منال ماجد: الإعلام الخاص يفتعل معارك مع ماسبيرو خوفا من المنافسة الحقيقية
حوار - رقية قنديل
منال ماجد، إذاعية "بشبكة صوت العرب" منذ منتصف التسعينيات، أغرمت بصوتها، وراودها حلم الإذاعة طوال سنوات طفولتها، وكانت دائما تقلد الإذاعيات في الراديو، تهوى الكتابة، ولها مؤلفات، وتحب سماع الموسيقى، والسفر، والرحلات، وهي متابعة جيدة لمعارض الفن التشكيلي.
منال ماجد أحد أبناء محافظة القاهرة، لديها أسرة صغيرة مكونة من زوج وولد وبنت.
تخرجت في كلية الآداب، قسم علم الإجتماع، جامعة عين شمس، عام ١٩٩٠م، عملت كمعلمة لمادة اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الخاصة، حتى استطاعت تحقيق حلمها والتحقت بالعمل ب"اتحاد الإذاعة والتلفزيون" وحصلت فيه على عدة تكريمات.
التقتها "بوابة روزاليوسف" وكان لنا معها هذا الحوار:
في البداية.. احكي لنا قصتك مع الإعلام؟
ليس كما يشاع أن "ماسبيرو" مكان للواسطة والتذكيات، فأنا عملت هنا عن طريق إعلان للإذاعة في جريدة الأهرام عام ١٩٩٤م، بعد انقطاع الإعلانات الرسمية لمدة ١٢ سنة تقريبا. كنت أعمل وقتها مدرسة للغة الأنجليزية بإحدى المدارس الخاصة، واجتهدت كثيرا بهذا العمل حتى رشحت لمركز نائب رئيس المدرسة، مما دفع والدتي للإعتراض على التقديم في إعلان ماسبيرو خوفا من خسارة وظيفتي ولايمانها بأنه مكان للواسطة ولن يفيد السعي من أجله.
مع ذلك تقدمت، وتقدمت أعداد كبيرة جدا لنفس المسابقة، وبدأت الدخول في الإختبارات، فخضت اختبارا للغة الإنجليزية، واختبارا في المعلومات العامة، واختبارا شخصيا، واختبارا في المهارات، وكان عبارة عن لجنة من سبعة من عمالقة الإعلام وعلى رأسهم العظيمة إيناس جوهر، ولا أنسى أبدا رهبتي المختلطة بالسعادة والمواقف والأشخاص الذين شاركوني هذه الأوقات.
استمرت هذه الإختبارات لمده سنة كاملة، حتى وصلني "الجواب الأصفر " تم تعيينك باتحاد الإذاعة والتلفزيون، وكانت سعادتي لا توصف وقتها.
بعد تعييني، تم ترشيحي للبرنامج الأوروبي، ولكن طلبت نقلي لأي إذاعة عربية، وفعلا تم ضمي لفريق "صوت العرب".
تدربنا كثيرا لمدة سنة تقريبا على الإذاعة وكل الفنون المرتبطة بها، ومنهم حوالي ستة أشهر لتعليم الدورة البرامجية العامة.
ما هي أبرز أعمالك منذ بداية عملك الفعلي بالإذاعة؟
أول تسجيل خاص بي منفردة كان مع الممثل السوري الكوميدي دوريد لحام في مهرجان القاهرة السينيمائي الدولي وبالطبع لن أنسي ذلك ولن أنسى حماسي وسعي لهذا التسجيل، وأول برنامج كان "برامجنا في سؤال" وكانت فكرته طرح أسئلة عن برامج "صوت العرب" وهي فكرة مميزة وتنفيذها ليس سهلا، وكان له صدى كبير في وقتها، وقدمت العديد من البرامج الآخرى، وأتشرف بكوني محرر عسكري أقدم برنامج ثابت للقوات المسلحة اسمه "حماة الوطن"، كما أنني معنية بتقديم البرامج التنموية التي تمس مؤسسات المجتمع المدني، وهذه الفكرة قائمة منذ بداية عملي مع اختلاف أسماء البرامج، وحاليا أقدم "أيد على أيد"، وحلقتين في الأسبوع من برنامج "أسرتي".
حصلتي على أكثر من تكريم بالإذاعة فما هي هذه التكريمات، وكيف كان أثرها على نفسك؟
تم تكريمي في "مهرجان الإذاعة والتلفزيون السنوي" في فترة الوزير صفوت الشريف، وحصلت على الجائزة الذهبية وشهادة تقدير وتميز عن برنامج خاص وهو "الفطام المر" عن أطفال الحروب.
