الأوقاف: منظومة قرآنية متكاملة لترسيخ الوعي وبناء الإنسان خلال 2025

واصلت وزارة الأوقاف خلال عام 2025 أداء دورها الريادي في خدمة كتاب الله تعالى، عبر منظومة قرآنية متكاملة جمعت بين التلاوة والحفظ والفهم والتأهيل العلمي، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن القرآن الكريم هو الميثاق الإلهي الأعظم، وحبل الله المتين، وأساس بناء الإنسان وترسيخ الوعي الديني الرشيد.

أكثر من 300 ألف مقرأة و321 ألف حلقة تحفيظ ومسابقات محلية ودولية لخدمة القرآن الكريم

وشهد العام انعقاد (302,552) مقرأة قرآنية بمختلف محافظات الجمهورية، شملت مقارئ الأئمة، والأعضاء، والجمهور، والمقارئ النموذجية، ومقارئ السيدات والواعظات، ومقارئ الفجر، إلى جانب مقرأة كبار القراء، بما يعكس اتساع رقعة الاهتمام بالقرآن الكريم، وإتاحة تلاوته وضبط أدائه لكافة فئات المجتمع.

وفي خطوة نوعية غير مسبوقة، وافق الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف على إنشاء مقرأة القراءات القرآنية بمشاركة نخبة من الأئمة المتميزين، في إطار إحياء فن القراءات القرآنية، وصون التراث التلاوي الأصيل، وتعزيز التخصص العلمي الدقيق في علوم القرآن.

كما أولت الوزارة عناية خاصة بتحفيظ القرآن الكريم، حيث بلغ عدد حلقات التحفيظ (321,107) حلقة خلال عام 2025، نُفذت من خلال مكاتب التحفيظ المنتشرة على مستوى الجمهورية، وبرامج التحفيظ بالمكافأة، إلى جانب برامج التحفيظ عن بُعد باستخدام التقنيات الحديثة، بما يسهم في توسيع دائرة المستفيدين وربط النشء بالقرآن الكريم حفظًا وفهمًا.

وامتدت جهود الوزارة إلى إعداد وتأهيل محفظي القرآن الكريم، عبر 33 مركزًا متخصصًا على مستوى الجمهورية، تضم نحو 4000 دارس ودارسة، حيث تم لأول مرة استحداث منهج علمي متكامل يجمع بين علوم القرآن، واللغة العربية، والفقه، والعقيدة، والتصوف، وأصول الفكر المتطرف، والقضايا المعاصرة، بما يضمن تخريج كوادر قرآنية واعية تجمع بين سلامة الأداء ووسطية المنهج.

وفي مجال التلاوة وتصحيح الأداء، شهد العام انعقاد (203,531) مجلسًا للإقراء والتلاوة، شملت مجالس الإقراء، وبرنامج «صحح قراءتك» المنتشر في أكثر من ألف مسجد، إلى جانب مراكز التلاوة وتعليم أحكام القرآن الكريم، بما أسهم في الارتقاء بمستوى التلاوة وضبط مخارج الحروف والأحكام لدى القراء.

وعلى صعيد المسابقات القرآنية، نظمت وزارة الأوقاف خلال عام 2025 عددًا كبيرًا من المسابقات المحلية والدولية، في مقدمتها مسابقة دولة التلاوة الكبرى التي أُطلقت لأول مرة، والمسـابقة العالمية الثانية والثلاثون للقرآن الكريم، إلى جانب مسابقات متخصصة لمراكز التلاوة، وبرامج التحفيظ عن بُعد، ومراكز إعداد المحفظين، فضلًا عن مسابقات للأطفال والشباب، ومسابقات التلاوة والابتهال والإنشاد، بما يعزز روح التنافس الشريف ويكتشف المواهب القرآنية الواعدة.

وتؤكد هذه الجهود المتكاملة أن وزارة الأوقاف تمضي بثبات في ترسيخ مكانة القرآن الكريم في حياة المجتمع، باعتباره مصدر الهداية، وأداة بناء الوعي، وسندًا رئيسًا في مواجهة الفكر المتطرف، وصناعة الإنسان القادر على الإسهام في بناء الوطن على أسس دينية ووطنية راسخة.