
«ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر» كتاب جديد للسيد الحراني في معرض القاهرة الدولي للكتاب

صدر كتاب جديد للكاتب الصحفي والباحث السياسي في شؤون التنظيمات الإسلامية «السيد الحراني» حمل الكتاب عنوان «ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر» صدر عن دار كنوز للنشر والتوزيع في عدد 400 صفحة من القطع الكبير.
قال الحراني إن كتابه الذي استغرق عدة أعوام من أجل الانتهاء منه مقسم على ثمانية أبواب في تسعة عشر فصلا ويروي بالتفاصيل والأسرار والمستندات ما يقرب من ثلاثة مئات موضوع وحدث وواقعة ترصد الحكاية منذ بداية تمهيد الرئيس الراحل «مبارك» المناخ المصري العام لقبوله تعديلات مواد الدستور عام 2005 من أجل زرع نجله «جمال» رئيسا لمصر مرورا برصد جزء كبير من ظواهر مراكز القوى والفساد المالي والسياسي.
كما أن الكتاب يشرح برؤية مختلفة وزواية خاصة تفاصيل أزمات الشعب المصري وكافة الأسباب وراء فشل محاولات نظام مبارك وقرينته «سوزان» توريث نجله جمال الحكم.
ولا يخلو الكتاب من النميمة حول مؤامرات كثيرة تعرضت لها الدولة المصرية كان من بينها عملية تدريب بعض الشباب المصري الذي قاد أحداث يناير على إمكانية إسقاط الأنظمة والدول بالثورات السلمية أحد وسائل الجيل الخامس من الحروب التآمرية كما اعترف أحد القائمين على تنفيذ المشروع آنذاك عالم الاجتماع الراحل الدكتور سعد الدين إبراهيم «الذي عرف بقربه الشديد من إدارة البيض الأبيض ورؤساء أمريكا المتتابعين وجهاز المخابرات المركزية الأمريكية» حيث اعترف الرجل بالأمر باريحية وسلاسة وأكد على أنه اشرف بنفسه من داخل صربيا وأوكرانيا على عملية التدريب والتجهيز تمهيداً لأحداث 25 يناير عام 2011.
ويرصد كتاب الحراني ما واجهته مصر بعد أحداث يناير ورحيل الرئيس مبارك عن الحكم من عدوان الإخوان وأعوانهم في الداخل والخارج إقليميا وعالميا حيث أن ما حدث كان جزء لا يتجزأ من أزمات الشعوب العربية بعد ما عرف لنا جميعاً بـ«ثورات الربيع العربي» التي لا شك بعد ما كشف لنا أن جانبا كبيرا منها عبر عن «الحلم الأمريكي» في تطبيق سيناريو «الفوضى الخلاقة» بالمنطقة من أجل ميلاد «شرق أوسط جديد» يسود فيه بسهولة واقع «تقسيم المقسم» و«تفتيت المفتت».
وخاض كتاب الحراني الذي يشارك به ضمن فعاليات الدورة 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 في تفاصيل وكواليس كثيرة كان من بينها محاولات الإخوان الهيمنة على صناعة دستور يتوافق مع اغراضهم ويسهل لهم التمكين من الدولة ومؤسساتها والتفافهم على احلام الشباب الغاضب والشعب الحالم وأيضاً أقرانهم وشركائهم المنتمين للتيار السلفي وتيارات إسلامية وسياسية أخرى، واقتناص انتخابات مجلس الشعب وصناعة أحداث خبيثة في شوارع القاهرة وخاصة شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير من أجل الوقيعة بين الشعب والجيش والقفز بحيل كثيرة حتى وصل التنظيم المحظور إلى كرسي الرئاسة بأحد أعضاء التنظيم الذي ثبت أنه لم يفي بالقسم الدستوري للشعب ولكنه وفي ببيعته لعشيرته ومرشد الاخوان والتنظيم الدولي.
وتطرق الكتاب في بعض محاوره إلى تفاصيل إطلاق الرئيس المخلوع الراحل محمد مرسي يد النظام الإخواني الخاص «المسلح» من أجل القتل والتخريب والدمار وحاول مرسي تمهيد الطرق أمام عشيرته وأعوانهم بايعاز من خيرت الشاطر مهندس التنظيم ومشروع التمكين بهدف الوصول إلى رأس كل مؤسسات الدولة جيش وشرطة وقضاء وأزهر وكنيسه ومجلس وزراء ونقابات وأندية حتى أن مركز الشباب في القرى والنجوع لم ترحم من خططهم حيث حاول القيادي الإخواني أسامة ياسين العبث بها وتدجين روادها من الشباب وتدريبهم من أجل ضمهم إلى مقاتلي النظام الإخواني الخاص ليكونوا حطب ووقود نار الحرب الأهلية التي كان يسعون إلى تنفيذها في مصر بهدف تفكيك مؤسساتها وجعلها ولاية إخوانية ضمن مشروع دولة إخوانية كبرى تحت حكم التنظيم الدولي للإخوان الموجهة من أجهزة مخابرات أجنبية.
واستعرض الكتاب ثورة 30 يونيو عام 2013 من حيث الدوافع والأهداف وبالتفاصيل أدوار كل «الصحافة» و«الإعلام» و«الأحزاب» و«النقابات» و«الحركات» و«القضاء» و«الشرطة» و«الجيش» ورجاله وعلى رأسهم المشير الراحل «محمد حسين طنطاوي» والرئيس «عبد الفتاح السيسي».
قال السيد الحراني: أن كتاب «ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر» يفكك أزمات الشأن الوحدوي العربي.. وينفرد بكشف مخططات جديدة لأعدائه وفي مقدمتهم «إسرائيل».. ويطرح سؤال في غاية الأهمية ويجيب عنه حول لماذا حالياً يتم تنفيذ حرب الإبادة البشرية على قطاع غزة؟! بعد ذريعة عملية «عاصفة الأقصى» يوم 7 أكتوبر عام 2023 التي أكدت على حاجتنا الملحة من أجل تشكيل «وحدة ردع» حقيقية لانتزاع المواقف الغربية الراعية لمصالحنا العربية.
لذلك أفرد الحراني الفصل الأخير من كتابه ليكشف لنا من خلاله العلاقات الأمريكية المصرية وأدق تفاصيل مؤائماتها وأزماتها منذ عهد عازف الساكسفون الرئيس الأمريكي الثاني والأربعين «بيل كلينتون» حتى عهد الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين «باراك أوباما» ومحاولات الأخير الفجة والمستنفذة من أجل التدخل في الشأن المصري وتحريك الأحداث السياسية في الشوارع لصالح فرض مشروع تنظيمات الإسلام السياسي ومساعدتهم من أجل الوصول للحكم.
كما يرصد الكتاب كيف تحدى وتصدى الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش والشعب المصري لمواجهة كل هذه المؤامرات الأمريكية والأجنبية وانتصر عليها وعبر الرئيس بالشعب والدولة المصرية من نفق حالك الظلام إلى مشاريع مصر العملاقة وخطط تنموية طموحة وترتيب اقتصادي دولي يؤكد أن مصر تصعد بإنجاز إلى مستقبل اقتصادي طموح في إقليم مشتعل باتون حروب لم تنتهِ ولديها خطط 2030 و2050 من أجل مستقبل أفضل لأجيال قادمة.
كما أن الحراني يشارك في فعاليات المعرض برصيد كبير من كتبه ومؤلفاته في أجنحة لمؤسسات ودور نشر مختلفة.
والجدير بالذكر أن «السيد الحراني» صحفي بمؤسسة أخبار اليوم، وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وعضو اتحاد كتاب مصر.