
قيادات حزبية: الرئيس السيسي يعيد «وضع إفريقيا» على خريطة التأثير الدولي من بوابة القمة الإفريقية

محمود محرم
أكدت قيادات حزبية أن كلمة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الأفريقي أكدت التزام مصر بالسلم القاري واستعدادها الدائم للدفاع عن استقرار أفريقيا.
أعاد وضع أفريقيا على خريطة التأثير الدولي
أكد الدكتور محمد مجدي أمين حزب الحركة الوطنية بمحافظة الجيزة، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال قمة الاتحاد الأفريقي التنسيقية السابعة، التي استضافتها غينيا الاستوائية، تعكس انتماء مصر لعمقها الأفريقي، ورغبتها نحو زيادة توطيد سبل التعاون والعمل على حلحلة قضايا القارة في ظل التحديات العالمية، لافتًا إلى الأهمية الكبيرة لهذه القمة في تعزيز آليات التنسيق والتعاون بين الدول الأفريقية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة، خاصة أن مثل هذه القمم تساهم في بلورة مواقف أفريقية موحدة تجاه القضايا الدولية والإقليمية، مما يعزز من ثقل القارة على الساحة العالمية.
وشدد "مجدي"، على أهمية تركيز مصر على القارة السمراء على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فسياسيًا، تعتبر أفريقيا عمقًا استراتيجيًا لمصر، ومجالًا حيويًا لتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الأمنية والإقليمية مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية، كما أن تعزيز العلاقات السياسية مع دول القارة يدعم المواقف المصرية في المحافل الدولية ويخدم المصالح الوطنية، أما على الصعيد الاقتصادي، فأوضح أن القارة الأفريقية تمثل سوقًا واعدًا وفرصًا استثمارية هائلة للشركات المصرية، مما يساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي لمصر.
وأشار أمين حزب الحركة الوطنية بمحافظة الجيزة، إلى أن تصريحات الرئيس السيسي بشأن نتائج أعمال اللجنة التوجيهية للنيباد التي يتولى رئاستها، حملت العديد من الخطوات الفارقة، حيث نجحت العديد من الدول الأفريقية في تحقيق معدلات نمو فاقت المعدلات العالمية، بدءًا بتطوير النظم الصحية والتعليمية، وتوطين الصناعات الحيوية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز التجارة البينية، وكذا إحراز تقدم في تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية، بخلاف ذلك حرصت اللجنة على السير وفق أولويات محددة لتسهم في تسريع وتيرة تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، باتباع نهج شامل يستهدف معالجة الأسباب الجذرية للأزمات والتحديات.
وأوضح الدكتور محمد مجدي، أن مشاركة الرئيس السيسي في أعمال القمة قد ساهمت في فتح العديد من الملفات الشائكة ومنها أزمة الفجوة التمويلية، نظراً لأهمية تطوير أطر وأدوات حشد التمويل التنموي في القارة، مشددًا على أن معالجة الفجوة التمويلية في أفريقيا تتطلب نهجًا شاملاً ومتعدد الأوجه يجمع بين تعبئة الموارد المحلية، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتطوير أدوات تمويل مبتكرة، وتعزيز الشراكات الفعالة مع المؤسسات الإقليمية والدولية، مع التركيز على تحسين بيئة الأعمال والحوكمة، في ضوء التراجع الخطير في مساعدات التنمية مع تغير الأولويات العالمية، حيث تحولت أولويات الدول المانحة، خاصة بعد أزمات عالمية مثل الأزمة المالية العالمية، وجائحة كوفيد-19، والصراعات الجيوسياسية، مما أدى إلى تقليص المساعدات الموجهة للتنمية.
تؤكد التزام مصر بدعم الأمن والسلم في القارة الأفريقية
واعتبر ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة التنسيقية السابعة للاتحاد الأفريقي كانت كلمة محورية، بعثت بعدد من الرسائل القوية التي تؤكد التزام مصر الثابت بدعم الأمن والسلم في القارة الأفريقية.
