«عم حسين».. راهب في عشق الأهلي
كتب - شريف كمال
يوم وفاة والده، لم يذهب للجنازة بسبب مباراة مهمة للأهلي، ترك مراسم الدفن لأقاربه والعائلة، وواصل مهمته الأولى وهي تشجيع الأهلي.
هذا واحد من الأسرار التي تكشف إلى أي مدى كان عم حسين فقيد جمهور الشياطين الحمر كان يعشق الفانلة الحمراء، وكأنه راهب في عشق الأهلي.
في حارة مكاوي من شارع أبو سيفين بحي مصر القديمة ولد عم حسين، ونشأ وكبر هناك، واشتهر بعشقه للساحرة المستديرة، لعب بمركز شباب محلة الرواد، صارت كرة القدم هي ملاذه الوحيد التي أفنى فيها عمره دون الاهتمام بأي شيء آخر حتى تعليمه، الذي توقف عند الصف الخامس الابتدائي، لم يهتم بوظائف أو تكوين عائلة، ﻓكان ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭظﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺟﺮًا ﺗﺤﻔﻴﺰﻱًا أﻭ ﺗﺸﺠﻴﻌﻲًا ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻷهلى.
أجمل صدفة
علاقة عشق عم حسين بالأهلي كانت وليدة صدفة، بعد ما سمع ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ من ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ تسير في الشوارع ﺗﻬﺘﻒ باسم الأهلي وهم في طريقهم للاحتفال بإحدى البطولات عند مقر النادي بالجزيرة، فسار معهم وبعد انتهاء الاحتفال ﻋﺎﺩ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﻰ ﺇﻻ (ﻋﻢ ﺣﺴﻴﻦ) الذي ظل داخل النادي ينام أسفل ﻣﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﺘﺶ ٦ أﻳﺎﻡ، دون علم أحد من أهله.
قال ﺍﻧﻪ ﺧﻼﻝ الأيام الستة ﻛﺎﻥ ﻻﻋﺒو ﺍﻷﻫﻠﻲ أمثال رفعت الفناجيلي وصالح سليم والشيخ طه ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺣﺘﻰ أتى له مختار التتش في اليوم الأخير، وسأله عن منزله فأجابه بأن ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ مسكنه.
تلك الواقعة رسخت داخل عم حسين عشق النادي الأهلي، وعلى يد هؤلاء أدرك قيمته، حتى تم توظيفه داخل النادي بمساعدة صالح سليم.
بين بيبو والفناجيلي
ﺑﺪﺃ ﻋﻢ ﺣﺴﻴﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ سنة 19٦٨ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻛﺎﻥ يواظب على مساندة الأهلي في كل المباريات من داخل المدرجات، ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻷﻏﺎﻧﻲ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺛﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﻠﻌﺐ ﻟﻴﻐﻨﻴﻬﺎ ﻟﻼﻋﺒﻲ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ.
نجم النادي الأهلي محمود ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ (بيبو) كان فور نزوله للملعب ﻳﺸﻴﺮ إلى ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻟﻴﺴﺘﻤﻊ ﻟﻬﺘﺎفه ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻟﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻨﻴﺔ "الست"، ﻭاﺳﺘﻤﺮ ﻋﻢ ﺣﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺣﺘﻰ ٢٠٠٦ حتى أصيب ﺑﺠﻠﻄﺔ ﺣﺪﺩﺕ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﻭﻣﻨﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ بنفس القوة والحماسة التي كان عليها.



