عبد الله السعدني .. باحث مصري ضحية فساد "الثقافة"
كتبت - أمل وافى
في ظل حالة الفساد والضعف الذي تحياه وزارة الثقافة ، كل يوم نجد ملف او مشكلة من مشاكل الوزارة تطرح نفسها من اهمال وضياع حقوق وظلم يتعرض له ابناء هذه الوزارة دون تحرك من المسئولين عن هذا ، وكعادتها بوابة روزاليوسف تفتح ملف جديد من ملفات الفساد والإهمال داخل الوزارة هذه المرة لباحث مصري بروسيا تتعرض دراسته للخطر ومستقبله للضياع بسبب الروتين والإهمال
الباحث الشاب عبد الله السعدني الحاصل على منحة دراسية من جامعة سانت بطرسبورج الحكومية بدولة روسيا الاتحادية ، والذي تتلخص أزمته فى تعنت دار الكتب والوثائق التى يعمل بها الباحث فى ارسال قيمة المنحة المادية كاملة له وهو ما يعرض حياته ودراسته للخطر فى بلاد غريبة
تعود وقائع الأزمة عندما اعلن قطاع العلاقات الثقافية الخارجية (إدارة المنح والبعثات) أنه يمكن للعاملين بوزارة الثقافة الحصول على إجازة دراسية بمرتب للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه بحد أقصى ثلاث سنوات للماجستير وخمس سنوات للدكتوراه، على أن تمنح سنة بسنة.
وفى حالة عدم حصول الدارس على الدرجة الممنوحة له يتم استرداد ما حصل عليه من مرتب وفقا للمادة الرابعة من القانون رقم (1198) لسنة 1977.
وفى هذا الإطار ومن خلال سعى الإدارة المركزية للمراكز العلمية بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية والحرص على رفع قدرات باحثيها، وفى محاولة لفتح قنوات اتصال بين مراكزها العلمية وجهات خارجية. وسعياً للحصول على تراث بعض رموزنا الثقافية وإحضاره إلى مصر لدراسته.
تقدمت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ممثلة فى رئيس مجلس الإدارة، لإدارة المنح والبعثات بوزارة الثقافة بالخطاب رقم 2246 بتاريخ 10 يونيو 2013 بشأن المنحة المقدمة من جامعة سانت بطرسبورج الحكومية بمدينة سانت بطرسبورج بدولة روسيا الاتحادية للباحث/ عبدالله فهيم عبدالله السعدنى الباحث بمركز تاريخ مصر المعاصر بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية للحصول على درجة الدكتوراه من ذات الجامعة المشار إليها.
وبالفعل صدر قرار لجنة المنح والإجازات الدراسية فى 17 يوليو 2013 والمعتمدة قراراتها من السيد الأستاذ الدكتور أمين عام المجلس الأعلى للثقافة فى 12 أغسطس 2013 بالموافقة على المنحة التعليمية المجانية المقدمة من جامعة سانت بطرسبورج الحكومية للباحث للحصول على درجة الدكتوراه، ومنحه أجازة دراسية خارجية بمرتب لمدة عام أعتباراً من تاريخ السفر.
وبما أن المنحة المقدمة من وزارة التعليم العالى الروسية نصت على تخصيص مقعد دراسى مجانى للباحث بالإضافة إلى تخصيص مكان للإعاشة بإجر رمزى، لذا التزمت دار الكتب والوثائق القومية بتحمل تذاكر الطيران السنوية للباحث ذهاباً وعودة، وكذلك مبلغ 500 دولار (خمسمائة دولار فقط) شهرياً كمصاريف إعاشة للباحث.
فيما عرض الموضوع على السيد الأستاذ الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، لاستصدار قرار وزارى بذلك. ولكن صدر القرار بالموافقة على تذاكر الطيران ذهاباً وعودة، وجاءت مذكرة أخرى ملحقة برأى المستشار القانونى للوزارة تفيد بإمكانية منح الباحث إعانة مالية كل عام تصرف مرة واحدة بالعملة المصرية كحافز لتعينه على الإعاشة، وذلك بعد أخذ موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب.
وبناءً على ذلك، تم عرض الموضوع على مجلس الإدارة بجلسة 8/9/ 2013، وتمت موافقة المجلس على قيام رئيس مجلس الإدارة بصرف مكافأة مالية للباحث كل عام لتعينه على الإعاشة.
إلا أنه ولظروف ما لم يتم تنفيذ موافقة مجلس الإدارة وأعيد عرض الموضوع مرة أخرى على مجلس الإدارة بجلسة 18/ 3/ 2014م، وأيضا وافق المجلس على منح الباحث مكافأة سنوية تعينه على استكمال دراسته العلمية فى روسيا. وبناء على ذلك تمت المناقشات بين رئيس مجلس الإدارة الأسبق الدكتور عبدالناصر حسن، والأستاذ الدكتور محمد صبرى الدالى رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية الأسبق ورئيس الإدارة المركزية لدار الكتب حاليا، وتم الأتفاق على صرف مصروفات إعاشة للباحث بواقع ثلاثة الآف جنيه كل ثلاثة أشهر لتعينه على الإعاشة.