وأشار الشهابي إلى أن أولى الرسائل تمثلت في تأكيد الرئيس على ضرورة تفعيل الآليات الإقليمية لحفظ السلم والأمن، باعتبارها السبيل لمواجهة التهديدات المعقدة التي تشهدها القارة، من نزاعات مسلحة، وإرهاب، وجريمة منظمة، وتغير مناخي.
وأضاف أن الرسالة الثانية ركزت على الدور المصري الرائد في قيادة قدرة إقليم شمال أفريقيا، وما تم إنجازه من خطط تدريب وتمويل وتمرينات ميدانية، أبرزها التمرين المشترك في الجزائر، مما يعكس الجدية في تحقيق الجاهزية والاستعداد الفعلي.
أما الرسالة الثالثة، بحسب الشهابي، فتمثلت في الدعوة الواضحة لتوفير تمويل مستدام لقدرات السلم والأمن، بما يضمن فاعلية هذه الآليات واستمرارها وقت الأزمات.
ولفت رئيس حزب الجيل إلى أن الرسالة الرابعة الرئيس السيسي : جسدت دعم مصر الكامل للمفوضية الجديدة للاتحاد الأفريقي، ما يعكس رغبتها الصادقة في إصلاح العمل المشترك وتطوير كفاءة مؤسساته.
قدم رؤية متكاملة للسلم والتنمية
أشاد خالد السيد علي، رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي للاتحاد الأفريقي، مؤكدًا أنها تعكس التزام مصر الراسخ بتعزيز العمل الأفريقي المشترك، وترسيخ دورها المحوري كركيزة أساسية للاستقرار والتنمية في القارة.
وأكد أن الرئيس السيسي طرح رؤية شاملة تنطلق من إدراك حقيقي لطبيعة التحديات التي تواجه أفريقيا، سواء المرتبطة بالنزاعات المسلحة أو الإرهاب أو الجريمة المنظمة أو تداعيات تغير المناخ، مشيرًا إلى أن مصر دائمًا ما تتحرك في هذا الملف برؤية مؤسسية واضحة تستند إلى العمل المشترك والتكامل الإقليمي.
وأشار خالد السيد علي، رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، إلى أن حديث الرئيس عن "القوة الأفريقية الجاهزة"، خاصة قدرة إقليم شمال أفريقيا التي تتولى مصر رئاستها هذا العام، يعكس جدية الدولة المصرية في المساهمة الفعلية بتعزيز منظومة السلم والأمن بالقارة، من خلال بناء قدرات متكاملة قادرة على الاستجابة السريعة للأزمات ودعم جهود الوقاية من النزاعات.
ونوّه رئيس حزب العربي للعدل والمساواة إلى أن كلمة الرئيس لم تقتصر على استعراض التحديات، بل تضمنت حلولًا عملية ومسارات إصلاحية واضحة، تضمنت تعزيز الجاهزية، وتوفير التمويل المستدام، وتطوير آليات العمل، بما يضمن فاعلية القوة الأفريقية الجاهزة واستدامة دورها.
وثمّن خالد السيد علي، رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، الإشادة التي وجهها الرئيس للجهود المشتركة داخل إقليم شمال أفريقيا، لا سيما التمرين الميداني في الجزائر، الذي أكد التنسيق الكامل بين المكونات العسكرية والمدنية والشرطية، كنموذج فعّال للتكامل في إدارة الأزمات ودعم عمليات حفظ السلام.
وأوضح أن الرؤية المصرية التي طرحها الرئيس السيسي تعكس إيمانًا عميقًا بأن السلم هو الأساس الحقيقي للتنمية، وأن أفريقيا تمتلك من الإمكانيات البشرية والموارد ما يؤهلها لأن تصبح شريكًا فاعلًا في النظام الدولي، لا مجرد متلقٍّ للدعم أو الإملاءات الخارجية.