المسرح المتنقل يضيء قرى المنيا.. عروض وورش فنية تُجدد روح الإبداع في أتليدم
في مشهدٍ يفيض بالحياة، ووسط أجواء تفاعلية مبهجة، تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، فعاليات المسرح المتنقل بمحافظة المنيا، الذي جاب قرية أتليدم التابعة لمركز أبو قرقاص، ليمنح الأهالي جرعة جديدة من الفنون والإبداع في إطار استراتيجية وزارة الثقافة الهادفة إلى نشر الوعي الثقافي والمجتمعي في القرى الأكثر احتياجًا للخدمة الثقافية.
أقيمت الفعاليات بمدرسة عبد الرحمن إسماعيل الابتدائية بحضور حماده عبد السلام رئيس الوحدة المحلية للقرية، وسهام قاعود مديرة المدرسة، وعدد من القيادات الثقافية والتنفيذية، حيث تحوّل اليوم إلى تظاهرة ثقافية شاملة احتفت بالمواهب والإبداع الشعبي.
جاءت البداية مع فقرة اكتشاف المواهب الأدبية والفنية التي كشفت عن طاقات إبداعية واعدة بين أبناء القرية، تلتها أمسية شعرية بعنوان "في حب مصر" أدارها الشاعر الدكتور جابر الزهيري، شارك فيها شعراء الفصحى والعامية بقصائد تمجد الوطن وتستحضر روح الانتماء، تخللتها فقرة غنائية قدمها الفنان أسامة طه أضفت على الأجواء دفئًا وبهجة.
كما شهد اليوم ورشة لتعليم الطباعة على القماش قدمها محمد هشام، وورشة رسم على الوجه للأطفال نفذها الفنان إبراهيم عثمان، أبهجت الصغار وأطلقت العنان لخيالهم. وفي إطار تمكين المرأة، قدمت منال عبد الله ورشة أشغال يدوية أظهرت مهارة السيدات في صناعة الجمال من أبسط الخامات.
وتوافد الجمهور على معرض ومنفذ بيع إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة الذي وفر مجموعة من الكتب المتنوعة بأسعار رمزية، في خطوة تعزز ثقافة القراءة وتُقرب المعرفة من كل بيت.
نُفذت الفعاليات بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة جمال عبد الناصر، وفرع ثقافة المنيا برئاسة رحاب توفيق، واختتمت الأمسية بعرض فني لفرقة المنيا للموسيقى العربية بقيادة المايسترو بليغ حمدي، قدّمت خلاله باقة من الأغنيات الطربية منها «أما براوه»، «عنابي»، «على رمش عيونها»، و«بتسأل ليه»، بالإضافة إلى ميدلي لأغنيات عبد الحليم حافظ، وسط تفاعل جماهيري كبير رسم لوحة ختامية نابضة بالحس الوطني والفني.
هكذا يواصل المسرح المتنقل رحلته في القرى المصرية، حاملاً رسالته التنويرية التي تجمع بين الفن والمعرفة والبهجة، ليظل منارة للوعي وجسرًا يربط الثقافة بالناس في قلب الريف المصري.



