حزبيون: «بيان 3 يوليو» دشن خارطة طريق واقعية أنقذت الدولة ومهدت لمرحلة الاستقرار والبناء
يعد بيان 3 يوليو لحظة فارقة في تاريخ الدولة المصرية، حيث مثل نقطة تحول حاسمة استجاب فيها الجيش المصري لإرادة شعبية جارفة تطلعت إلى إنقاذ الوطن من مسار كاد أن يهدد استقراره وهويته ومؤسساته واكدت قيادات حزبية أن البيان لم يكن مجرد إعلان لإنهاء حكم فاشل، بل كان بمثابة صحوة وطنية واسترداد حقيقي للوعي الجمعي المصري، الذي رفض الوقوع في فخ حكم جماعة حاولت اختطاف الدولة وتفكيك أركانها لحساب مشروع أيديولوجي ضيق وأعادت صياغة العلاقة بين الشعب والدولة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من البناء والإصلاح السياسي والمؤسسي، تحت راية وطنية خالصة لا تعرف إلا الولاء لمصر وشعبها.
قال الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ وأستاذ القانون الدستوري، إن خطاب 3 يوليو 2013 مثل لحظة مفصلية في تاريخ مصر الحديث، وضع فيها القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، الرئيس عبد الفتاح السيسي، النقاط فوق الحروف، معلنا بكل وضوح عن خارطة طريق متكاملة لإنقاذ البلاد من مصير مجهول كانت تدفعها إليه جماعة الإخوان عبر سياسات عشوائية، واستحواذ ممنهج على مفاصل الدولة، وغياب لأي مشروع وطني جامع.
وأضاف "الهضيبي"، أن ما جاء في الخطاب كان بمثابة خطة استراتيجية واعية لاحتواء الفراغ الدستوري والمؤسسي الذي تسبب فيه الإخوان بسياساتهم الإقصائية، مؤكدا أن إعلان تعطيل الدستور مؤقتا، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، كانت قرارات مدروسة تعكس تقديرا عميقا لطبيعة اللحظة وخطورتها.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن خارطة الطريق التي أعلنها الخطاب لم تكتفِ بتهدئة الأوضاع وقتها، بل فتحت الباب أمام عملية سياسية جديدة شملت تعديل الدستور، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة، وبناء مؤسسات الدولة من جديد على أسس دستورية وقانونية تحترم مبدأ المواطنة وفصل السلطات.
ولفت "الهضيبي"، إلى أن الخطاب حمل أيضًا رسالة واضحة للعالم بأن الشعب المصري هو صاحب القرار، وأن القوات المسلحة لا تسعى إلى الحكم بل إلى حماية إرادة الشعب، وقد تجسد ذلك في المشهد الرمزي الكبير الذي ضم ممثلي الأزهر والكنيسة والقوى السياسية والمدنية، ما عكس وحدة وطنية حقيقية كان الوطن في أمسّ الحاجة إليها.
وأكد "الهضيبي"، أن ما تحقق بعد الخطاب يؤكد نجاح خارطة الطريق، فمصر انتقلت من حالة اضطراب سياسي واقتصادي إلى مرحلة من الاستقرار والتنمية الشاملة، وأصبحت الدولة قادرة على تنفيذ مشروعات قومية كبرى، وتحقيق إنجازات في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم، بالتوازي مع مكافحة الإرهاب وبناء مؤسسات قوية.
وشدد النائب ياسر الهضيبي، على أن ذكرى خطاب 3 يوليو لا يجب أن تكون فقط مناسبة لاستدعاء الماضي، بل فرصة للتأمل في حجم التحول الذي شهدته الدولة المصرية خلال العقد الأخير، وكمّ التحديات التي تم تجاوزها بفضل وضوح الرؤية والإرادة الشعبية، مؤكدا على أن خارطة الطريق التي وُضعت آنذاك لا تزال تُشكل قاعدة صلبة للمضي قدمًا نحو تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة، التي تقوم على التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وتعزيز الاستقرار السياسي، داعيًا إلى مواصلة الاصطفاف الوطني والتمسك بوحدة الصف، كضمانة أكيدة لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.
