
رئيس دار الكتب: قاعة المكفوفين تحوي نتاجا عظيما من الكتب الميسرة لذوي القدرات

بوابة روزاليوسف
رحب رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب الدكتور مينا رمزي ، بزيارة ذوي القدرات الخاصة قاعة المكفوفين، المجهزة لمخاطبتهم بأجهزة حاسوبية مزودة بعدد هائل من الكتب الصوتية على قواعد بيانات، وماكينة طباعة حديثة بطريقة برايل، تتيح لمرتادي القاعة طباعة أي نص من قاعدة بيانات الدار، كي يتمكنوا من قراءته فيما بعد، وكذلك استحدث بها كتب ميسرة بلغة ديزي لتقديم تجربة تفاعلية طبيعية، انطلاقا من اهتمام الدولة بهم الذي انعكس على مؤسسات عديدة.
جاء ذلك اليوم الخميس خلال لقاء تعريفي بصيغة ديزي لقراءة الكتب، بحضور رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب الدكتور مينا رمزي، وخبير قضايا حقوق الملكية الفكرية الدكتور أحمد السعيد، واستشاري تنظيم المعرفة والتحول الرقمي ومشروعات الأرشفة الإلكترونية وخبير إقليمي لعدد من الجهات الدولية ، وصاحب ومؤسس دار نشر الدكتور عاطف عبيد، وتدير الندوة رشا عبد المنعم من المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بقاعة المؤسسات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 التي تعقد بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات وتتواصل فعالياته حتى 5 فبراير المقبل.
وعرضت الندوة مبادرة لتحويل الكتب التعليمية والثقافية لصيغة ديزي inclousive bloom واتاحتها لذوي القدرات الخاصة، وهي تجربة ناشئة لنورهان السيد ومنة وائل، وطالب القائمون عليها بتقنين وحفظ حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في التصفح والقراءة، ومبادرة (خد بإيدي) من جامعة مصر ، وقدم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة درع المجلس للمتحدثين بالندوة.
وأكد الدكتور مينا رمزي أن دار الكتب هي (قوة قومسة) فاعلة والمكتبة الوطنية للدولة يضرب تاريخها عمق الزمن، لا سيما وأنها معنية بتوصيل كافة خدمات المعلومات لكل فرد في المجتمع، وتحوي مصادر معلومات تتفرد بها عالميا، لافتا إلى أن فكرة الإعاقة ليست إعاقة جسدية بل إعاقة مجتمعية ، أي وجود صعوبات في الواقع تعيق ممارسة الحريات لذوي القدرات.
وأشار إلى أن الدستور يضمن تحقيق وتنفيذ كافة الحقوق لذوي الإعاقة وتلتزم بتنفيذ ذلك المادة 81 وجميع مؤسسات الدولة تلتزم بذلك، كذلك هناك تمثيل لهم بمجلس النواب وكافة مؤسسات الدولة المختلفة.
ولفت إلى أن صيغة ديزي ليست فقط للمكفوفين وضعاف البصر ، ولكن لمحو أمية القراءة والكتابة، وتبني هذه الصيغة سيساعد على محو أمية القراءة والكتابة في الكتب التعليمية، وكذلك محو الأمية المعلوماتية، داعيا الجهات المعنية للتفاعل مع هذا المشروع.
من جانبه، أوضح خبير قضايا حقوق الملكية الفكرية الدكتور أحمد السعيد، ضرورة أن يكون هدفنا الرئيسي هو دمج جميع ذوي القدرات الخاصة في المجتمع، وأن حقوق الملكية الفكرية مثلها مثل جميع الملكيات المادية ، حيث أن النتاج الأدبي هو في الأصل إبداع فكري بشري له ملكيته، وحقوق المؤلف هي حقوق استثنائية له والحقوق الأدبية هي حقوق أبدية.
وبين أن حقوق الملكية الفردية ليست ضد المجتمع بل هي حقوق لحماية المجتمع لدفع الأفراد وتشجيعهم على الابتكار وتحقيق مصلحة المجتمع.
وبدوره، شدد استشاري تنظيم المعرفة والتحول الرقمي ومشروعات الأرشفة الالكترونية والخبير الإقليمي لعدد من الجهات الدولية الدكتور عاطف عبيد، أن لغة ديزي يجب أن تكون مشروعا وطنيا ضمن إطار كبير يفعل على نطاق واسع، مؤكدا على دور المؤلفين وضرورة تشجيعهم على الكتابة لديزي من البداية من فروع الصناعات الثقافية وأن يكون هذا النوع من الكتابة مربحا لهم.
وأوصى أن تخصص جائزة كبيرة من الدولة لصناعة المحتوى للكتب الميسرة، وأن تستحدث إدارة مركزية للمحتوى لحماية فكرة الإنتاج الأدبي وحمايته وتشجيعه.
وتقام الدورة الـ 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت شعار "اقرأ .. في البدء كان الكلمة" بمشاركة 80 دولة عربية وأجنبية، و1350 دار نشر و6000 عارض، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام، وتم اختيار اسم العالم المصري أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل.