الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

القضايا الاجتماعية في الصدارة

وحدة حوار بدار الإفتاء: عقدنا أكثر من 2433 جلسة نقاشية خلال عام

حصاد وحدة حوار لعام
حصاد وحدة حوار لعام 2025

في إطار رسالتها المتواصلة لدعم الاستقرار الفكري والديني، واصلت دار الإفتاء المصرية عبر وحدة «حوار» أداء دورها الحيوي خلال عام 2025، باعتبارها إحدى أهم الأذرع الفكرية المتخصصة في التعامل مع القضايا المعاصرة التي تمس وعي الأفراد وتوازنهم النفسي والديني. 

 

واعتمدت الوحدة في عملها على منهج علمي رصين، يقوم على الحوار الهادئ، والتحليل المتعمق، وتقديم حلول عملية قابلة للتطبيق.

 


تُعد وحدة «حوار» مرجعًا مهمًا لتلقي الاستفسارات ومعالجة الإشكالات الفكرية والدينية، حيث تعمل على رصد الظواهر السلبية والمفاهيم الخاطئة، وتحليل أسبابها وسياقاتها، ثم تقديم معالجات معرفية ونفسية تسهم في تصحيح الوعي وتعزيز الفهم الديني السليم، خاصة فيما يتعلق بالشبهات العقدية والأسئلة الوجودية المتكررة.


جلسات يومية ودعم مستمر

قدمت وحدة «حوار» خدماتها طوال عام 2025 من خلال جلسات نقاش وحوار مباشرة داخل مقر دار الإفتاء المصرية، عُقدت بشكل يومي من السبت إلى الخميس، بما أتاح تواصلًا مستمرًا مع مختلف فئات المجتمع، وعزز من قدرة الوحدة على الاستجابة السريعة للتحديات الفكرية والنفسية التي يواجهها الأفراد.

خلال الفترة الممتدة من الأول من يناير وحتى نهاية ديسمبر 2025، تعاملت الوحدة مع 2433 حالة، تنوعت بين قضايا اجتماعية وفكرية ودينية ونفسية، في مؤشر واضح على اتساع نطاق القضايا المطروحة وتشابك أبعادها.


القضايا الاجتماعية في الصدارة


أظهرت الإحصاءات أن المشكلات الاجتماعية تصدرت قائمة القضايا المطروحة، بعدد 1088 حالة، بنسبة بلغت 44.7% من إجمالي الحالات، وهو ما يعكس حجم الضغوط الاجتماعية والأسرية التي تواجه قطاعات واسعة من المجتمع. كما تعاملت الوحدة مع حالات عنف منزلي بلغت 27 حالة، بنسبة 1.1%، إضافة إلى 12 حالة تحرش بنسبة 0.5%، و35 حالة مرتبطة بقضايا المخدرات بنسبة 1.4%.


تحديات عقدية وأسئلة وجودية


فيما يتعلق بالقضايا العقدية والفكرية، كشفت البيانات عن تعامل وحدة «حوار» مع 315 حالة مرتبطة بالإلحاد والعقيدة، بنسبة 12.9%، تلتها شبهات متعلقة بالشريعة الإسلامية بعدد 275 حالة، بنسبة 11.3%. كما سجلت الوحدة 15 حالة مراجعات فكرية بنسبة 0.6%، وهو ما يعكس دورها في احتواء التحولات الفكرية قبل تفاقمها.


الملف النفسي.. حضور لافت


وأوضحت الإحصاءات أن القضايا النفسية استحوذت على مساحة مؤثرة من عمل الوحدة، حيث تم التعامل مع 331 حالة مشكلات نفسية بنسبة 13.6%، إلى جانب 183 حالة وسواس قهري بنسبة 7.5%. كما رصدت الوحدة 20 حالة تميل إلى الانتحار بنسبة 0.8%، ما يؤكد أهمية الدمج بين الدعم النفسي والرعاية الدينية في معالجة هذه الحالات الحساسة.


شبهات معرفية وحوارات دينية


شملت أعمال الوحدة استقبال حالات تتعلق بشبهات حول القرآن الكريم بلغت 11 حالة بنسبة 0.5%، وثلاث حالات فقط حول السنة النبوية بنسبة 0.1%، إضافة إلى 45 حالة في مجال حوار الأديان بنسبة 1.8%، و18 حالة شبهات متنوعة بنسبة 0.7%، وهو ما يعكس تنوع الخلفيات الثقافية والفكرية للمترددين على الوحدة.


قضايا المرأة والهوية

كما تعاملت وحدة «حوار» مع 30 حالة مرتبطة بتساؤلات حول الحجاب بنسبة 1.2%، وحالتين في قضايا المرأة بنسبة 0.1%، إضافة إلى 12 حالة اضطراب جنسي بنسبة 0.5%، و11 حالة لمسلمين جدد في الغرب بنسبة 0.5%، بما يؤكد اهتمام الوحدة بقضايا الهوية الدينية في سياقاتها المختلفة.
 

حوار مباشر مع الشباب

امتد دور وحدة «حوار» إلى خارج مقر دار الإفتاء، حيث عقد أعضاؤها جلسات حوارية مفتوحة مع شباب الجامعات ضمن مبادرة «الهوية الدينية وقضايا الشباب». وشملت هذه اللقاءات جامعة الإسكندرية بعنوان «الإلحاد العاطفي»، وجامعة طنطا بعنوان «الأسئلة الوجودية الكبرى»، إلى جانب مكتبة مطروح العامة بمحافظة مرسى مطروح بعنوان «رحلة إلى اليقين».
 

رسالة مستمرة لبناء الوعي
 

يعكس هذا الحصاد السنوي استمرار وحدة «حوار» في أداء رسالتها الفكرية والمجتمعية، من خلال منهج متوازن يقوم على الحوار الرشيد والعلم الرصين، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الفكري، وترسيخ قيم التسامح والتفاهم، ودعم التماسك الأسري والمجتمعي في مواجهة التحديات المعاصرة.

 

تم نسخ الرابط