
رضا محمد عبد الرحيم يكتب : اليوم العالمى للأرصاد الجوية

يوافق يوم 23 مارس من كل عام الإحتفال باليوم العالمى للأرصاد الجوية، وذلك تخليدا لذكرى دخول إتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO حيز التنفيذ إعتباراً من 23 مارس1950م،والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وهي الهيئة المرجعية في منظومة الأمم المتحدة فيما يتعلق بحالة وسلوك الغلاف الجوي للأرض، وتفاعله مع المحيطات، والمناخ الذي ينتج عنه، وتوزيع موارد المياه الذي ينجم عن ذلك. وتضم عضوية المنظمة 191 دولة وإقليماً (منذ 1 كانون الثاني/ يناير 2013م ). وقد انبثقت المنظمة (WMO) عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية (IMO) التي تأسست في عام 1873م . وفي عام 1951م أصبحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) - التي أنشئت في عام 1950م- وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة ومعنية بالأرصاد الجوية (الطقس والمناخ)، والهيدرولوجيا التطبيقية، والعلوم الجيوفيزيائية ذات الصلة.
وبالنظر إلى أن الطقس والمناخ ودورة الماء لا تعرف الحدود بين البلدان، فلا غنى عن التعاون الدولي على الصعيد العالمي لتطوير الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا التطبيقية، وكذلك لجني ثمار تطبيقاتهما. وتوفر المنظمة الإطار اللازم لهذا التعاون الدولى.
وتأخد المنظمة من مدينة جنيف بسويسرا مقرا لها ويرأسها أمين عام ينتخب من قبل برلمان المنظمة كل أربع سنوات ، وفي يونيو 1976م، وبناء على تقارير صحفية توقعت حدثا مماثلا للعصر الجليدي الصغير، أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيرا هاما للغاية من ظاهرة احترار المناخ العالمي (الاحتباس الحراري -الصوبة-) المحتملة.
وقد كانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO تعمل سابقاً مع المنظمة الدولية للأرصاد الجوية IMO ثم حلت محلها تماماً للقيام بكافة أنشطة الأرصاد الجوية إعتباراً من 23 مارس 1950م،وجديربالذكر أن مصر ترأست المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لمدة 8 سنوات بقيادة المرحوم فتحى طه 1971-1979 م.
والـ ميتيورولوجيا(أي علم الأرصاد الجوية)،و المعنى اللفظي لها هو علم الأشياء العليا أو دراستها، أي دراسة الجو التى ترتكز على أحوال الغلاف الجوى،ويعرف حاليا بمجموعة من التخصصات العلمية التى تعنى بدراسة المناخ والتنبؤات الجوية ،وقد شهد القرن التاسع عشر تقدما سريعا فى علم الأرصاد الجوية بعد تطور شبكة مراقبة حالة الطقس (محطات الأرصاد الجوية)عبر العديد من البلدان،وفى النصف الأخير من القرن العشرين تحقق التقدم الكبير فى التنبؤ بأحوال الطقس ،وذلك بعد تطور جهاز الحاسب الإلكترونى. وينقسم علم الأرصاد الجوية إلى علم المناخ،وفيزياء الغلاف الجوى،كيمياء الغلاف الجوى،ترموديناميكا الغلاف الجوى،مجالات ثانوية من العلوم البحرية.
اما عن تاريخ الأرصاد الجوية فى مصرفكان أول قياس لدرجة الحرارة فى العصر الحديث بإستخدام الترمومتر على يد تاجر من مرسيليا يدعى بوير خلال عامى 1759م،1760م،وفى عام 1761م قام الرياضى والمستكشف ورسام الخرائط الألمانى كارستين نيبور برحلة استكشافية إلى المنطقة العربية،لصالح حكومة الدنمارك،وخلال عام قضاه فى مصر أخذ قياسات شبه منتظمة فى الفترة من 18 نوفمبر 1761م إلى 30 نوفمبر 1762م لدرجة الحرارة وإتجاى الرياح وبعض الظواهر الجوية فى القاهرة نشر هذه الدراسات فى كتابه رحله إلى بلاد العرب،المنشور عام 1776م.
وخلال الاحتلال الفرنسى لمصر 1798-1801م.قام 160 عالم فرنسى بدراسة مصر من نواحى مختلفة ،حصيلة هذه الدراسة نشرت فى كتاب وصف مصر .الجزء الثانى من المجلد الخاص بالتاريخ الطبيعى لمصر يحتوى على سجل شله كامل لقياسات درجات الحرارة والضغط الجوى وبعض الظواهر المناخية لمدينة القاهرة فى الفترة من يناير 1799م إلى ديسمبر 1799م.
