لتكنولوجيا المعلومات تم وضع (QR-Codes) بالكتب المدرسية داخل كل درس يستطيع الطالب من خلاله الدخول التعلم من خلال المحتوى الرقمي الخاص بهذا الدرس، وكذلك الدخول على قناة مدرستنا، وعلى بنوك الأسئلة والملخصات والمفاهيم التي تم وضعها بديلا عن الكتب الخارجية.
تسجيل نصوص الاستماع للغة الإنجليزية
نظرًا لأهمية مهارة الاستماع كواحدة من المهارات الأساسية لاكتساب اللغة ولا سيما اللغة الأجنبية؛ فقد تم تسجيل نصوص الاستماع ورفعها على موقع الوزارة؛ حتى يمكن الاستفادة منها في العملية التعليمية.
ترجمة كتب العلوم والرياضيات باللغة الفرنسية
يتم ترجمة كتب العلوم والرياضيات إلى اللغة الفرنسية ليستفيد منها الطلاب بالمدارس التي لغتها الأجنبية الأولى هي اللغة الفرنسية، ويتم ذلك بواسطة خبراء الإدارة المركزية لتطوير المناهج التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة ـــ يونيسيف مصر قامت الإدارة المركزية لتطوير المناهج بالتعاون مع منظمة يونيسيف بالعديد من المشروعات التي تسهم في بناء قدرات أبنائنا الطلاب وكذلك المعلمين، حيث قامت بالتعاون مع الوكالة الألمانية GIZ بعمل ورشة عمل بدولة السنغال والتي أثمرت عن إنتاج مواد ثرية لرفع وعي العاملين بالوزارة، ومن ثم إقامة ورش عمل على مستوى محافظات الجمهورية عن مراعاة النوع الاجتماعي . وقد تمت ورشة عمل بالإسكندرية شاركت فيها الإدارة العامة لتخطيط وصياغة المناهج بسرد نتائج تحليل مناهج المرحلة الابتدائية من منظور النوع الاجتماعي، وكذلك إدارة التنمية المستدامة لعرض السياسات البيئية والتنمية المستدامة المتبعة وعلاقتها بالنوع الاجتماعي.



