

محمد قبيصي
أمة محمد 2025.. الكرامات والانتكاسات!
حين أتكلم يتمنى البعض أن أكتب عن الحب والعشق والهوى والليل وهواه ونجومه وقمره، وأنسى أو أتناسى ما نعيش فيه من تأخر فكري ومعيشي وأحيانا إنساني يلاحقنا صيفا وشتاء وهذا مربط الفرس.
إنني أجيد الكتابة عن الرومانسية والحب.. لكن لكل مقام مقال فكيف أخطب فيكم بالمدح والمديح والمسلمين والعرب أمامهم معارك كثيرة لم ينتصروا فيها بعد، أشاهد خللا كبيرا وكثيرا في معارك ودروب الحياة في كل الدول العربية والإسلامية لا أستسني أحدا، لكن نستطيع نعم نستطيع إذا سمعنا وأطعنا العقل والعلم أن نعالج هذا الخلل ونتغلب عليه بكل سهولة، الفقر المرض النمو.
أليس المفكر منا مطالب أن يفكر في سبل التصحيح والإرشاد للوعي والمنطق، أم عليه أن يصفق ويهلل ويتحزم ويرقص مع الزيطة والزمبليطة دون أن يتغير شيء أو نخرج من تفكيره وتنظيره بأي نتيجة من حديثه لنا.
في كل الأوقات أقول وبصوت عالٍ أن العرب هم سادة الكون الحقيقيون وهم صانعو الإنجازات والبطولات وننفخ ثم ننفخ في الصورة النمطية للعربي رجلاً وأنثى حتى يبتسم ويسعد لكن مع الأسف الشديد لا نرى أي نصر مبين للعربي في كثير من المعوقات الملاصقة لنا رغم إشاداتنا به ودون أن يقدم شيئا يذكر لنفسه أو للعالم.
فمثلاً.. وليس على سبيل الحصر يدعي بل ويتمسك بعض المسلمين بحصول الكرامات في أمور كثيرة في حياتهم ولا نذكي على الله أحدا بينما وفي نفس اليوم هم أنفسهم تعرضوا للنصب الإلكتروني بضغطه زر واحدة.. فماذا فعلت الكرامات لحمايتهم ولماذا يتمسكون بها؟
منهم كذلك من يتعمد حجب الحقائق عن الأمة العربية خوفاً عليهم من باب ليس كل ما يعرف يقال إلى آخر الحكمة العربية الشهيرة.. فتسارعت الشعوب العربية إلى البحث ومعرفة حقيقة وأسباب ما يجري لهم من منابر أجنبية يمتلكها خصوم لنا فبات الخصوم أحبابا لهم لأنهم يكشفون ما نريد أن نعرفه ويسهلون لنا ما نسعى للوصول إليه.
هل العرب قادمون، قادرون، جبابرة، أم نائمون، خائفون رافضون، متمردون على أي صوت يدعو للنقد والتصحيح، وبناء عليه كيف نعيد ترتيب قائمة أعداء الأمة الإسلامية والعربية 2025 وفي نفس الوقت كيف نعيد ترتيب شخصية أنفسنا أدبيا وسلوكيا وتعليميا من جديد.
تعلم العربي مسلم ومسيحي بل وأتقن النظرة من جانب واحد لكثير من الأمور خاصة فيما يتعلق بالحضارة والتقدم والازدهار بينما نظر من كل الجوانب بحثا عن المال وجعله هو المحرك الخفي والهدف المستتر لكل ما يخطر علي باله ويفكر فيه.
ولأن العربي يتمتع بالشخصية الدسمة المؤمنة بالله ورسوله، شخصيته المستكينة المسالمة الطيبة السمحة أصبح متيقنا بأن الله سيغير كل شيء إلى الأفضل وفي أقرب وقت ممكن.. " فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون" الواقعة 84 .
قبل ان ننتصر في حربنا الاقتصادية العالمية أو السياسية والاجتماعية دعونا فقط نستفيد من هذا المقال بفكرة بسيطة وهي كيفية التخلص ولو قليلا من العفوية والبساطة وأخذ الأمور من باب البركة وطيب الخاطر في عالم لا يحترم العواطف ولا يقدر الإنسانية إلا قليلا.
سكانيا.. المسلم مزواج بطبعه والعربي مؤمن تماما بأن الأولاد عزوة وقد ذكر الإمام الذهبي في السير عن المغيرة -رضي الله عنه- أنه تزوج أكثر من سبعين امرأة ولا شك أن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- صحابي جليل، لكنه ليس محلا للقدوة في فعله هذا المشهور .
لم تتمكن أي دولة عربية حتى الآن من وزن معادلة السكان مع الإنتاج والدليل على ذلك تسارع وتيرة الاستهلاك من الخارج دون أن نفكر كيف نجحت شعوب أخرى مثل الصين في الاستفادة من أولادها علي أكمل وجه وغزت العالم بإنتاجها.
الدين الإسلامي وضح وبين كيف ومتى نحارب ومن نحارب ولماذا نحارب وهنا أتكلم عسكرياً وبين كذلك كيف نعقد الصلح ونكف عن القتال ومع من نتصالح فهل حدد المسلمون ضد من نحارب ومع من نتصالح ولمصلحة من وأين ومتى وكيف؟
أغلب قضايا المسلمين العرب مع الأسف الشديد مربوطة بالدار الآخرة لكن إعمار الدنيا أيضا مطلوب أيها السادة وامتلاك الأدوات والإمكانيات مطلوب أيضاً.. "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ".. الأنفال 60.
مئات الآلاف من المسلمين والمسلمات من السنة والشيعة يقصدون سنويا وشهريا زيارة بيت الله الحرام وقبر رسول الله محمد ﷺ وأولياء الله الصالحين وهم يعلمون تمام اليقين لأنهم من أمة رسول الله أن الجنة مضمونة لهم والشفاعة مقسومة لهم.. إذن فلماذا كتب علينا العمل والإعمار ونحن نأكل ونشرب ونلبس ونعيش بإنتاج أمم آخرين لا يؤمنون بالرسول الكريم أو الدين الإسلامي الحنيف.. ولماذا نزلنا على الأرض من الأساس؟
لا أريد أن أثقل عليكم أكثر من ذلك.. المسلمون أفضل شعوب الأرض والعرب هم أهل علوم وخبرة ودراية لكن فقط أدعوكم قليلاً للتأمل فيما أحكي وأسرد وعليكم بإعادة النظر في كثير من الأمور العقائدية الحياتية وفي نفس الوقت انظروا قليلا لطوابير المرابحات في البورصة العالمية.