الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

جامعة الدول العربية تعقد جلسة موسعة حول مستقبل حوار الحضارات والتعايش السلمي

جانب من صالون جامعة
جانب من صالون جامعة الدول العربية الثقافي

استضاف صالون جامعة الدول العربية الثقافي جلسة حوارية موسعة حاضر فيها عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، تحت عنوان «حوار الحضارات بعد عقدين: مستقبل حوار الحضارات والثقافات من أجل التعايش السلمي»، والتي أدارها الوزير المفوض يوسف بدر المشاري مدير إدارة الثقافة والحضارات بجامعة الدول العربية  وشارك في المناقشة كل من الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إضافة إلى ممثلي الأزهر والكنيسة وعدد كبير من السفراء منهم السفير علي صالح موسي القائم بأعمال مندوبية اليمن  ومندوبي الجامعة العربية والبعثات الدبلوماسية.
وخلال كلمته، استعرض عمرو موسى أهمية الدور العالمي لـ تحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNAOC)، الذى تأسس عام 2005 بمبادرة من الأمين العام الأسبق كوفي عنان بهدف تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ومواجهة التطرف، وبناء جسور التفاهم بين الشعوب، مع تخصيص يوم دولي للحوار بين الحضارات في 10 يونيو من كل عام.
ودعا موسى جامعة الدول العربية إلى إنشاء إدارة متخصصة لحوار الحضارات تعمل على ترسيخ التفاهم بين أتباع الديانات السماوية «الإبراهيمية» — اليهودية والمسيحية والإسلام — إلى جانب المعتقدات الأخرى كالبوذية والهندوسية والكونفوشية، مؤكداً ضرورة تحويل «صراع الحضارات» الذي تفرضه القوى الدولية إلى حوار حضاري حقيقي يقوم على السلام والتعاون وبناء مصالح مشتركة.
وشدد الأمين العام الأسبق على أهمية تعزيز الدور السياسي والثقافي للجامعة العربية في مواجهة التحديات الدولية، مشيراً إلى اتساع دائرة صراع الحضارات بين الغرب والشرق، وضرورة إطلاق آلية لحوار الجنوب العالمي وإيجاد قنوات اتصال فعالة مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وبقية الفاعلين الدوليين لإنهاء حالة الاحتقان العالمي.
وتحدث موسى عن الطفرة العلمية والتكنولوجية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وعلوم الأرض والفضاء والبحار، متسائلاً عن موقع العالم العربي من هذا التقدم رغم امتلاكه العقول القادرة على الإبداع، داعياً إلى ترسيخ مكانة العرب العلمية والتكنولوجية والتحول إلى منتجين للمعرفة.

وأشار إلى أن المشهد العالمي يتجه نحو قيادة محتملة من خمس قوى كبرى: الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان، لافتاً إلى أن بعض القوى تمارس الهيمنة على حساب القانون الدولي، وهو ما يعزز صراع الحضارات على حساب الحوار القائم على العدالة.
من جانبه، أكد الدكتور عصام شرف أن حوار الحضارات الذي أرسته الأمم المتحدة قبل ثلاثة عقود كان موجهاً وفق مصالح القوى المنتصرة، مشدداً على ضرورة تكتل الجنوب العالمي بقيادة الصين لمواجهة نمط الصراع المفروض على الدول النامية.
أما السفير محمد العرابي فرأى أن الواقع الدولي يشهد «صراع أديان» أكثر منه «حوار حضارات»، مؤكدًا ضرورة إعادة إحياء الحوار الحضاري لضمان السلام العالمي وحماية الأمن والسلم الدوليين.
وأكد ممثل الكنيسة أن الحوار «ضرورة إنسانية» وأن الإنسان خُلق بطبيعته كائنًا اجتماعيًا يقوم وجوده على التواصل والتعايش لا على الصراع.

 

بيت العائلة المصرية 

وأشار ممثل الأزهر إلى أن الإسلام يؤمن بجميع الأديان السماوية ويحترم العقائد المختلفة، ويدعو إلى السلام وترسيخ التعايش بين الأمم والحضارات. كما استعرض مبادرة «بيت العائلة المصرية» التي أنشأها الأزهر الشريف بالتعاون مع الكنيسة المصرية، وتعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ التطرف وترسيخ القيم المشتركة عبر برامج وأنشطة تشمل مختلف محافظات مصر، تأكيدًا على أهمية حوار الحضارات ونبذ الصراعات.

تم نسخ الرابط