د. نجوى كامل: "روزاليوسف" لم تكن يومًا صحيفة قصر ولا صحيفة حزب

سلطت د. نجوى كامل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، الضوء على دور مجلة روزاليوسف في قراءة صورة حزب الوفد بين التأييد والنقد خلال الفترة من 1925 إلى 1936، خلال الاحتفالية التي نظمتها الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، اليوم الخميس، بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس مجلة "روز اليوسف"، بحضور الكاتب وذلك في إطار رسالة الدكتوراه التي تناولت تأثير المجلة في المشهد السياسي المصري.

وأوضحت د. عزة كامل أن روزاليوسف واجهت توترات مستمرة مع الوفد، الذي أعلن أن المجلة لا تمثله، ما أدى إلى انشقاقات ومراسلات سرية بين قيادات الحزب مثل سعد زغلول وعبد الرحمن فهمي، وفي المقابل، لجأ الوفد إلى تأسيس صحف أخرى مثل لتكون لسان حاله السياسي، بينما ظلت روزاليوسف مستقلة ومواجهة لكل أشكال الضغط السياسي.

وتطرقت د. عزة كامل إلى أن المجلة استخدمت الكاريكاتير كأداة هجومية ضد المعارضين، مؤكدة أن استقلالية روزاليوسف جعلتها غير قابلة للاستقطاب من قبل القصر أو الأحزاب، حتى في أوقات التضييق والحرمان من الإعلانات والتمويل، مثلما حدث بعد إلغاء ترخيصها وزيادة ديونها في ثلاثينيات القرن الماضي.

وأضافت أن المجلة لم تكن يومًا صحيفة حزب أو قصر، بل حافظت على استقلالها وصوت الحق والحقيقة، معتمدة على كبار الكتاب في كل فترة زمنية، مثل محمود عزمي وعباس العقاد، رافضة أن تتحول إلى مجرد بوق سياسي.

وأكدت د. كامل أن تجربة روزاليوسف تمثل نموذجًا فذًا لصحافة مستقلة، تجمع بين النقد السياسي والمصداقية، وتقدم مادة غنية للباحثين والدارسين لفهم التاريخ السياسي والاجتماعي لمصر المعاصرة.