سياسيون : البيان «العربي الإسلامي» صفعة سياسية قوية لإسرائيل وتأكيد على وحدة الموقف في الدفاع عن فلسطين
أكدت قيادات سياسية وحزبية في تصريحات خاصة لـ« بوابة روز اليوسف »، أن البيان العربي المشترك، الصادر عن اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، الرافض بشكل قاطع لخطة إسرائيل للسيطرة على قطاع غزة، يمثل محطة فارقة في الموقف الإقليمي، ويعكس إجماعا سياسيا وإنسانيا غير مسبوق في مواجهة مخطط الاحتلال الرامي إلى اقتلاع الهوية الفلسطينية وفرض الأمر الواقع بالقوة.
وشددت القيادات على أن هذا الموقف الموحد يرسل رسالة حاسمة للعالم، بعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام محاولات تهويد الأرض وطمس الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وأن أي مساع لتكريس الاحتلال بالقوة ستواجه على المستويين السياسي والقانوني.
قالت النائبة أمل سلامة، عضو مجلس النواب، إن البيان يمثل موقفا تاريخيا يعكس وحدة الصف العربي في مواجهة أخطر التصعيدات التي تشهدها القضية الفلسطينية منذ عقود، ويؤكد أن فلسطين ستظل قضية العرب الأولى، وأن أمنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
وأوضحت سلامة أن أهمية البيان لا تكمن فقط في مضمونه السياسي، وإنما في توقيته ورسائله الواضحة، التي جاءت في لحظة فارقة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، ومحاولات فرض واقع جديد بالقوة، في تحد صارخ للقانون الدولي والقرارات الأممية.
وأكدت أن البيان حمل رسائل قوية للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، وحماية المدنيين، ورفض أي خطط لتفريغ القطاع من سكانه أو المساس بهويته الفلسطينية، مشيرة إلى أن وحدة الموقف العربي بهذا الشكل تمثل رادعا سياسيا ومعنويا أمام محاولات تصفية القضية.
وشددت على أن مصر لعبت دورا محوريا في صياغة هذا الموقف الموحد، انطلاقا من ثوابتها التاريخية في دعم الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدة أن هذا التحرك العربي يعزز المساندة الدولية للحقوق الفلسطينية، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والإنسانية.
اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، اعتبر أن البيان العربي الإسلامي المشترك يمثل محطة استثنائية في مسار التضامن الإقليمي، حيث استطاعت الدول العربية والإسلامية توحيد خطابها في لحظة فارقة من تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، موضحا أن هذا التوافق جاء استجابة لخطورة ما تشهده غزة من تصعيد غير مسبوق منذ عقود.
وأشار فرحات إلى أن ما يدور في القطاع لا يقتصر على كونه عدوانا عسكريا، بل يعكس مخططا متكامل الأركان يستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وتغيير الطابع الجغرافي والسكاني للمنطقة، عبر التهجير القسري وتدمير البنية التحتية، وهي جرائم ترتقي إلى مستوى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب واضحة.
ولفت إلى أن مصر، التي جاء موقفها في قلب البيان، تتحرك انطلاقا من مبادئها الثابتة في دعم الحقوق الفلسطينية ورفض أي إجراءات أحادية تسعى لتصفية القضية، مشيدا بجهود القاهرة التي لم تتوقف عن العمل سياسيا وإنسانيا، من خلال استمرار فتح معبر رفح في أصعب الظروف وإدخال المساعدات، فضلا عن قيادتها للتحركات الرامية لوقف إطلاق النار.
وأكد فرحات أن الاصطفاف العربي والإسلامي في هذا التوقيت يعزز القدرة على ممارسة ضغط دولي فاعل، سواء عبر مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإجبار إسرائيل على إنهاء عدوانها ورفع الحصار، إلى جانب الدفع بخطوات عملية تشمل تفعيل أدوات المقاطعة الاقتصادية، والتحرك القانوني أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لضمان محاسبة الاحتلال على جرائمه.
من جانبه، أكد الدكتور عيد عبد الهادي، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المركزية بحزب الحرية المصري، أن البيان يعكس إرادة جماعية قوية في التصدي لمخطط الاحتلال لفرض سيطرته الكاملة على القطاع و هذا الموقف الموحد يعبر عن اصطفاف عربي وإسلامي غير مسبوق في مواجهة تصعيد خطير يهدد الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ويخالف جميع الأعراف والقوانين الدولية.
وأوضح عبد الهادي أن هذا التحرك السياسي الجماعي يوجه رسالة حاسمة للمجتمع الدولي بأن الهوية الفلسطينية خط أحمر، وأن محاولات محوها أو تهجير أصحاب الأرض ستقابل برفض ومواجهة دبلوماسية واسعة النطاق، مشيرا إلى أن البيان يمثل تعبيرا صادقا عن وعي شعوب المنطقة بما يحاك ضد فلسطين من مخططات.
وبيّن أن ما ورد في البيان من شجب واضح لجرائم الاحتلال بحق المدنيين، بما في ذلك القتل الممنهج، والحصار الخانق، وعمليات التهجير القسري، يعكس إصراراً على ملاحقة هذه الانتهاكات أمام المحافل الدولية، واعتبارها جرائم قد ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية.
كما أشار عبد الهادي إلى أن الدعوة الواضحة لوقف إطلاق النار الفوري وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية دون تأخير، تؤكد التزام الدول العربية والإسلامية بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، وحرصها على حماية المدنيين وإنهاء معاناتهم الممتدة منذ سنوات طويلة تحت وطأة الاحتلال والحصار.
وأكد المستشار وليد عرب، القيادي بحزب مستقبل وطن أن البيان يعكس لحظة تاريخية من الاصطفاف العربي والإسلامي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الذي يسعى لفرض السيطرة الكاملة على القطاع بالقوة.
وأشار عرب إلى أن توقيت صدور البيان يحمل دلالات قوية، إذ يبعث برسالة واضحة بأن محاولات الاحتلال لفرض الأمر الواقع لن تنجح، وأن الإرادة الجماعية للشعوب والدول المتمسكة بالقانون الدولي أقوى من أي مشروع عدواني.
وأوضح أن السياسات الإسرائيلية القائمة على القتل الممنهج والتجويع والتهجير القسري وضم الأراضي هي ممارسات تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، وترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية، لافتا إلى أن وحدة الموقف العربي والإسلامي في هذا الظرف الدقيق تمثل قوة ضغط حقيقية لمواجهة المخططات العدوانية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن البنود التي شدد عليها البيان، وفي مقدمتها الدعوة إلى وقف شامل وفوري للعدوان وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، تجسد البعد الإنساني العميق للموقف العربي والإسلامي، وتبرهن على أن حماية المدنيين ورفع الحصار عن غزة جزء لا يتجزأ من أي رؤية لتحقيق السلام العادل.



