خبراء ومسؤولون في "فوود أفريكا" يؤكدون فرصًا واعدة للنهوض بصادرات مصر الزراعية والغذائية
انطلقت جلسة نقاشية حول تعزيز القدرة التنافسية وفرص الاستثمار في صادرات مصر الزراعية والغذائية ضمن فعاليات اليوم الثاني لمعرض "فوود أفريكا"، اليوم الأربعاء، بمشاركة عدد من المحافظين والخبراء وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجالس التصديرية والبنوك.
خلال الجلسة، استعرض خالد عبدالحليم، محافظ قنا، رؤيته التنموية بعد أكثر من عام ونصف من توليه المسؤولية، موضحًا أن قنا تُعد محافظة زراعية في الأساس، إذ تضم أكثر من 300 ألف فدان مزروع، مع توسعات كبيرة في استصلاح الأراضي مقارنة بمحافظات الصعيد. وأشار إلى التحديات التي تواجه القطاع الزراعي مثل تفتت الملكية وضعف الإرشاد ومشكلات المياه، في مقابل امتلاك المحافظة ميزات قوية أبرزها زراعة قصب السكر على مساحة تتجاوز 116 ألف فدان تضم 3 مصانع تنتج نحو ثلث إنتاج مصر من السكر، إضافة إلى الصناعات المرتبطة بمخلفات القصب.
وأوضح المحافظ أن قنا وضعت رؤية شاملة للتحول إلى "محافظة خضراء" من خلال التوسع في الزراعات العضوية ودعم تصنيع الأسمدة، إلى جانب العمل على مشروعات للطاقة الشمسية من بينها أكبر محطة شمسية بنجع حمادي بقدرة 1 جيجاوات المقرر تشغيلها عام 2026.
وأكد العمل على تطوير الخدمات وجذب الاستثمارات، وإعداد خريطة استثمارية واضحة خالية من المعوقات، مع تعزيز التنمية المتوازنة عبر مشروعات جديدة مثل مدينة قنا الجديدة وغرب قنا، وتطوير السياحة الريفية في دندرة.
وأشار إلى تعاون المحافظة مع منظمات دولية مثل الفاو واليونيدو وشركات عالمية، وإلى جهود استقطاب استثمارات في المعدات الزراعية بعد زيارة لمقاطعة خنان الصينية.
كما استعرض محفزات الاستثمار التي تتمتع بها المحافظة، ومنها توافر الأراضي، والمياه السطحية والجوفية، ووجود 6 مناطق صناعية بالإضافة إلى المنطقة الحرة بقفط، فضلًا عن قرب المحافظة من ميناء سفاجا، وامتلاكها بيئة مثالية لزراعة النباتات الطبية والعطرية.
من جانبه، أكد محمد يعقوب، مساعد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للبرامج في مصر، أهمية دعم تنافسية الصادرات الزراعية المصرية، مشيرًا إلى الفجوات القائمة في مراحل الزراعة والحصاد وتأثيرها على صغار المزارعين.
واستعرض دور الفاو في تقديم الدعم الفني للحكومة وتنفيذ مشروعات في 17 محافظة عبر أكثر من 1500 مدرسة حقلية للمزارعين، تسهم في سد فجوة الإرشاد الزراعي ورفع الإنتاجية واستدامة الموارد باستخدام تقنيات حديثة مثل الري بالطاقة الشمسية.
ولفت يعقوب إلى ضرورة إعادة تفعيل التعاونيات الزراعية لمعالجة تفتت الحيازات وتحسين الخدمات المقدمة للمزارعين، مشيرًا إلى نجاح نموذج الطماطم المجففة في قنا كقيمة مضافة. كما أكد أهمية تعزيز المهارات التسويقية للمزارعين والجمعيات، ونشر مفهوم "قصة المنتج" لتعزيز تنافسية المنتجات المصرية، مستعرضًا جهود رفع قيمة المنتج في القرى الأكثر فقرًا عبر برامج حياة كريمة.
وفي تعليقه حول قطاع النباتات الطبية والعطرية، قال طارق أبوبكر، رئيس شعبة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن الوعي هو العامل الأهم في تطوير القطاع، مؤكدًا أن رضا العميل الدولي يقوم على الجودة والسعر والخدمة. وشدد على ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية خاصة للمنتجات المستخدمة مباشرة في الطعام مثل الزعتر والأوريجانو، معلنًا إطلاق مشروع قومي للنباتات الطبية والعطرية يشمل تدريب الشباب وإنشاء مدرسة فنية ووحدة تعقيم ومعمل متبقيات مبيدات، بما يسهم في رفع جودة المنتج المصري عالميًا.
كما استعرض يحيى العناني، الرئيس التنفيذي للائتمان بالبنك الزراعي المصري، دور البنك في دعم الشركات الزراعية والمزارعين، مشيرًا إلى أن البنك — الذي يملك 1100 فرع ويخدم أكثر من 1.5 مليون عميل — يركز على تمويل الزراعة التعاقدية وتطوير جودة المنتج وتقليل مخاطر التمويل. وأوضح أن البنك توسع في تمويل مزارعي قصب السكر وفي تقديم التسهيلات الداعمة للصادرات خصوصًا إلى الأسواق الأفريقية.
وتحدث هشام النجار، نائب رئيس مجلس إدارة شركة دالتكس، عن تحديات التوسع في الأسواق الجديدة، مؤكدًا أن فهم احتياجات العميل عنصر حاسم في التصدير، وأن القيمة— وليس السعر— هي الأساس في المنافسة العالمية. وأشاد بدور الدولة في فتح أسواق جديدة في دول غير تقليدية، مؤكدًا أن الامتثال للمعايير الدولية ضرورة لحماية الأسواق وتحقيق الاستدامة. وشدد على أهمية الاستثمار في تدريب الشباب وإعادة ترسيخ الثقافة المهنية.
كما أكد أشرف السيد، نائب رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية، أهمية تبني استراتيجية شاملة لتنمية الصادرات الغذائية، تتكامل فيها جهود الزراعة والصناعة والموانئ والرقابة وسلامة الغذاء. وأشار إلى أن صادرات الصناعات الغذائية بلغت 6.2 مليار دولار العام الماضي مع استهداف 7 مليارات دولار العام الجاري، مشيدًا بدور البعثات التجارية في فتح أسواق جديدة، ولا سيما في أفريقيا.
واختتم الخبير الدولي جان دولدرسوم، مدير سلسلة التوريد العالمية بشركة "رجيك زوان" الهولندية، الجلسة بالتأكيد على أن السوق المصرية واعدة للغاية، مع وجود فرص كبيرة لمحاصيل طازجة مثل الخس والفلفل الحلو، ولمنتجات مجمدة مثل الفراولة والتوت الأزرق. وشدد على ضرورة الالتزام بمعايير سلامة الغذاء وجودة المنتج لتعزيز القدرة التنافسية وزيادة فرص النفاذ للأسواق الأوروبية.