أكّد هاني عبدالسميع، أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحر الأحمر، أن ذكرى بيان 3 يوليو تمثل لحظة فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث استعاد فيها الشعب المصري إرادته الحرة وعبّر عن تمسكه بدولته الوطنية ومؤسساتها، رافضًا محاولات الهيمنة والاختطاف باسم الدين أو الشعارات الزائفة.
وأوضح ”عبدالسميع“، في بيان اليوم الأربعاء، أن هذه الذكرى العزيزة على قلوب المصريين ستظل شاهدًا على وعي شعب لم يرضخ للمؤامرات، وعلى دور القوات المسلحة الباسلة التي استجابت لنداء الملايين في الشوارع والميادين، بقيادة الزعيم الوطني الفريق أول عبد الفتاح السيسي (آنذاك)، الذي تولّى حينها مسؤولية وطنية جسيمة بحكمة وشجاعة، ليضع مصر على طريق الاستقرار والبناء.
وأشار أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحر الأحمر إلى أن بيان 3 يوليو لم يكن فقط إعلانًا سياسيًا، بل كان تعبيرًا عن لحظة إنقاذ حقيقية للدولة المصرية من الفوضى والانقسام، مؤكدًا أن ما تلا البيان من خطوات مدروسة – بدءًا من خارطة الطريق، ومرورًا بإقرار الدستور، وإجراء الانتخابات، ثم انطلاق مشروعات الجمهورية الجديدة – يعكس رؤية وطنية لبناء دولة حديثة تقوم على المواطنة والمؤسسات والكفاءة.
وشدد على أن حزب «مستقبل وطن» يثمّن كل التضحيات التي قُدّمت من أجل الحفاظ على هوية الدولة، ويدرك حجم المسؤولية الوطنية في حماية المكتسبات التي تحققت منذ تلك اللحظة المفصلية، مطالبًا الشباب باستلهام روح 3 يوليو في العمل والبناء والمشاركة الفاعلة في مسيرة النهوض.
كما أكد القيادي بحزب «مستقبل وطن» أن مصر استطاعت خلال السنوات الماضية أن تواجه التحديات الصعبة، داخليًا وخارجيًا، بقوة مؤسساتها وتكاتف شعبها، بفضل القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي استطاع أن يُحوّل التحديات إلى فرص، وأن يرسّخ دعائم الدولة الحديثة على كافة المستويات.
ووجّه هاني عبدالسميع تحية تقدير إلى أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين حموا الوطن في لحظات عصيبة، مؤكدًا أن بيان 3 يوليو سيظل رمزًا لاسترداد الوعي الوطني، ومنطلقًا نحو مستقبل أكثر استقرارًا وعدالةً وتنميةً، في ظل جمهورية جديدة تبنى بسواعد المصريين جميعًا.
وقال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن بيان 3 يوليو سيظل واحدا من أهم المحطات التاريخية في مسيرة الدولة المصرية الحديثة، لما مثله من لحظة استرداد واع للإرادة الشعبية، واستنهاض للهوية الوطنية التي حاولت جماعة إرهابية طمسها واختطاف مؤسساتها.
وأضاف فرحات أن ما جرى في 3 يوليو 2013 لم يكن مجرد بيان سياسي، بل كان استجابة مباشرة لنداء شعب خرج بالملايين دفاعا عن الدولة، ورفضا لممارسات حكم جماعة الإخوان التي لم تملك أي مشروع حقيقي لإدارة الوطن، سوى مشروع التمكين والسيطرة باسم الدين، ما أدى إلى انقسام مجتمعي واسع وتهديد مباشر لمؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الجيش والقضاء والشرطة.
وشدد فرحات على أن بيان 3 يوليو كان لحظة وعي وطني، كشفت مدى ارتباط المصريين بدولتهم ومؤسساتهم، ورفضهم القاطع لأي محاولة لاختزال الوطن في جماعة أو تيار كما ثمن الدور البطولي الذي قامت به القوات المسلحة والشرطة في حماية البلاد من الانزلاق إلى مصير مجهول.



