خلال ندوة بمعرض الكتاب.. خبراء يؤكدون أهمية نشر الثقافة الرقمية محليا ودوليا
أكد خبراء أهمية نشر الثقافة الرقمية لتحقيق العدالة الثقافية على المستوي المحلي، خاصة في المناطق النائية، وعلى المستوى الدولي للتعرف على كافة أشكال الإبداع في ثقافات الدول المختلفة.
وأوضح الدكتور زياد عبدالتواب، خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات، أن الثقافة الرقمية هي قدرة المواطنين على التعامل مع الرقمنة وتعلم التكنولوجيا الحديثة.. أما رقمنة الثقافة فهي تحويل الكتب واللوحات والمنتج الثقافي إلى منتجات إلكترونية.
وقال عبدالتواب، خلال ندوة "مستقبل الثقافة الرقمية في مصر" التي أقيمت اليوم الاثنين ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، إن الثقافة الرقمية تتداخل في كافة المجالات؛ لأن الثقافة هي أسلوب حياة.
وأوضح أن كتاب "مستقبل الثقافة في مصر" للأديب العالمي طه حسين يعد مرجعا ثقافيا كبيرا حتى الآن، مشيراً إلى أن طه حسين أدرك أهمية التطورات السريعة التي تحدث في مجال الثقافة بعد ظهور الإذاعة والسينما.. مؤكداً ضرورة مواكبة العصر بشكل دائم ، خاصة أن مصر لديها قوة ناعمة هائلة.
وأشار إلى أن المجلس الأعلى للثقافة أنشأ لجنة الثقافة الرقمية في عام 2020 لمواكبة طوفان التكنولوجيا ومساعدة المثقفين على استخدام التكنولوجيا.. لافتا إلى أن في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا، والقيود التي فرضت على العالم أجمع، كان هناك توجه كبير نحو استخدام المنصات الالكترونية، مما ساعد على نشر الثقافة الرقمية على مختلف المنصات.
وشدد على أهمية وجود خارطة طريق لمستقبل الثقافة في مصر؛ لأنها تمتلك تراثا ثقافيا كبيرا.. مؤكداً أنه في حالة حسن استخدام الثقافة الرقمية في الإعلام سيكون هناك نقلة نوعية في هذا المجال.
وأشار إلى أهمية العمل على تقريب المسافات بين الثقافة والثقافة الالكترونية، فبعض الكتب ممكن قراءتها ورقيا، والبعض الآخر ممكن قراءته إلكترونيا. وتابع إن هناك أنماطا جديدة من الإبداع الثقافي تظهر من خلال الثقافة الرقمية والتي تستطيع دمج أشكال مختلفة من الإبداع على عكس الثقافة النمطية والتي تقدم كل شكل من أشكال الابداع على حدة.
من جانبه، قال الدكتور محمد خليف مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، إن مصر تملك إرثاً كبيراً، فهي لديها الشباب والتراث والثقافة، وهذه العناصر تمثل ميزة تنافسية، فمصر هي الآداب والفنون.. مؤكدا أهمية ابتكار النموذج المصري في مجال الثقافة الرقمية، ولذلك تم إطلاق كتاب "بهية" ليعبر عن التراث المصري ومزيج الحضارات في ظل عالم الرقمنة.
وأوضح أن الثقافة الرقمية هي منظومة متكاملة تضم العديد من العناصر وهم المثقفين وشركات التكنولوجيا والمستهلك، ولابد من وجود وسائل تربط بين مختلف هذه العناصر لإنجاح الثقافة الرقمية.. مشددا على أهمية وجود استراتيجية متكاملة لتوحيد الجهود المبذولة في هذا المجال.
من جانبها، قالت الدكتورة انتصار محمد أستاذ التاريخ بجامعة العريش، "إننا بحاجة لنشر الثقافة الرقمية بين الشباب، فى ظل سرعة الثورة التكنولوجية الحديثة التي يشهدها العالم"، منوهة بدور الدولة والمؤسسات في تعزيز الثقافة الرقمية والعدالة الثقافية، في إطار استراتيجية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة والتي تشمل التنمية الثقافية.