وأثناء "مؤتمر العالم الإسلامي" في المغرب، سعيت لتغطيته للإذاعة على الرغم من عدم تكليفي به، وسجلت مع رئيس الهيئة العامة للإستعلامات، الذي أشاد بأدائي للإعلامية إيناس جوهر رئيسة الإتحاد وقتها، وكانت متواجدة بالمؤتمر، فأعطت توجيهاتها لبث رسالتي على جميع المحطات بالمبنى، وتفاجأت عند عودتي بصرف مكافأة مالية لي وشكر.
وقمت بتغطية وصول "ميسترال عبد الناصر" و"ميسترال أنور السادات" وقدمت تغطية غير مسبوقة، أكثر من تسع رسائل ابتداءا من دخول السفينة للمياة الإقليمية، وفي نفس الوقت تقريبا تفاجأت بالدكتورة لمياء محمود تقدم لي الشكر عن التغطية المميزة بجريدة ما، وشهادة تقدير.
وبالطبع أفتخر كثيرا بهذه التكريمات وجميعها كانت مفاجأة، وأعتبرها داعمة ومشجعة لي في العمل ومحفز كبير للثقة بالنفس.
لم تدرسي الإعلام، فلماذا اكتفيتي بالعمل دون دراسة؟
في الحقيقة وليس مجاملة "ماسبيرو" هو مدرسة الإعلام الوحيدة والحقيقية الموجودة في الوطن العربي كله بدون منافس، وأنا لم أشعر يوم أنني بحاجة لأن أتعلم خارجه، كما أنني أقرأ كثيرا وأحضر ورش في العديد من المجالات.
لديكي أكثر من كتاب، فما هي مؤلفاتك؟
لدي كتاب في مجال الإعلام "فوضى الإعلام أمن قومي" عام ٢٠١٣، تم طبعه في دار كتابي للطبع والنشر.
وتم تكريمي عنه هذا العام، في يوم المرأة المصرية بمكتبة القاهرة الكبرى، بالزمالك.
ولدي كتاب آخر تحت التجهيز سيحمل عنوان "جمهورية قلب" من نوعية القصة القصيرة جدا، يحكي العلاقات والمشاعر والأحاسيس بين الرجل والمرأة بشكل مكثف، وكنت قد بدأت الكتابة فيه منذ وقت طويل حوالي عام ٢٠١٠ ثم توقفت في فترة ثورة يناير عام ٢٠١١ كما توقف الجميع عن عمله، ونزلت لميدان التحرير مع الثوار لإكتشاف الحقيقة من الزيف، وأتمنى أن أسجل شهاداتي ويومياتي في ميدان التحرير يوما ما.
كيف تحققين التوازن بين حياتك الخاصة والأسرية وحياة العمل؟
الشخص الطموح يجد دائما طريق النجاح، ويحاول التوازن بين واجباته، وأنا أتجنب التقصير في مسئولياتي ولكن بالطبع على حساب راحتي ونفسي، وللأسف المرأة في ثقافتنا العربية تدفع ثمن نجاحها وتتحمل الكثير من أجله.
وعلى المحيطين بك أيضا أن يفهمو جيدا دورك وأهميته ليكونو داعمين ومساندين وليس العكس، وأمي جازاها الله كل خير ساعدتني وتحملت معي رعاية أبنائي في صغرهم، والزوج يجب أن يكون على أيمان بدورك حتى يتقبل نظام حياتك ويدعمك.
وفي النهاية النجاح هو إرادة ثم تنظيم ثم تحقيق توازن.
ما هو رأيك في الإذاعات الخاصة؟
شكل مختلف من الإذاعة جاذب للشباب، وهم الأشهر لبحثهم عن الأثارة وتركيزهم على الإعلان، مع أن المحتوى مسطح وغير هادف، ولا يقارن بجودة المحتوى في ماسبيرو.
ما هو سبب انصراف الجمهور إليها في رأيك؟
السبب هو ظهور أشكال جاذبة جديدة، ولا يوجد دعايا وترويج لدينا لجذب جيل الشباب الذي لا يعرف عنا شئ، وأيضا عدم وجودنا على صفحات الأون لاين "الأنترنت" التي تنقل البث المباشر للشبكة بصورة مستمرة كما تفعل بعض الإذاعات فيجدها جيل الفيس بوك أمامه.
ما هي أسباب الصراع بين الإعلام الخاص والرسمي؟
الصراع مفتعل من القنوات الخاصة لقتل وإخفاء الإعلام الرسمي، وهم يعرفون جيدا قيمة وأهمية ما نقدمه بالإعلام الرسمي، وقيمة الكوادر الموجودة بماسبيرو، والتي هي حجر الأساس للقنوات الخاصة، فيحاولون اقصاء المنافس القوي "ماسبيرو" من أمامهم.
