عاجل
الأحد 23 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
الفن الذى يريده الرئيس والشعب

الفن الذى يريده الرئيس والشعب

قبل مرور عام وتحديدًا فى الإفطار السنوى الذي تقيمه القوات المسلحة فى شهر رمضان الماضى حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من خطورة الأعمال الفنية الهابطة التي لا تمثل قيم وعادات المصريين، وعلى نفس العقيدة انتقد الثلاثاء الماضى فى حواره التفاعلى مع المتقدمين الجدد للالتحاق بأكاديمية الشرطة الأعمال التي تنقل صورًا بعيدة عن أصول مؤسسة الأسرة المصرية وأن الدراما أهملت إبراز قيمة التضحية والكفاح المشترك بين الزوجين.



الرئيس قال بوضوح العام الماضى وبالحرف الواحد: «اوعوا ترعوا الغث والهزل وترعوا الكلام الذي لا يبنى أمة» وهذه الإشارات والتنبيهات انسجمت مع نبض الشعب الذي عارض وجود هذه الأعمال لمستواها الهابط والمتدنى ولا تمثل قيم وعادات المصريين وتمعن فى تصدير العنف وتقديم دراما تعبر عن الواقع المصري.

 

بينما قال فخامة الرئيس - الثلاثاء الماضى - أن النماذج الاجتماعية التي تقدمها الأعمال الدرامية فى الفترة الأخيرة لم تعكس واقع الأسرة المصرية، بل ترتكز على أنماط «مرفهة ومبالغ فيها»، وهو ما ساهم فى إحداث فجوة كبيرة بين الواقع والخيال، والنتيجة ارتفاع معدلات التفكك الأسرى وارتفاع نسب الطلاق، وتساءل الرئيس: «هى نسب الطلاق زادت ليه؟ الدراما ما جابتش إن الست بتكافح مع جوزها، ما جابتش إن الست ممكن يكون بيتها مش غالى قوى.. جايبة لك قاعدين فى فيللا وشقق غالية جدًا، يمكن غالبية المصريين ميقدروش يعملوه. فحضرتك بتتفرّج على التليفزيون، وعايزة لما تيجى تشوفى كده، يبقى بيتك زيهم.. طب بيتك مش زيهم، فأنت مش راضية لا عن باباكى ولا عن جوزك». 

 

الرئيس هنا يفسر أن تزييف الواقع المعيشى فى المسلسلات يخلق حالة من السخط الاجتماعى وإن فكرة إظهار المصريين فى المسلسلات وهم يسكنون فى «فلل وشقق غالية جدًا»، هذا النمط المعيشى لا يعكس الواقع الاقتصادى للغالبية العظمى من السكان، بل يخلق حالة من السخط الاجتماعى، وأضاف: «يمكن تلتين المصريين مايقدروش يعملوه واللى بتتفرج عايزه لما تتفرج يبقى بيتها زيهم فلا تبقى راضية عن أبوها ولا جوزها»، واعتبر السيسي أن هذه الصورة المضللة تؤدى إلى حالة من عدم الرضا، مما يهدد الاستقرار الأسرى، وقال الرئيس إن «الإصلاح الحقيقى لأى مشكلة يبدأ من تشخيص دقيق وصحيح، ولا يمكن فى الوقت نفسه الوصول لحلول ناجحة دون معرفة أسباب الخلل»، واعتبر الرئيس أن التحول فى المحتوى الدرامى نحو تمثيل واقعى يعكس جهود الأسرة المصرية وقيمتها فى التحدى والعمل، ويمثل جزءًا أساسيًا من الإصلاح المجتمعى، ويجب أن ترافقه توعية وطنية شاملة تعيد تعريف مفاهيم النجاح والسعادة بعيدًا عن المظاهر المادية المفرطة.

 

الواقع أن فخامة الرئيس يرسخ ما دعا إليه قبل ترشحه فى الانتخابات الرئاسية وبعد توليه حكم مصر عندما اجتمع مع عدد غير مسبوق من نجوم الفن تقدمهم فى هذا الوقت سيدة الشاشة فاتن حمامة ونجم النجوم عادل إمام وطالبهم بالمشاركة الفعالة فى معركة الوعى لاستعادة الهوية والشخصية المصرية وجذورها الأصيلة من واقع تأثر الشعب بهم ووقتها استشهد بالسينما الأمريكية وكيف أنها تعمل على تصدير الشخصية الأمريكية وتحفظ الأمن القومى وثوابت المجتمع، ولمح لوجود أزمة فى السينما المصرية وطالب بتجاوزها والآن بعد أن وفرت دولة 30 يونيو المناخ الملائم للإبداع على مستوى إقامة صروح فنية فى العاصمة الجديدة المتمثلة فى مدينة الفنون والثقافة كأحد أبرز المنجزات الثقافية فى الجمهورية الجديدة، لتكون أكبر دار أوبرا فى الشرق الأوسط، وواجهة حضارية تُجسد تطور المشهد الفنى والثقافى فى مصر الحديثة، وتهدف إلى تعزيز مكانة مصر الثقافية عالميًا، عبر استضافة عروض الباليه والأوبرا والموسيقى الكلاسيكية والمسرح، فضلًا عن تقديم الدعم للمواهب الشابة وتوفير منصة لظهورهم على الساحة الدولية، كما ستسهم فى تنشيط السياحة الثقافية بالعاصمة الجديدة من خلال جذب الزوار من مختلف دول العالم لحضور الفعاليات الكبرى والعروض الفنية الراقية، إلى جانب إطلاق المتحف المصري الكبير كنقلة حضارية فارقة، ومن هنا يجب على الجميع التكاتف لتقديم أعمال تليق بحضارة أثرت فى البشرية وعلمت الجميع أصول الإبداع وسجلت الواقع المصري على جدران المعابد.

 

إن تجديد الخطاب الدرامى الذي ينادى به الرئيس الذي ينتقد ما هو قائم وينشد ماينبغى أن يكون يرتكز على أهمية تناول الواقع المصري

 

احترافى يعزز الهوية الوطنية والانتماء مع الالتزام بالثوابت الأخلاقية والحضارية.

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز