الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

إحياء عبقرية المصري القديم.. بدء إعادة تركيب مركب خوفو الثانية بالمتحف المصري

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

شهد المتحف المصري الكبير حدثًا أثريًا فريدًا مع قيام شريف فتحي وزير السياحة والآثار بتثبيت أول قطعة خشبية على الهيكل المُعد لإعادة تركيب مركب الملك خوفو الثانية، إيذانًا ببدء المرحلة الأهم من واحد من أضخم مشروعات ترميم الآثار في القرن الحادي والعشرين، وسط اهتمام إعلامي محلي ودولي واسع.

جرت الفعالية بحضور الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، وممثلة وكالة التعاون الدولي اليابانية جايكا، إلى جانب عدد من قيادات المتحف وخبراء الترميم المصريين واليابانيين، في تجسيد واضح للتعاون الوثيق والممتد بين مصر واليابان في مجال العمل الأثري.

وأكد وزير السياحة والآثار أن ما يجري داخل متحف مراكب خوفو لا يقتصر على إعادة تركيب أثر فريد، بل يمثل إحياءً حقيقيًا لفصل بالغ الأهمية من عبقرية المصري القديم، ويعكس قيمة تاريخية وإنسانية استثنائية، فضلًا عما يحمله من تقدم علمي وتقني في صون التراث. ووجّه الوزير الشكر لفريق العمل تقديرًا لما بذله من جهد كبير في ترميم عناصر المركب الثانية.

 

وأشار الوزير إلى أن المشروع يقدم تجربة عرض متحفي غير مسبوقة، تتيح للزائرين مشاهدة مراحل إعادة التركيب والترميم بشكل حي، في تجربة تفاعلية تمزج بين المعرفة والمتعة البصرية، مؤكدًا أن هذه التجربة ستضيف بعدًا نوعيًا للسياحة الثقافية في مصر، وتسهم في جذب شرائح جديدة من المهتمين بالعلم والتراث، وأوضح أن أعمال التركيب من المقرر أن تستغرق نحو أربع سنوات حتى الانتهاء من تجميع المركب بالكامل.

 

ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد غنيم أن المتحف يشهد تجربة عرض فريدة على المستوى العالمي، تقوم على تقديم الأثر للجمهور عبر رحلته الكاملة منذ اكتشافه وحتى إعادة إحيائه، وليس فقط في صورته النهائية، بما يمثل نقلة نوعية في مفاهيم العرض المتحفي الحديث.

 

بدوره، أكد الدكتور عيسى زيدان مدير عام ترميم الآثار ونقل القطع بالمتحف المصري الكبير أن أعمال الترميم النهائي لجميع أجزاء المركب قد انتهت، بعد مسيرة علمية دقيقة بدأت باستخراج القطع الخشبية من الحفرة الجنوبية المجاورة لهرم الملك خوفو، وترميمها داخل معامل متخصصة، على أن تتم جميع مراحل التجميع داخل مبنى مراكب خوفو الجديد.

ويُعد مشروع مركب خوفو الثانية أحد أهم مشروعات الترميم الأثري في العصر الحديث، إذ يضم نحو 1650 قطعة خشبية يبلغ طول المركب بعد إعادة تركيبه نحو 42 مترًا، ويتميز بخصائص إنشائية تعكس دقة التخطيط والتقدم الهندسي لدى المصريين القدماء خلال عصر الأسرة الرابعة، في تأكيد جديد على ريادة الحضارة المصرية وقدرتها على إبهار العالم عبر العصور.
 

تم نسخ الرابط