ولكن بعد سفر السعدني وانخراطه فى الدراسة، ومعاناة طوال السنة الماضية، فؤجئ بمذكرة صرف عرضت على رئيس مجلس الإدارة ووقع عليها بالموافقة، تشير إلى صرف الباحث لمبلغ ثلاثة الآف وستمائة جنيه (قبل الخصم) كل عام وليس كل ثلاثة أشهر كما تم الاتفاق عليه. فقام السيد الأستاذ الدكتور محمد صبرى الدالى رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية آنذاك بإرسال مذكرة لرئيس مجلس الإدارة لتدارك الخطأ الذى وقع فى جعل المكافأة ربع سنوية وليس سنوية كما كان متفق عليه.
ولكن لظروف أيضا لا أعلمها لم يتخذ جديد فى الموضوع. وعرض الأمر على الدكتورمحمد صابر عرب وزير الثقافة آنذاك مرة أخرى، فأقترح زيادة مصروفات الاعاشة من 3600 جنيه فى العام إلى صرف 10000 جنيه سنوية حتى يستطيع الباحث تكملة مشواره العلمى.
ورغم ضئالة المبلغ الذى لا يستطيع انسان العيش به فى مصر طوال عدة اشهر وليس عام كامل. الا أنه أيضا لم يتم اتخاذ اى خطوات ايجابية فى هذا الشأن. كما تفاجئ الباحث الشاب بكتابة مذكرة أخرى لعرضها على الدكتورجابر عصفور وزير الثقافة السابق للبت فى الموضوع. ابلغوه وقتها انه اشر على المذكرة لعرضها على مجلس إدارة صندوق التنمية الثقافية للبت فيها.
وفي محاولة منه للاستغاثه باولى الأمر قام السعدني بالاتصال تليفونيا بالدكتور جابر عصفور ، والذى أكد خلال الاتصال بحل المشكلة مع الأستاذ حلمى النمنم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية هذا على حد تعبير السعدني والذي انتظر الى الآن على أن يقوم رئيس مجلس الإدارة بتنفيذ توجيهات السيد الوزير وإيجاد حل للمشكلة لكن لم يحدث
وفي اتصال اخر برئيس مجلس الإدارة تليفونيا للوصول لحل المشكلة أكد على عدم وجود حل للمشكلة ما لم تأتى له مخاطبة رسمية من رئيس مجلس الوزراء أو السيد الوزير بهذا الأمر وليس الحديث شفهياً فقط. ومع ذلك أيضا ذكر خلال حديثه أنه فى حالة وجود ما يفيد الموافقة الكتابية من السيد الوزير على هذا الموضوع أنه لن يقوم بصرف أى مبالغ من دار الكتب ما لم يقوم الباحث بكتابة إقرار وتوثيقه فى السفارة المصرية بموسكو، مفاده أنه لن يترك العمل فى دار الكتب لمدة خمس سنوات بعد الحصول على الدرجة العلمية وبالرغم من أن الباحث موقع على هذا الاقرار مرتين قبل السفر، مرة من دار الكتب ومرة أخرى فى إدارة البعثات إلا أنه طلب كتابة إقرار أخر وتوثيقه فى السفارة المصرية بموسكو.
وردا على هذا قال السعدني " نظرا لوجود السفارة فى مدينة موسكو وأنا أدرس فى مدينة سانت بطرسبورج التى تبعد مسافة حوالى 10 ساعات بالقطار وتتكلف الرحلة من موسكو لبطرسبورج لمدة يومين لعمل الاقرار حوالى 200 دولار. ونظرا للظروف القاهرة التى أمر بها حاولت أن استسمح سيادته بتأجيل توثيق هذا الاقرار حتى نهاية العام والرجوع لمصر وتجديد الاجازة الدراسية وكتابة وتوثيق إقرار جديد وتسليمه قبل الحصول على التجديد السنوى. حيث أننى فى ظروفى هذا لا استطيع تحمل هذا المبلغ. كما حاولت أن أوضح له أن هذا الاقرار هو نفس الاقرار الذى قمت بكتابته من قبل لدى مدير مكتبه. وحاولت مناشدته كثيرا لمحاولة مساعدتى للظروف السيئة التى أمر بها وتهدد استكمال دراستى العلمية، وأننى لا أريد مساواتى بزملائى المصريين المبعوثين من جهات أخرى ويحصلون على 1200 دولار شهريا بينما أنا احصل على 700 جنيه مصرى لاغير. ومع ذلك تم رفض كل الحلول بشكل لا استطيع توصيفه كباحث بعمل بدار الكتب منذ 12 عام وكمواطن مصرى يعيش فى ظروف سيئة خارج البلاد"
ومع تولى الدكتور عبدالواحد النبوى وزارة الثقافة وهو الذى يعلم كل صغيرة وكبيرة عن موضوع المنحة على حد قوله ، لم يجد منه اى خطوة ايجابية تجاه حل المشكلة، على الرغم من ارسال الباحث له اكثر من 3 خطابات استغاثة.
ونظرا لهذه الظروف التي يمر بها عبد الله السعدني في بلد اخر بتعنت من الوزارة ارسل استغاثه لرئيس الوزراء
عله يجد الحل لديه فهو يعيش في ظروف معيشية صعبة ، وعدم قدرة على تحمل مصاريف الإعاشة لاستكمال الدراسة العلمية



