جمال حماد: صوت العرب هي الوعاء الثقافي الوحيد في الإعلام العربي
حوار - رقية قنديل
جمال حماد إذاعي "بشبكة صوت العرب" ومدير لإدارة البرامج الثقافية، بدأ عمله في الإذاعة بمنتصف الثمانينات، فقدم وأخرج وكتب وشارك في أكثر من ٢٠٠ برنامج، وهو كاتب ومؤلف أيضا، يكتب القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا والرواية وله بعض الشطحات الشعرية، وله أكثر من ١٤ إصدار في النحو واللغة والنقد والقصة والرواية، وشارك في إعداد حوالي أربعة معاجم عربية، وأكثر من موسوعة إسلامية ولغوية، وشارك في مؤتمرات علمية في مصر والكويت والسعودية والجزائر والأردن، وله بحوث علمية محكمة منشورة في جامعات متخصصة ومنهم "جامعة دوشيشان اليابانية"، وهو محاضر في "كلية الإعلام" جامعة القاهرة و"كلية الألسن" جامعة عين شمس، تخرج في "كلية دار العلوم"، وحصل على دبلومة في "كلية الإعلام" جامعة القاهرة، وناقش فيها عده رسائل ماجستير، وناقش رسائل ماجستير في الأدب والنقد أيضا، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب والنقد.
فحياته موزعة بين الكتاب والميكروفون بشكل متوازي، إلتقته "بوابة روزاليوسف" وكان الحوار التالي:
ما هي قصتك مع الإعلام؟
منذ أن كان عمري ٤ سنوات كنت في الكويت واشترى لي والدي راديو ترانزيستور، وكان مضبوط على إذاعة "صوت العرب"، وعندما عدنا إلى القاهرة اشتريت راديو جديد وضبطه على نفس المحطة، فأنا أسمعها منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا منذ ٥٥ سنة، وحلمت طوال حياتي أن أعمل بها وراودني هذا الحلم أثناء دراستي ب"دار العلوم" وأثناء أدائي للخدمة العسكرية، وعندما كنت طالبا شاركت بأحد البرامج.
أول تعييني كان كقارئ نشرة "بشبكة البرنامج العام" ثم طلبت نقلي "لصوت العرب" لعشقي لها، وعن عملي بالبرامج الثقافية فأنا أحبها جدا ولا أعرف في حياتي سوي القراءة والكتابة.
ماذا أضاف لك العمل ب "شبكة صوت العرب"؟
منذ إلتحاقي "بشبكة صوت العرب" تعلمت كثيرا، وتتلمذت على يد كل الذين سبقوني للعمل بها، وحرصت دائما على الأستفادة فيها، فعملت كمساعد مخرج فقط من أجل أن أتعلم هذا الفن الجميل، وعندما إلتحقت "بكلية الإعلام" تطورت أكثر وعرفت كل شئ على أصولة، وأثناء إعداد رسالتي الماجستير والدكتوراه تعلمت اللغة الإنجليزية وتعلمت النقد من قراءة الكتب الأجنبية.
ما هي أبرز البرامج التي قدمتها بالإذاعة؟
أول برنامج كان "موعد مع الشعر " بالمشاركة مع حمدي الكنيسي ومديحة غنيم، وبرنامج "مجلة الثقافة العربية" مع سمية البسيوني، و"أبو الفرج دوت كوم"، وأعددت وقدمت حوالي ٦ برامج عن السيرة النبوية مثل "الشعراء في محراب النبوة" و"الصحابة في القرآن الكريم"، و"المقهى الثقافي" وهذا البرنامج صاحب فكرة رفع جوائز الدولة، فاذكر أني استضفت الأستاذ فاروق حسني وزير الثقافة، واحرجته بسبب انخفاض قيمة جوائز الدولة التشجيعية، وكبار المثقفين والكُتاب في مصر حصلو على هذه الجوائز، وأيضا كبار كتاب مصر شاركو معي في "المقهى الثقافي" وكانو ضيوفي، مثل "توفيق الحكيم، ونزار قباني، ونجيب محفوظ".
وبما أنني مؤلف وكاتب ومقدم برامج، فأنا أؤمن بأن الكتاب يمكن أن يصبح برنامج ولا يمكن العكس.