بدأت الدولة المصرية فى عهد محمد على تقوم بقياس درجة الحرارة بشكل منتظم منذ 29 مايو 1829م.خمس مرات يوميا فى أوقات الصلاة،وكانت الرصدات تأخذ فى حجرة بحرية فى مدرسة المهندس خانه ببولاق،وكانت تلك الأرصاد نتشر فى جريدة الوقائع المصرية ،التى أسسها رفاعة الطهطاوى ،مما ممكن أحد العاملين فى مصلحة الأرصاد المصرية عام 1952م من إعادة كتابة قياسات درجة الحرارة لعامى 1829-1830م إستنادا على ما نشر بجريدة الوقائع.وللأسف لم يحاول احد الباحثين مواصلة هذا العمل،على الرغم أننى إطلعت على هذا السجل بمكتبة الهيئة العامة للأرصاد الجوية .وهو كنز لو تعلمون عظيم.!!
وفى عام 1850م قام عباس الأول بإرسال ثلاث مصريين إلى فرنسا لدراسة الفلك والأرصاد الجوية-كانت هذه البعثة الوحيدة فى هذا المجال طوال خمسين عام- كان هؤلاء الثلاثة هم:محمود أحمد حمدى الفلكى،واسماعيل مصطفى الفلكى،وحسين ابراهيم ،درس هؤلاء فى مدرسة المهندس خانة ثم عملوا فى مرصد بولاق 1845-1850م قبل سفرهم إلى فرنسا.
وفى عام 1859م طلب الخديوى اسماعيل باشا من اسماعيل الفلكى إعادة بناء المرصد(الراصد خانة).قام الفلكى بإختيار موقع الرصد فى مواجهة مدخل قصر عباس باشا بالعباسية فى موقع فريب من ثكنات الجيش،حيث كان الموقع وفتئذ يطل على الصحراء من ناحية الشرق والجنوب ،بينما فى الشمال والغرب توجد الدلتا.
قام هذا المرصد بأخذ أرصاد جوية متصلة طوال الفترة من 1868 إلى 1903م،وفى عام 1904م.تم نقلالمرصد إلى حلوان،وحل محله محطة أرصاد فى العباسية والتى ظلت تعمل حتى عام 1922م.
وكان مرصد العباسية يتبع وزارة الحربية ثم أصبح تابع لوزارة التعليم العام حتى فبراير 1899،بعدها نقل إل مصلحة المساحة التابعة لوزارة الأشغال العامة،وفى عام 1915م أصبحت مصلحة الطبيعيات المسئولة عن خدمة الأرصاد الجوية،وفى عام 1947م تم إنشاء مصلحة الأرصاد الجوية،التى تحولت إلى الهيئة العامة للأرصاد الجوية بصدر الـ قرار رقم 2934 لسنة 1971م - بإنشاء الهيئة العامة للأرصاد الجوية .وهى هيئة تابعة بدورها لوزارة الطيران المدنى. عام 1971م.
وبدأ مرصد حلوان فى تسجيل الأرصاد الجوية فى الأول من يناير عام 1904م.والمرصد موجود فوق منطقة صخرية من الحجر الجيرى ،ومحاط بالصحراء من الشمال والشرق والجنوب،والوادى من الغرب،وكانت أقرب منطقة مأهولة تبعد 3 كم فى ذلك الوقت.
بدأ الرصد الجوى فى مدينة الأسكندرية عام 1869م بفضل القنصل الألمانى إلكسندر بيرونا ،والذى قام خلال 16 عاما،من 1870م إلى 1896م بأخذ رصدات منتظمة للضغط الجوى ودرجة الحرارة والرطوبة وكمية الأمطاربإستثناء الفترة من يوليو 1882م إلى ديسمبر من نفس العام نتيجة ضرب الأسطول البريطانى لمدينة الأسكندرية فى 11 يوليو بالقنابل مما ادى الى تدمير اجزاء كبيرة من المدينة،وقد استمر الرصد فى المحطة التى انشاءها بيرونا حتى وفاته 1896م.
وبالقرب من ميناء كوم النادور على تله صغيره (32م فوق سطح البحر)انشئت إدارة المونى والفنارات محطة أرصاد جوية وتم افتتاحها فى سبتمبر عام 1884م.
وبمنطقة قناة السويس أخذت الشركة الفرنسية للقناة أرصاد جوية من محطتين:الأولى فى مدينة الإسماعيلية فى الفترة من (1883-1914م)،والثانية فى مدينة بورسعيد فى الفترة من (1883-1886م).
وفى إطار الإحتفال باليوم العالمى بالأرصاد الجوية تنظم الھیئة العامة للأرصاد الجویة المصرية ورشة العمل الحادي والعشرون لرابطة الأخصائیین الجویین والتي سوف تعقد خلال الفترة
- 23 24مارس 2016م.تحت عنوان " مخاطرالطقس والمناخ على التنمیة المستدامة " وذلك بقاعة المؤتمرات الرئیسیة بالھیئة العامة للأرصاد الجویة – كوبري القبة – شارع الخلیفة المأمون.