ونحن نرحب بالتنافس، وليس الصراع، وسنظل قائمين مع كل التحديات، لأننا إعلام الدولة، الإعلام الرسمي، الأمن القومي، الذي يعي بجد دوره ومسئوليته، لا يصرف علينا رجل أعمال وأنما تصرف علينا حكومة.
بالنسبة لـ"شبكة صوت العرب" هل تعتقدين أنها تنافس الإذاعات العديدة الموجودة حاليا؟
بالطبع تنافس وبقوة لأنها لها شكلها ولونها وتوجهها الخاص، والتميز هو أساس النجاح و"صوت العرب" لديها بعد قومي عربي وهي تستحق ولديها ما يؤهلها أن تتعمق أكثر في هذا الأتجاه.
ماذا تأخذين عليها؟
نتمنى أن نتطور أكثر، ونقوي أمكانياتنا، ونستغل توجهنا العربي في جعل مصر ذات دور ريادي على الإعلام العربي وخصوصا مع الأزمة العربية العربية الحالية، وأن نستغل الإعلام في تدعيم وتوحيد البعد العربي.
ماذا تطلبين من الهيئة الوطنية للإعلام؟
أتمنى أن تنتبه لدور "صوت العرب" في تقوية الوحدة العربية وأهميته في هذه المرحلة التي نمر بها، وتدعمها وتقويها لكي تحقق التأثير المطلوب.
والإذاعات هي القادم وهي المستقبل، لأنها المسموعة في كل الأوقات، المحمولة على تطبيقات الهواتف، قادرة على البقاء في زحمة الحياة، يجب أن نستغلها جيدا لتحقيق الصالح الوطني العام، وليس لحكومة بعينها.
وأتمنى من الحكومات أن تكمل بعضها البعض ولا تلغي السابق وتبدأ من جديد.
وما هي أشكال الدعم الذي تحتاجه "صوت العرب'؟
كان لدينا سفر للخارج وبروتوكولات للتبادل أخذت منا، ومصر في أمس الحاجة إليها، نحتاج لتطوير وتحديث التقنيات المستخدمة مثل خدمة الأنترنت الغير مستغلة، ويمكن الأستفادة منها في البث المشترك، لتوفير ميزانية الأتصالات الدولية، ونحن كإعلام رسمي نحتاج للدعايا والإعلان بشكل كبير أسوة بالإعلام الخاص الذي يروج لنفسه، ويمكن أن يتم ذلك من خلال عمليات تبادل مع الوسائل الأخرى حتى نتجنب الأنفقاق والمخصصات المالية.
كيف يمكن تطوير ماسبيرو؟
أتمنى إعادة الهيكلة، وإعادة التوزيع للأدوار، بحيث يوضع كلا في المكان المناسب له.
أذكر أنني قدمت مستند للجنة تطوير، يقدم فكرة لاستغلال المكان واستغلال امكانيات المبنى، حتى يستطيع أن يعتمد على نفسه ماديا.
والعديد يقدم للأدارة مثل تلك الأفكار، وجميعها صالحة للتطبيق.
بما أن العديد هنا لديه رؤية وخطة للتطوير ما هو سبب عدم تحقيقه إلى الأن؟
أعتقد أن ذلك يرجع للتغيير المستمر للقيادات، ونحتاج من الهيئة النظر في كل هذه الخطط السابقة واللاحقة لأننا أبناء المبنى وأدرى جيدا كيف يمكن اصلاحه وتطويره.
لماذا ماسبيرو دائما متهم بتضليل المواطن والتغطية على تقصير الحكومة والتهليل للمسئولين حتى فقد مصداقيته؟
لأن هذا ميراث تداوله الجميع حتى أصبح سمة ملتصقة وهي غير حقيقية، وأنا لا أستطيع التحدث عن التلفزيون، ولكن الإذاعة هي الأكثر مصداقية وبشهادة الجميع، و"صوت العرب" تهتم بالشأن العربي ولا تركز على المحليات.
ما هي نصائحك للإعلاميين الشباب؟
أولا أن يحب عملة وهذا مهم، ثانيا الكلمة أمانة وليس كل ما يعرف يقال، لأن الكلام السلبي يضر ولا يفيد، ونحن حاليا في حالة حرب علنية وخفيه موجودة وبقوة، والإعلام أمن قومي، وذراع من أذرع الدولة تحارب به، فضع لنفسك الخطوط الحمراء وأوزن ما تقدم، ليس من أجل التضليل وأنما من أجل الحفاظ على تماسك بلدك وأمنها القومي ووحدتها. بالأضافة للقراءة والثقافة والأطلاع، ولا عيب من سؤال المتخصصين والرجوع اليهم.
ونصيحتي لكل شاب أن يتمسك بحلمه ويسعى من أجله ولا يستسلم أبدا.