ماذا عن عملك كمدير لإدارة البرامج الثقافية بالشبكة؟
"شبكة صوت العرب" تمثل أسرة متكاملة ومتعاونة، يسعي فيها الجميع للنهوض بالشبكة، والسبب في ذلك هو اهتمام وسعي رئيس الشبكة الدكتورة لمياء محمود دائما للنجاح والتطوير، فأتاحت الحرية للجميع للتفكير بوعي وعلم، وأدخلت الكثير على البرامج الثقافية من سهرات و برامج الهواء وزادت عدد البرامج اليومية الثقافية والأهم أنها تتناول جميع المجالات من منظور عربي وليس مصري فقط، فأنا في رأي تعتبر "صوت العرب" هي الوعاء الثقافي الوحيد في الإعلام العربي، وهي إذاعة معتدلة وواضحة وشاملة وهادفة وموجهه للجميع بحق.
ما هي مؤلفاتك؟
مدخل إلى الشعر العربي الحديث عام 2004، ومدخل إلى الشعر العربي القديم عام 2005، وأشكال النثر العربي القديم عام 2006، والرواية العربية عام 2007، والقصة القصيرة عام 2006، وأشكال السرد العربي القديم عام 2010، وهو أول كتاب يهتم بالسرد العربي القديم، والشاعر الدكتور عبد العزيز خوجة سفير إلى ربوع التراث العربي عام 2009، ومعلقات الشعر العربي إصدار الكتروني، والأسماء والجملة الأسمية متكرر الطبعات منذ عام 2004 وحتى عام 2016م، والأحدوثة العربية مدخل سردي 2012 متكرر الطبعات إلى 2015 م، والمختار من أشعار الصحابة الأخيار عام 2016م، والطريق إلى المعاجم عام 2017، والنقائض اليثربية بين ابن الخطيم وابن رواحة عام 2014م، والسرد التاريخي في أيام العرب في الجاهلية، وتم طبعة في جامعة دوشيشان اليابانية، وهناك مشاريع آخرى تحت التحضير.
ما هو الفارق بين الإعلام في الثمانينات والإعلام حاليا؟
حاليا يوجد حرية كبيرة جدا، وجميع الأعمال تعتمد على عقل الإعلامي وهذه من أهم مقومات عملية الاتصال، سابقا كان الرؤساء من القادات العسكرية أو أساتذه الجامعات مما جعل العمل عبارة عن أوامر، أما الأن رئيس العمل الإعلامي أضاف كثيرا للعمل كثيرا وللعاملين.
ماذا تطلب من الهيئة الوطنية للإعلام المعنية بالإعلام الرسمي ومبنى ماسبيرو؟
أطلب من الهيئة الإهتمام بالمشاهد والمستمع وتقديم منتج جيد ومعد جيدا، وبالتالي تقديم رسالة جيدة مفيدة وهادفة ومحترمة، وتجديد وتطوير المحتوى الإعلامي والمواد الإعلامية المقدمة، وأن يكون القائمين على الأتصال من النوع المحترف المتميز، والصدق الفني والقضاء على الغش والكذب الموجود بالإعلام الخاص وليس بالإعلام الرسمي الشريف.
ماذا تطلب من مجلس تنظيم الإعلام المعني بالإعلام المصري ككل، بشقيه العام والخاص؟
أطلب منهم نظرة ثقة فى أبناء المبنى وإمكانياتهم وقدراتهم، وهم أيضا كأعضاء من أبناء ماسبيرو ويعرفون كيف يمكن له النجاح وكيف يتجاوز المحن، والأصلاح بأيدينا نحن أبناء المبنى وليس من الخارج، ولكن للأسف التلفزيون العربي لا يرغب في أن يجدد نفسه.
ما هي نصيحتك للكتاب الشباب؟
القراءة الكثيرة المتنوعة، والثقة في أنفسم، والثقة في الكتاب الآخرين، وأن يقرأو بكل اللغات ويتعلمو من كل الثقافات العربية والعالمية، ولا يعتكفو على الكتب المصرية فقط.
كيف تتوقع مستقبل الإعلام؟
أخشى في القريب العاجل اختفاء الصحافة، ثم الراديو، ثم التلفزيون، ويبقى الأنترنت.



